أعلن وزير الصناعة السوري، محمد معن جذبة، أن سوريا تمكنت من إعادة تأهيل نحو 83 ألف منشأة كانت قد تضررت جراء الحرب، مشيرا إلى أن الإرهاب حاول تدمير البنية التحتية للاقتصاد في البلاد ولكن الشعب السوري حال دون ذلك.
وقال جذبة، في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك”: “الإرهاب استهدف البنية التحتية للصناعة والاقتصاد السوري ولكن الشعب السوري شعب حضارة يملك المقومات لإعادة العمل والإنتاج وبتكامل النسيج الاجتماعي قام بإعادة وتأهيل منشآته، فوزارة الصناعة ترعى القطاع الاقتصادي، القطاع العام والقطاع الخاص، والقطاع الخاص بداء بتأهيل منشآته، وأيضا القطاع العام، ووزارة الصناعة بدأت بتأهيل منشآتها المدمرة جزئيا فأقلعت 19 شركة إنتاجية وأضافت 18 خطا إنتاجيا للشركات”.
حول المنشآت السورية
وأضاف في حديثه عن المنشآت التي تم إعادة تأهيلها أن “سوريا كانت قبل الحرب تملك 131 ألف و 134 منشأة صناعية وحرفية. والإرهاب حاول أن يدمر البنى التحتية والاقتصاد للبلد، حتى يستطيع أن يمرر مخططاته، لكن الشعب السوري بانتمائه لم يمرر هذه المخططات، وإنما يقوم بتأهيل هذه المنشآت وتجاوز الصعوبات، ونلاحظ أن المنشآت عادة إلى العمل بعدد 83 ألف 139 منشأة صناعية وحرفية ويستمر الإقلاع والتأهيل”.
وتابع قائلا في حديثه عن وزارة الصناعة السورية: ” بلغ قيمة إنتاج الوزارة في عام 2019 مبلغ 318 مليار ليرة سورية وبلغت مبيعات الوزارة لتصريف الإنتاج و المغزول 243 مليار ليرة سورية، وبلغت قيمة المخازين المصرفة في 2019 بـ25 مليار ليرة سورية. وهناك أصناف جديدة انتجت في سوريا في بعض الصناعات”.
وأشار الوزير السوري إلى أن بلاده تشتهر بصناعةالنسيج والصابون وبعض الصناعات الحرفية واليدوية والتراثية وأن هذه الصناعات بمجملها وكذلك بعض الصناعات التحويلية لها دور كبير في إيصال الصناعة السورية إلى كافة البلدان ليتم تسويق هذا الإنتاج الجيد بسمعة جيدة ومكانة مرموقة.
كما حدد وزير الصناعية بعض الشركات التي تم إعادة تأهيلها، قائلاً بهذا الصدد “تم إقلاع شركة تميم للمنتجاتالدوائية وكان هناك خطوط لإنتاج حبوب الكبسول والمراهم وبعض الخطوط الإنتاجية لبعض الصناعات الدوائية، وتم إقلاع منشآت لصناعة الدباغة وصناعة الجلود والجلديات. أيضا تم إقلاع منشآت للنسيج في حلب. وسوريا تشتهر بصناعات النسيج والسجاد منذ آلاف السنين”.
التعاون مع الدول الأجنبية
وفي حديثه عن التعاون الدولي قال وزير الصناعة السوري أن “لدى سوريا منذ عشرات السنين شراكات مع بعض الدول سواء داخل سوريا أو خارج سوريا، وصناعة الأسمنت كان لها دور في الشراكة السورية من خلال شركات روسية قديماً في المصانع السورية، والشعب السوري والصناعات السورية منفتحة على كافة الدول خاصة مع روسيا، التي لها علاقات متينة وقوية مع الشعب السوري”.
وأضاف في هذا السياق أن هناك تطور في الشراكات خاصة مع روسيا في المرحلة الأخيرة، وأعطى مثالا على ذلك “الشراكة في تطوير معمل أسمدة مع شركة “ستروي غاز انجنيرينغ إس تي جي” لتطوير معمل أسمدة بشركة الأسمدة بمعامله الثلاثة”.
وأشار المسؤول السوري إلى أنه كانت في سوريا صناعات كبيرة جدا ومتنوعة، وأردف قائلاً: “أذكر أنه كانت صناعة النسيج تُصدر لروسيا وكان هناك منشآت في حلب تصدر الأقمشة إلى روسيا مباشرة. ومع أن الإرهاب أصاب سوريا ولكنه لم يؤثر على المؤهل الفني للمواطن السوري. سوريا تملك قاعدة نسيجيه وتكنولوجية جيدة”.
وضع المنشآت شمال شرق سوريا
وأفاد وزير الصناعة السوري أن هناك العديد من المنشآت في منطقة شمال شرق سوريا والتي تتبع سواء القطاع العام أو القطاع الخاص قد تم الحفاظ عليها، وقال: ” لدينا في القطاع العام شركة للغزل في الحسكة ومحلج في الحسكة قمنا في المحافظة عليه من خلال عمالنا البواسل”.
وأضاف ” لدينا في دير الزور محلج وطبعا هناك معامل قد تم تدميرها بفعل الإرهاب، و تم دراسة هذه الأضرار وهناك في الوزارة خطة لتجاوز هذه الصعوبات والبدء في تأهيل و إقلاع هذه المنشآت”.
تأثير العقوبات الخارجية
أكد الوزير السوري أن التحديات والعقوبات قد تأُخر إقلاع بعض المنشآت ولكن بتظافر الحكومة والدولة يمكن تجاوز كل الصعوبات.
وأردف قائلا بهذا الصدد “نحن نستغرب أن تكون هناك عقوبات على الصناعات الإنسانية والمجتمعية من قبل الدول الغربية ، طبعا التحديات والعقوبات الاقتصادية تؤدي إلى حجب القطع التبديلي وتؤدي إلى حجب قطع الغيار للآلات ومنع الشركات من توريد بعض منتجاتها”.
وتابع ” كان هناك تعاون بين الصناعة السورية وعدة مكونات صناعية سواء كان في ألمانيا أو الصين أو روسيا وعدة دول أخرى لكن من خلال وجود العقوبات الاقتصادية، فقد حالت دون وصول القطع التبديلية لهذه المعامل لكي يتم إقلاعها غير أن المواطن السوري يقوم بالاعتماد على ذاته وخبرته وموارده الذاتية، وعلى بعض أصدقائه لتجاوز هذه التحديات. وهذه العقوبات لن تكون حائل دون تطوره ودون تقدم صناعته”.
واختتم وزير الصناعة السوري حديثه بالقول “التحديات والعقوبات قد تأخر إقلاع بعض المنشآت وبعض الخطوط الإنتاجية لكن الشعب السوري يملك الانتماء الوطني والخبرة التقنية الجيدة للتغلب على ذلك، والدولة بتشجيع من رئيس الجمهورية، تشجع الإنتاج الصناعي والزراعي وتقوم برصد الاعتمادات لذلك. والحكومة والدولة السورية بتلاحمها ضمن هذا المجتمع قادرين على تجاوز هذه الصعوبات، و على إيجاد بدائل سواء بدائل تمويلية أو بدائل تصنيعية أو بدائل في تأهيل هذه المنشآت والعودة إلى الإنتاج”.