حجم التبادل التجاري مع الامارات 3 مليارات في العام الماضي ومليار درهم عند منتصف هذا العام
دمشق – سيريا ستيبس :
رأى الدكتور سامر الدبس رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها أنه بالإضافة إلى الأهمية السياسية للزيارة التي قام بها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الامارات العربية المتحدة إلى سورية، والتي وصفها بالتاريخية، ولقائه مع السيد الرئيس بشار الأسد، فهناك بُعد اقتصادي هام جداً، وهي تتويج لعلاقة قديمة بين البلدين، فلو عدنا للتاريخ قليلاً قبل الأزمة السورية المشؤومة كان هناك العديد من المشاريع الإماراتية في سورية لمستثمرين إماراتيين ولشركات إماراتية كبيرة جداً منها شركة ( إعمار ) ومن هذا المستوى كان لها مشاريع كبيرة في سورية، ولكن للأسف في عام 2011 توقفت هذه المشاريع نتيجة محاربة سورية للإرهاب والتداعيات الناجمة عنه، والتي نتمنى أن نكون قد قطعناها.
واعتبر الدكتور الدبس في حديث تلفزيوني مع القناة الفضائية السورية على هامش تلك الزيارة أننا اليوم نرى تتويجاً للعلاقات السياسية التي سوف تلحقها العلاقات الاقتصادية، مُذكّراً بأن الإمارات كانت في عام 2018 قد أعادت فتح سفارتها في سورية، وفي كانون الثاني 2019 كان لنا زيارة بوفد اقتصادي كبير للفعاليات الاقتصادية في أبو ظبي لمناقشة الواقع الاقتصادي وإعادة تفعيل المشاريع التي كانت متوقفة، وإرجاع المستثمرين الاماراتيين والسوريين الموجودين في الإمارات إلى سورية، ومن النقاط الهامة التي بحثناها في وقتها كان موضوع ( طيران الامارات ) وعودته إلى سورية، وتلقينا في حينها وعوداً بأن هذه الأمور سترجع إلى طبيعتها، ولكن لم تتحقق هذه الأمنيات بسبب عقوبات جديدة فرضت على سورية.
تحول كبير جداً
غير أننا نرى اليوم أن هناك تحولاً كبيراً جداً – يقول الدكتور سامر – سيكون له منعكسات اقتصادية هامة جداً تنعكس على المواطن السوري، والامارات هي شريك اقتصادي حقيقي لسورية بل هي الدولة الأهم كشريك تجاري معنا فهي تشكل اليوم 14% تقريباً من حجم التجارة الخارجية السورية، وهي ليست مجرد دولة تجارية، فهناك تصدير كبير يحصل إلى الامارات، حيث نصدر لها الخضار والفواكه والعديد من السلع الأخرى، ولذلك نحن متفائلون جداً جداً بهذه الزيارة اليوم كما كل المواطنين السوريين.
عوامل مشجعة
وقال رئيس غرفة صناعة دمشق بأن العلاقات مع الامارات جيدة جداً وصار هناك تفاعل بين البلدين، فبعد إعادة افتتاح السفارة في دمشق تلى ذلك عدة خطوات، وبقيت الامارات بالنسبة لسورية محطة اقتصادية هامة جداً لكون الامارات مركز مالي مهم ومركز تحويلات، وهي مدخلنا إلى الخليج بعدة أمور تصديرية واستيرادية، وحجم الأرقام بيننا وبين الامارات مهم جداً ولو أنه لا يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية ولكننا نحن نعمل كفعاليات على الأرض لأن نرفع من تلك الأرقام.
ورأى رجل الأعمال السوري الدكتور الدبس أن هناك عوامل مشجعة بتنا نراها ومن ضمنها مشاركة سورية في اكسبو دبي 2020 هذا الملتقى العالمي الذي تقوده دبي هو بالفعل يسجل لدولة الامارات، وكان هناك اهتمام كبير من سورية بالمشاركة في هذا الملتقى، وكان هناك زيارة هامة للسيد وزير الاقتصاد السوري ولقاءاته على هامش اكسبو مع العديد من الفعاليات وشرحه لحقيقة ما يحدث في سورية وكان هناك تجاوباً كبيراً من قبل الاقتصاديين الاماراتيين بهذا المنحى.
وتلت هذه الخطوة عدة خطوات، فكان هناك اتفاق على تشكيل مجلس لرجال الأعمال السوري الاماراتي وقد تم تشكيله، كما جرى الاتفاق بأن يكون هناك وفد سوري يوم الأحد القادم في 14 تشرين الثاني الجاري إلى الامارات وهو اليوم المحدد لليوم الوطني للإمارات وسيحضر الكثير من الفعاليات الاقتصادية من غرف التجارة والصناعة للتداول في الخطوات الاقتصادية التي ستكون في المستقبل.
عودة الاستثمار إلى سورية
وأوضح الدكتور سامر الدبس أن هناك خطة عمل لإعادة الاستثمار إلى سورية ونحن نمشي باتجاه إعادة الاعمار حيث نحصد نتيجة صمودنا في هذه البلد التي احترمها العالم أجمع واليوم نرى أن من معاني هذه الزيارة هو تقدير للسيد الرئيس وللشعب السوري على وقوفه وصموده في وجه الإرهاب لمدة عشرة سنوات، فاليوم لدينا خطة عمل اقتصادية ممنهجة لإعادة العلاقات، فهناك مشاريع إماراتية في سورية تخدم القطاعات الاقتصادية كافة، هم استثمروا أكثر شيء في القطاع العقاري ولكن تلك المشاريع لم ترَ النور، فهناك مشروع البوابة الثامنة جزء منه نفذ، ومشروع خمس شامات، وشركة اعمار لديها مشاريع عديدة قيمتها تصل إلى مليارات الدولارات تقدر من / 10 إلى 12 / مليار دولار.
وكذلك بالنسبة للجالية السورية في الامارات والتي تصل إلى نحو 300 ألف سوري بينهم ما لا يقل عن / 3000 / من المستثمرين الحقيقيين النشيطين سواء في قطاع العقارات أو غيره، وهؤلاء لهم دور إيجابي يجب الاستفادة منه بطريقة منطقية، وحتى ينشط الاستثمار في سورية يجب أن يكون هناك حلقة وسيطة وهذه الحلقة هي المستثمرين السوريين أن يأتوا بنظرائهم الاماراتيين إلى سورية وأن يعودوا هم أيضاً للاستثمار في سورية، وهذا أمر ينعكس على مختلف القطاعات، مؤكداً أن الوفد السوري سيركز في زيارته الأحد القادم إلى دبي على تفعيل المشاريع القديمة والبدء بمشاريع جديدة.
وبالعموم يرى الدبس أن هذه الخطوة اليوم هي بداية مهمة جداً لفتح باب الاستثمار نحو الخليج، وسيلحق الامارات أيضاً دولاً أخرى.
التبادل التجاري
الدبس أوضح أن حجم التبادل التجاري بيننا وبين الامارات في العام الماضي وصل إلى / 3 / مليارات درهم، وفي النصف الأول من هذه السنة وصل إلى مليار درهم، وسورية بالنسبة للإمارات تأتي في المرتبة 58 أو 57 كتبادل تجاري، أما الامارات بالنسبة لسورية فهي شريك استراتيجي مهم في التبادل بالنسبة للخليج، فهي الدولة الثانية في الخليج بعد السعودية، ومن المتوقع خلال الفترة القادمة أن نتجاوز بحجم التجارة الأرقام الحالية بأرقام مضاعفة.
شيء ما قد تغيّر
واعتبر الدكتور الدبس في ختام حديثه أن هناك ذكاء كبير من الجانب الاماراتي بالدخول في هذه المرحلة إلى سورية لأن هناك مشاريع استراتيجية هامة في نطاق إعادة الاعمار ومن يدخل سيبدأ بها ، وبرأيي – قال – أن قاطرة الامارات سيكون لها منعكسات جيدة على العديد من الدول، وعاد ليؤكد تفاؤله بهذه الخطوة وبعودة المستثمرين، وقد شعرنا بذلك من خلال اتصالاتهم حيث يسألوننا ما هو واقع الاستثمار الجديد وما هي إمكانيات العودة .. فقد شعروا أن هناك شيء ما قد تغيّر.. وفي الواقع فإن المستثمر الذكي هو من يأتي اليوم إلى سورية ليستثمر في ظل هذه التطورات السياسية.