في ظل غلاء المواد العلفية وصعوبة تأمينها وتكاليف استيرادها المرتفعة وانعكاس ذلك على أسعار الفروج التي باتت تفوق قدرة المواطن، تتجه وزارة الزراعة لدراسة تأمين بدائل علفية للدواجن بهدف تخفيض التكاليف، الأمر الذي تم الحديث عنه خلال اجتماع عقد في وزارة الزراعة أمس حيث تمت مناقشة تجربة إدخال نبات الدخن كعلف للدواجن.
وفي تصريح لـ«الوطن» بين مدير مؤسسة الأعلاف عبد الكريم شباط أنه تمت دراسة موضوع إدخال نبات الدخن كعلف للدواجن ليحل محل مادة الذرة الصفراء من باحث لكن هذه الدراسة بحاجة للاستكمال، لافتاً إلى أن وزير الزراعة اجتمع مع عدة جهات لدراسة كيفية الاستفادة من مادة الدخن لتكون بديلاً عن الذرة الصفراء.
وأشار إلى أنه وفقاً للباحث من الممكن أن تكون تكاليف الإنتاج قليلة وخاصة أن زراعة نبات الدخن تستغرق فقط ستين يوماً وتتم زراعتها بعد زراعة القمح أي بدءاً من الأول من حزيران حتى 31 تموز، موضحاً أن زراعة هذا النبات لا تعتبر من الزراعات الأساسية ولا تأخذ حصة موسم أساسي.
وبين أن هذا الموضوع بحاجة للدراسة بشكل أكبر ووزير الزراعة شدد على ضرورة استكمال هذه الدراسة من الناحية الاقتصادية ومن كل النواحي الأخرى لذا قام بتشكيل لجنة تابعة للوزارة مؤلفة من عدة جهات وأعطاها مدة شهر فقط للبحث بموضوع إدخال نبات الدخن كعلف للدواجن وإمكانية الاستفادة من هذا المحصول.
وأوضح أن الباحث أكد أن مادة الدخن تعتبر من المواد الممتازة وتعادل في قيمتها الغذائية مادة الذرة الصفراء بل إنها أفضل من الذرة في بعض المواصفات، لافتاً إلى أن الباحث بين أن الدونم الواحد المزروع بنبات الدخن ممكن أن ينتج عنه نحو 400 كيلو غرام.
وختم بالقول: إنه في حال نجاح تجربة إدخال الدخن كعلف للدواجن وإثبات جدواها الاقتصادية فإن ذلك سيؤدي إلى التخفيض من مستوردات مادة الذرة الصفراء وتوفير القطع الأجنبي وإيجاد فرص عمل جديدة للمزارعين ودخل إضافي لهم لكن نجاح هذا الأمر يرتبط بعمل اللجنة التي شكلها وزير الزراعة.
وكان قد ناقش اجتماع عقد أمس في وزارة الزراعة برئاسة وزير الزراعة محمد حسان قطنا تجربة إدخال نبات الدخن كعلف للدواجن.
وأكد الوزير خلال الاجتماع أهمية أن يكون للقطاع الخاص دور واضح كشريك للحكومة في تأمين مستلزمات الإنتاج والبدائل العلفية، لافتاً إلى أن الهدف من المناقشة هو الاستماع إلى نتائج البحث التطبيقي الذي أجرته إحدى شركات القطاع الخاص وما هي رؤية المديريات المعنية بالإنتاج الحيواني في إدخال هذا النبات إلى المواد العلفية والجدوى الاقتصادية والغذائية منه ومقارنتها بالذرة الصفراء، وهل توجد أراض ومساحات لزراعته وإمكانية استبداله بمحصول آخر، وإمكانية زراعته على مياه الصرف الصحي وتحديد الأماكن المثالية لزراعته ودراسة المياه والتربة.
وأشار الوزير إلى ضرورة استمرار البحث وتطبيقه على أرض الواقع والاطلاع على نتائجه ودراسته من هيئة البحوث الزراعية ومديرية الإنتاج الحيواني ومؤسسات المباقر والدواجن والأعلاف وإمكانية الاستمرار بزراعته بأشكاله المختلفة سواء كان وحيد الغرض كحبوب أم ثنائي الغرض كعلف أخضر، وإذا أثبتت الدراسات والأبحاث أن المحصول ذو كفاءة إنتاجية جيدة فسوف يتم إدراجه ضمن الخطة الإنتاجية الزراعية للموسم الزراعي القادم حيث يستخدم كبديل علفي جديد.
بدوره قال عميد كلية الزراعة الدكتور عبد النبي بشير إن مشكلة تأمين الأعلاف باتت من المشكلات التي يعاني منها المربون، ولابد من البحث عن البدائل وجاء هذا البحث ليقدم لنا حلولاً لتغذية الدواجن من خلال بذور الدخن، وأضاف: نحن في الكلية استخدمناه كبديل عن العلف الأخضر لتغذية الأبقار ومن نتائجه زيادة في الوزن وكمية الحليب اليومية بشكل مضاعف إضافة إلى ذلك كان هناك مجال لتقديم بحوث جديدة.
وبين بشير أنه ومن خلال استخدام الدخن في عملية التصنيع كان الأمر أسهل ومستلزمات الإنتاج كانت أقل على الدخن مقارنة بالذرة، قائلاً: نتمنى تطبيق هذه البحوث على أرض الواقع لمساعدة المربين وإيجاد الحلول المناسبة لهم.
في سياق متصل بين مدير عام المؤسسة العامة للدواجن سامي أبو الدان أن البحث جيد لكن يجب الاهتمام بالجدوى الاقتصادية منه، ومن خلال المعطيات الأولية تبين أن النتائج إيجابية وهناك اختصار بالمدة الزمنية ووفرة بالإنتاج، مؤكداً أن المؤسسة ستعمل على دراسة كل المعطيات من جديد وعلى أساس النتائج سوف يتم تحديد إمكانية استبدال الدخن بالذرة الصفراء وتطبيق ذلك.
وتم خلال الاجتماع استعراض النتائج التي تم التوصل إليها من الشركة والتحاليل المخبرية للدخن وخاصة أنه يستخدم كغذاء رئيس للإنسان في المناطق الجافة من إفريقيا وفي مصر والسودان وتغذية الدواجن في بعض الدول، كما تم استعراض نسبة إدخال الدخن محل الذرة الصفراء والجدوى منه بما يخفف من تكاليف الإنتاج والسعر النهائي.
الوطن