في ختام معرض صنع في سورية بنسخته البغدادية الثانية .كان لصحيفة سنسيريا لقاء مع السيد محمد ناصر السواح رئيس المكتب الاقليمي لاتحاد المصدرين والمستوردين العرب. وصاحب مبادرة تنظيم المعرض بالتعاون مع اتحادات الغرف التجارية والصناعية في حديث عن المعرض و نتائجه وآفاق تطويره.
أهمية المعارض الخارجية
حيث بين السيد السواح أن المعارض هي رئة حقيقية للاقتصاد السوري الذي تعرض لتدمير ممنهج . ومع اتجاه الحرب نحو خواتيمها فقد عملت الدولة السورية على ترميم الاقتصاد من خلال تحرير الأرض و دعم الانتاج بكافة جوانبه، مع الاهتمام بتسويقه خارجياً عن طريق تقديم دعم التصدير ودعم اقامة المعارض التي تساعد على تشبيك الفعاليات الاقتصادية السورية مع الشركات الخارجية .
وقد عمل اتحاد المصدرين العرب على تفعيل هذا النشاط من خلال رسم خطة واضحة لنشاط المعارض وربطها بخارطة الصادرات السورية . وقدتحرك الفريق التقني للاتحاد مع كل تقدم تحرزه الدبلوماسية السورية لدراسة االلوجستيات الكاملة وفق المعطيات التي استجدت . والعمل على ترميم العلاقة مع هذه الاسواق التقليدية للصادرات السورية ، خاصة وأن كل تسهيل في الاجراء يخفض تكاليف التصدير .
لماذا كان البدء من العراق
وقد كان السوق الأقرب هو السوق العراقي الذي تم اختياره للحاجة الماسة لترميم العلاقة معه بعدما لمسنا اهتمام كبير من الاخوة العراقيين أثناء دعوتنا لهم الى المعارض التخصصية في دمشق وكان لابد للمنتجين السوريين من الذهاب الى بغداد لمعرفة ودراسة حالة المنافسة بالبضائع التركية والايرانية ومعرفة تطور أذواق المستهلكين .
وقد استطاعت المنتجات السورية اثبات تواجدها بحضور قوي في بغداد . وهي معتمدة في ذلك على خبرات ممتازة وميزة نسبية في الانتاج و خصائص الأرض والاسعار . ترافق ذلك مع دعم مالي من الدولة السورية تمت ترجمته بنجاح كبير لمعرض صنع في سورية المقام في بغداد في منتصف العام الماضي و نسخته الثانية المقامة حالياً والمستمرة حتى يوم 4 / 1 / 2022 .
ماذا عن التعاون الرسمي من الحكومة والسفارة .
وجه السيد محمد السواح من خلال منصة صحيفة سنسيريا الشكر الجزيل للحكومة السورية بكافة وزاراتها ذات الصلة. وعلى رأسها وزارة الخارجية و وزارة الاقتصاد على الدعم الكامل لتنظيم هذا المعرض . ووجه وافر التقدير والشكر للسفارة السورية في بغداد ممثلة بشخص السيد السفير صدام الدندح . الذي لم يوفر جهد و تعاون لانجاح المعرض واقامته والتعاون الكامل لتسهيل كافة الاجراءات ، ورعايته للافتتاح مع تنظيم اللقاءات مع الجهات الرسمية في العراق .
التعاون مع الاتحادات
صيغة التعاون بين الاتحادات من صناعة و تجارة وقريباً الزراعة يعتبر نموذجاً للعمل الوطني الذي تشرّف اتحاد المصدرين العرب بتنسيقه وتنظيمه . كون مجلس ادارة المكتب الاقليمي يضم أساساً أعضاء مجالس ادارة في العديد من الغرف التجارية والصناعية. و قد رافق المعرض في بغداد نائب رئيس اتحاد غرف التجارة السورية ،رئيس غرفة تجارة حلب السيد عامر الحموي .ويتم حالياً تفعيل العمل فيما بين الغرف في الاتحادات لتطوير نشاط المعارض وتأمين التمويل اللازم له .
ماهي آفاق تطوير المعرض والى اين
من المهم جداً استقرار المعرض في العراق في معارض تخصصية . فعلى سبيل المثال صناعة الملابس سيكون توقيتها في بداية العام وفي نهاية الصيف و المنتجات الزراعية موسمها الغالب صيفاً . وبالتالي من المهم تنظيم روزنامة معارض محددة مضبوطة لايسمح فيها للفوضى . وذلك من خلال تقييم نتائج كل معرض ومدى الاقبال عليه حيث تقاس النتائج من نتائج أعمال الفعاليات المشاركة .
وفي معرض بغداد الحالي نجد أن معظم المشاركين يحضرون للمرة الثانية هذا العام مما يدل على نجاح تجربة النسخة الأولى من المعرض .
والمكتب الاقليمي بصدد اقامة معارض قريبة في الدول المستهدفة كأسواق تقليدية للمنتجات السورية والعودة اليها بقوة بعد أن فرضت الحرب الخروج منها . وذلك بدعم من الدولة السورية وفي اطار استراتيجيتها الاقتصادية وترجمة للاهتمام الحكومي و الدبلوماسي .
ونتوقع البدء مع الاردن وليبيا وبعض دول الخليج في معارض مماثلة .
نتائج المعرض
نعود لنؤكد أن نجاح المعارض لا يقاس فقط بالأقبال الجماهيري الواسع كما هو حاصل في معرضنا الحالي في بغداد . انما يقاس بالتشبيك الحاصل بين المصدر السوري والمستورد العراقي بدون وسطاء والذي رأيناه في أبهى أشكاله . و يتيح المعرض فرصة للمنتج السوري لمسح السوق ومعرفة متطلبات التجار العراقيين واراء الزبائن . وذلك لإظهار الابداع السوري في تلبية كل المتطلبات ولكل الأسواق المحيطة . والاطلاع عن قرب على البضائع المنافسة من ايران وتركيا والاردن وباقي الدول من كل انحاء العالم
ومن ناحية الارقام فيمكن سؤال المشاركين عن تعاقداتهم التي تمت في المعرض وحجم مبيعاتهم المباشرة. لتجدوا أن معظم المشاركين حققوا نتائج ممتازة من ناحية أهدافهم من المشاركة وكانت المطالبة بتكرار التجربة وانتظاميتها .
ومن ناحية المنظمين فنؤكد أن كل البضاعة التي شحنت الى بغداد للمشاركة في المعرض قد تم تسويقها ولم يتم اعادة أية بضائع .
وفي كلمة أخيرة أكد السيد السواح لسنسيريا أن الوطن يحتاج الى حناين لنهضته والحفاظ على اقتصاده واستثمار مقوماته . ويجب دعم صناعة المعارض كي ندعم التصدير ونصل بمنتجاتنا الى بر الأمان الذي يحافظ على استمرارية الانتاج .