تشرين ـ هني الحمدان
تركت زيادة الأجور والرواتب التي أقرها سيد الوطن موجة ارتياح كبيرة بين السوريين, ليس فقط لتوقيتها المناسب, بل لقيمتها المادية أيضاً بعد ما حصل من فقدان لقيمة العملة أمام موجات الغلاء المستعرة..
كانت بمثابة البلسم لاحتياجات أساسية لمواطن تعب وملَّ من الفقر وقلة الحيلة, وهي لا شك لن تكون الزيادة الأخيرة, بل ستضاف إلى زيادات من قبل الدولة التي تحرص كل الحرص على تقديم الخدمات لمواطنيها، وتسعى لتحقيق كل ماهو حاجة حسب الامكانات المتاحة..
زيادة ساوت بين الجميع وسينال كل عامل وموظف على حقوقه, كانت مناسبة جداً على أصحاب الدخول القليلة, من ناحية تعويضهم ورفع نسبة الاستفادة لهم, أما على صعيد التنمية والاقتصاد, لا شك خطوة داعمة وايجابية وبتوقيت مناسب لتحريك السيولة وحل جزء مهم من الاحتياجات للمواطن, في ظل الغلاء الفاحش الذي طال الأسواق وامتد الى كل شيء, لدرجة أن الضروريات باتت وكأنها كماليات مؤجلة عند أرباب الأسر, فمعظم التجار والباعة وحيتان الاسواق فعلوا أفعالاً لا توصف, فرضوا كلمتهم وسطوتهم أمام عدم ضبط الأسواق وحماية المستهلك..!
كما أسلفنا.. الزيادة على الأجور والرواتب جاءت بتوقيتها المناسب ولتحقيق هدف كبير في تخفيف شدة الغلاء عند العباد, وستغير من المعطيات الكثير على صعيد الصرفيات وتحريك الحركة الاقتصادية وهذا هو المأمول… لكن تبقى للمخاوف أماكنها الواجب على الجهات المعنية أن تتدخل وأن تكون عيونها متيقظة لأي مسعى أو طريق يسرق فرحة الزيادة لدى شريحة واسعة من الناس, عبر ضرورة الحفاظ على مستواها وقيمتها, لا أن يستغلها البعض, وهم كثر للأسف، عن طريق زيادات أسعار سلعهم وبضائعهم تحت مسوغات ارتفاع سعر الصرف مقابل الليرة التي ستبقى صامدة مهما اشتدت الضغوط..!
اليوم مطالبة كل الجهات بالعمل والإخلاص لايصال جلَّ الزيادة لمستحقيها بعيداً عن أي استغلال من جانب المستغلين والمتلاعبين بقوت العباد, لا أن تُترك الأبواب مشرعة أمام من يحاول استغلال أي ارتفاع للأسعار..