إنه مصطلح جديد بدأ ينتشر عالمياً لتحقيق
أهداف محددة تدعم رواد الأعمال الشباب وملائكة الأعمال التي تحمل في طياتها مفهومي (العطاء والربحية) بآن معاً هم أشخاص أثرياء يقدمون رأس المال للشركات الناشئة غالباً مقابل سندات قابلة للتحويل أو حصص في المشروع يقوم أحياناً عدة مستثمرين ملائكة بالتجمع معاً لتشكيل مجموعة استثمارية يشتركون فيها بالاستثمارات ويحاولون أن يستهدفوا رواد الأعمال الشباب الذين يملكون المجازفة والأفكار الإبداعية وتحد من انطلاقتهم مشكلة التمويل.
يقوم ملاك الأعمال بالاستثمار بماله الخاص عكس المستثمرين في رأس المال المخاطر الذين يديرون أموال الآخرين لتمويل المشاريع الناشئة ويديرونها بطريقة احترافية تضمن تحقيق عوائد للمستثمرين، ورغم أن قرار الاستثمار يكون بالعادة معتمداً على صاحب الشركة الناشئة نفسه إلا أن السبب الجوهري الذي يقف خلف قرار التمويل قد يكون الثقة، أو طبيعة المشروع أو كمية المال المستثمر به.
اعتماداً على تقارير عديدة تثبت أن المشاريع الناشئة الممولة من قبل المستثمرين الملائكة هي أقل عرضة للفشل من مثيلاتها التي تعتمد على التمويل المبدئي.
يملأ المستثمرون الملائكة الفراغ الموجود في تمويل الشركات الناشئة ما بين التمويل القادم من الأصدقاء والعائلة والتمويل القادم من المستثمرين في رأس المال المخاطر.
لأن الكثير من الأموال المستثمرة عبر ملائكة الأعمال قد تخسر بشكل كامل عندما تفشل الشركات الناشئة تجارياً، فإن المستثمرين الملائكة يبحثون عن الاستثمارات القادرة على جلب عوائد أكثر بعشرة أضعاف المال المستثمر بها خلال خمس سنوات من تاريخ الاستثمار عن طريق إستراتيجيات الخروج المعروفة، مثل عرض أسهم المشروع للاكتتاب العام أو عرض حصص المشروع لمستثمرين آخرين.
إن أفضل الممارسات في مجال ملائكة الأعمال تقترح أن يبحث المستثمرون عن المشاريع التي تضمن لهم عائدات أكبر من المتعارف عليها (عشرة أضعاف قيمة الاستثمار خلال خمس سنوات) فتقترح عليهم البحث عن الشركات الناشئة التي تضمن لهم على الأقل تحقيق عشرين إلى ثلاثين ضعف من المبلغ الذي تم استثماره خلال خمس أو سبع سنوات من الاستثمار آخذة بعين الاعتبار الاستثمارات التي ستفشل والمدة التي سيضطر فيها المستثمر إلى تجميد الأموال في المشروع وفي الواقع فإن نسبة نجاح الشركات التي تتبع لمجموعة استثمارية تستثمر برأس المال الملاك هي حوالي 20-30% ولأن رغبة أي مستثمر تكمن في تعظيم الربح والعوائد من أي مشروع استثماري فإن خيار أخذ التمويل من مستثمرين ملائكة الأعمال هو خيار مكلف للشركات الناشئة وبنفس الوقت فإن مصادر التمويل الأخرى مثل تمويل المصارف والتي تعد أقل كلفة لا تكون خياراً متوفراً في العادة للشركات الناشئة في مراحلها الأولى والتي تكون صغيرة الحجم وحديثة النشأة لتكون مؤهلة للحصول على قروض من المصارف.
ولا شك أن المرحلة الحاسمة التي تمر بها سورية اقتصادياً والتي تتطلب أعلى درجات الجاهزية لإنشاء المشروعات الصغيرة الجديدة تتطلب إنشاء منظومة جديدة متطورة لملائكة الأعمال السوريين تكون بمثابة منصة للاستثمار في الأفكار الجديدة لرواد الأعمال السوريين وما أكثرهم مما يعود بالنفع على الطرفين وعلى الاقتصاد السوري بالنتيجة.
دمشق في 1/4/2020.
كتبه: د. عامر خربوطلي
العيادة الاقتصادية السورية