رجح محللون وخبراء تأثر خُمس الإنتاج العالمي من النفط مع اتجاه المنطقة نحو شفير الحرب في أعقاب إغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني. كما رجح بعضهم ارتفاع أسعار النفط لمستويات قياسية قد تناهز 100 دولار.
وارتفعت أسعار النفط، الاثنين، 2% فوق 70 دولارا للبرميل، مع تأجج التوترات في الشرق الأوسط بفعل التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة وإيران والعراق، عقب مقتل قائد فيلق القدر قاسم سليماني في غارة جوية الجمعة الماضي.
الدولار سيؤثر على سعر النفط حتى 2035!
النفط يستقر مع تقييم المستثمرين لمخاوف الطلب
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت إلى 70.74 دولارا للبرميل، في حين سجل الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 64.35 دولارا للبرميل. وتأتي المكاسب بعد صعود بأكثر من 3% يوم الجمعة عقب إغتيال سليماني، مما زاد المخاوف من صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط قد يعطل إمدادات النفط.
ووفق مراقبين، ستحافظ أسعار النفط على مستويات فوق 67 دولارا لبرميل برنت خلال الفترة المقبلة، مع بقاء التوترات قائمة في المنطقة، وسط تعدد الخيارات التي اتبعتها طهران سابقا أمام العقوبات الأميركية.
وتسهم المنطقة بنحو نصف إنتاج العالم من الخام، في حين يمر خُمس شحنات النفط العالمية عبر مضيق هرمز.
قلق الإمدادات
وتعليقاً على ذلك، قال الخبير النفطي محمد الشطي لوكالة “الأناضول” “من الطبيعي أن تدعم الأجواء التصعيدية نتيجة التوترات الجيوسياسية في مناطق الإنتاج، حالة القلق على الإمدادات في السوق النفطية”.
وأشار الشطي إلى أن أسعار النفط ستبقى مرتفعة، وستتفاعل مع كل تهديد لحركة الملاحة والتجارة والنقل للنفط من مختلف الممرات، ومن بينها مضيق هرمز في الخليج العربي، حيث ينتقل تقريبا 20% من احتياجات العالم من النفط إلى جانب الغاز الطبيعي.
وأضاف الشطي أن إغتيال سليماني يأتي معززا لتصاعد المخاوف حول مسار الأحداث، خصوصا في ظل التهديدات الإيرانية برد عسكري، مما يشعل التوترات حول سلامة الملاحة في مضيق هرمز.
تأثيرات صعبة
من جهته، قال محلل أسواق النفط العالمية أحمد حسن كرم إن التأثيرات ستكون صعبة على المنطقة، وستنعكس على أسعار النفط إذا لم يتم احتواؤها سريعا، لأن أي عمليات عسكرية أو تهديدات سياسية في منطقة الخليج تؤثر في أسعار النفط.
وتنتج منطقة الخليج العربي إلى جانب إيران نحو 23 مليون برميل من النفط يوميا، تشكل قرابة 23% من إجمالي الطلب العالمي على الخام المقدر بنحو 100 مليون برميل يوميا.
وأضاف كرم أن الورقة الرابحة لإيران التي ستلجأ إليها سريعا، هي إغلاق مضيق هرمز. وتابع “ربما سنرى ارتفاعات قياسية جراء ذلك، وربما نرى أسعار الـ100 دولار للبرميل مرة أخرى لو حدثت مثل هذه الأمور”.
أهمية مضيق هرمز
يعد مضيق هرمز أحد السيناريوهات التي قد تلجأ إليها طهران كإحدى أدوات الرد الاقتصادية على اغتيال سليماني، عبر تعطيل الإمدادات النفطية من دول الخليج إلى العالم.
وبلغ معدل التدفق اليومي للنفط في المضيق 21 مليون برميل يوميا في 2018، أي ما يعادل 21% من استهلاك السوائل البترولية على مستوى العالم، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، مما يجعله أكبر ممر مائي في العالم.
المصدر: الجزيرة