رامز محفوظ
صرح مستشار غرف الزراعة السورية عبد الرحمن قرنفلة لـ«الوطن» بأن الموسم الزراعي 2019 – 2020 يعتبر مبشراً بالخير، وفي حال استمرت الهطلات المطرية بمواعيد زمنية تتناسب وأطوار نمو النباتات سيكون الموسم هذا العام ممتازاً.
وأشار إلى أن الإنتاج الزراعي تحكمه عوامل عديدة، أولها العوامل الطبيعية، مشيراً إلى أن جزء كبير من الزراعة السورية هو بعلي يعتمد على مياه الأمطار.
وأوضح أن الحكومة وضعت خططها لتحسين الواقع الزراعي لهذا الموسم، وتتابع تنفيذها من خلال تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي من أسمدة وأدوية زراعي.. وغيرها، وهذه المستلزمات تصل حالياً إلى مناطق الإنتاج، مبيناً أن أمور الزراعة تسير في الاتجاه الصحيح بخصوص الإنتاج النباتي.
وبالنسبة للإنتاج الحيواني، بين قرنفلة أن الحكومة شجعت مؤخراً على موضوع تأمين الأعلاف، وكلّفت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي المؤسسة العامة للأعلاف بتأمين احتياج القطر من الأعلاف، ورصدت الحكومة مبالغ كبيرة تصل لحدود 7 مليارات ووضعتها تحت تصرف مؤسسة الأعلاف لتأمين المادة.
ولفت إلى أنه في ظل الحروب كل معوقات الإنتاج ستكون متاحة، بمعنى أنه عندما يكون هناك حرب وحصار اقتصادي سيكون هناك إعاقة لتأمين مستلزمات الإنتاج، سواء من مصادر الطاقة «المازوت والبنزين»، أو إعاقة في تأمين الأسمدة والأدوية الزراعية وعدم القدرة على تأمين هذه المستلزمات بالشكل الكافي، كما حدث خلال العام الماضي، وكان له تأثير سلبي في الواقع الزراعي، مشيراً إلى أنه خلال العام الحالي سيكون الواقع أفضل، وهناك حلول لهذا الحصار الجائر الذي يطول القطاع الزراعي وذلك من خلال الاستعانة بتجار لتأمين مستلزمات الإنتاج وطرق أخرى ويتم تأمينها حالياً.
وعزى الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم والفروج إلى عدة عوامل، أبرزها سعر الصرف حالياً، لافتاً إلى أنه على الرغم من أن اللحوم إنتاج محلي إلا أن مدخلات إنتاجها بالدولار، بمعنى أنه عندما يتم استيراد لقاحات وأعلاف وأدوية بيطرية فإن استيرادها يتم بالدولار.
ولفت إلى وجود بوادر تحسن في زيادة الصادرات الزراعية السورية إلى العراق، إلا أن أميركا تعرقل هذا الموضوع، منوهاً بأن العراق نافذة تقليدية قديمة للإنتاج الزراعي السوري والسوق العراقي سوق واسع وكبير وهو بحاجة للإنتاج الزراعي السوري.
ولفت إلى أن تداعيات الأزمة على الإنتاج الزراعي أدت إلى خروج مساحات واسعة من الإنتاج، وأكبر المساحات مثل الرقة والحسكة وحلب، مما أدى إلى عدم القدرة على تصدير المحاصيل الإستراتيجية، والاستمرار باستيراد كميات منها، لافتاً إلى أنه حالياً جزء كبير من الأراضي في الرقة والحسكة وسهول حلب عادت إلى سيطرة الدولة، وجزء كبير من مساحات هذه الأراضي باتت مزروعة، لافتاً أنه خلال العام الماضي كان هناك إنتاج جيد من الذرة الصفراء المحلية، ما ساهم بتأمين جزء من احتياج قطاع الدواجن.
وأشار إلى أنه كلما زادت نسبة الأراضي العائدة إلى سيطرة الدولة انخفض الاستيراد وزاد التصدير، متوقعاً أنه في ضوء معطيات الطقس الحالية سنصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الإنتاج ومن الممكن أن نصل إلى مرحلة التصدير.