أكدت الأستاذة الجامعية الدكتورة المهندسة الزراعية ليلى بركات أن حل مشكلة تناقص مخزون القمح والتحول من مرحلة الاستيراد إلى الاكتفاء الذاتي يكون من خلال التوسع الأفقي والعمودي بالإنتاج المتعلق بوحدة المساحة والمساحة المزروعة، وتجديد صفات الصنف كل 5 سنوات وليس كل 40 عاماً.
وبينت بركات في تصريح لصحيفة «الوطن» أن التوسع الأفقي في الإنتاج يكون من خلال زيادة المساحة المزروعة من القمح وإيجاد الأراضي الزراعية المناسبة، وتوفير كل مستلزمات زراعته، وإذا لم نؤمن مستلزمات الإنتاج فلن يكون لدينا إنتاج، أما التوسع العمودي فيعتمد على استنباط أصناف ذات قدرة تحمل عالية ومقاومة للأمراض ومتحملة للإجهادات البيئية من حرارة وتملح وجفاف وغيرها.
وبالنسبة لموعد الزراعة الأمثل اعتبرت بركات أن تداخل مواعيد الزراعة يؤثر في وجود الآفات وانتشارها، لذلك يجب توحيد موعد الزراعة في المنطقة الجغرافية الواحدة، والموعد المناسب يكون من خلال الاعتماد على التوقعات الجوية والاستشعار عن بعد، وأفضل موعد للزراعة بين منتصف شهر 11 ونهايته.
وأشارت بركات إلى أنه من خلال المتابعة والخبرة تبين أن ريات الإنبات الزراعية المكررة تقلل عدد السنابل، وفي بعض المناطق أصبح النبات يتعرض لعملية الغرق والتغريق من الفلاحين وخاصة المناطق القريبة من مصادر المياه أو الذين يعتمدون على الطاقة الشمسية في الري لكونهم لا يدفعون تكاليف التشغيل، ومن أسباب فشل الزراعات المروية عملية الغرق التي تحدث عند المزارع، مشيرة إلى أن عدد الريات المطلوبة بعد الإنبات قليل وعدم الاتجاه إلى إغراق المحصول بالمياه.
ولضمان زيادة الإنتاج الكلي من النبات دعت بركات إلى اتباع حزمة من التوصيات المرجوة للوصول إلى الزراعة المناسبة، واختيار الصنف الذي يتلاءم مع البيئة إضافة إلى أن منطقة زراعة هذه الأصناف يجب تكون جيدة ومعاملة فطرياً ومجددة ولم تتدهور صفاتها بعد، وأن تجدد صفاتها كل 5 أو 6 سنوات وليس كل 40 عاماً كما هو متبع اليوم.
كذلك الانتباه إلى عملية الخلط التي تحدث لأن هذا الإجراء خطأ وخطير جداً، لأن كل صنف له عملياته الخاصة ومتطلباته، ويجب أن تكون المحاريث المستخدمة في الأراضي البعل مختلفة عن المحاريث في الأراضي المروية، ويجب تجهيز البذارات المناسبة مع الأصناف الموجودة، والالتزام بمعدل البذار، ويختلف معدل البذار حسب نوع الزراعة (عفير وخضير وبذار)، والمهم الكثافة النباتية في المتر المربع للحصول على محصول عال.
وبالنسبة لعمليات التسميد بينت بركات أنها من أهم العمليات التي يجب أن يقوم الفلاح بها ونقص التسميد هو سبب فشل الزراعات، وليس المهم الكمية بقدر توقيت إضافة السماد ويجب التركيز على توفير عناصر عضوية للتربة تحسن من قوام التربة، وأن توفر 170 وحدة آزوت بالهكتار سنوياً وإضافة العناصر الصغرى حيث القمح يحتاج إلى 16 عنصراً وليس إلى 3 عناصر فقط، واليوريا هي أقل وحدة آزوت موجودة تليها النترات وهذا يمكن توفيره من إضافة السماد العضوي أو الآزوت.
وأكدت بركات أن المطلوب لرفع إنتاجية وحدة المساحة هو الانتباه والوعي من الفلاحين على أن كل صنف له سقف لإنتاجه، وكل صنف له قدرة على الإنتاجية والتحول إلى الإرشاد المتكامل من خلال تكليف جيش من المهندسين بمراقبة الحقول، وهذا سوف ينعكس على اتجاهين زيادة خبرة المهندس الزراعي بالدرجة الأولى، وضمان إنتاجية المساحة وتقنين استخدام الأسمدة المفرطة، أو المياه المفرطة ويكون المهندس الزراعي هو من يتابع الحقول بدلاً من ذهاب الفلاحين إلى الصيدليات الزراعية، ويمكن أن يكون من يوصف بالصيدلية أدوية عشوائية لكونه ليس من اختصاصه، ومن الفوائد أيضاً مراقبة الإصابات والتخلص من بقايا المحصول السابق وتنظيم مواعيد الزراعة وتقديم الخدمات الأخرى في حال فكرت الدولة في تقديمها كالحراثة المجانية أو إحداث جمعيات تعاونية للري بالطاقة الشمسية تكون بإشراف المهندسين.
الوطن