الثورة الصناعية الرابعة
الدكتور عامر خربوطلي
مدير عام غىفة تجارة دمشق .
هي العصر الرئيسي الرابع منذ الثورة الصناعية الأولى في القرن الثامن عشر، وهي تتميز بدمج التقنيات التي تلغي الخطوط الفاصلة بين المجالات المادية والرقمية والبيولوجية واختراق التكنولوجيا الناشئة في عدد من المجالات، بما في ذلك الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، و Blockchain، وتكنولوجيا النانو، والحوسبة الكمومية، والتكنولوجيا الحيوية، وانترنت الأشياء، والطباعة ثلاثة الأبعاد، والمركبات المستقلة، وقد ربطها كلاوس شواب مع العصر الثاني للآلة من حيث آثار الرقمنة والذكاء الاصطناعي على الاقتصاد لكنه أضاف دوراً أوسع للتقدم في التقنيات البيولوجية إنه يعرقل كل الصناعات تقريباً في كل بلد، وتبشر اتساع وعمق هذه التغييرات بتحويل أنظمة الإنتاج والإدارة والحكم بأكملها.
تاريخياً وقعت الثورة الصناعية الأولى في القرنين الثامن والتاسع عشر في أوروبا وأمريكا، وكانت فترة أصبحت فيها المجتمعات الريفية الزراعية، في معظمها صناعية وحضرية ولعبت صناعات الحديد والنسيج أدواراً مركزية في الثورة الصناعية جنباً إلى جنب مع تطور محرك البخار.
أما الثورة الصناعية الثانية بين عامي 1870 و 1914 أي قبل الحرب العالمية الأولى كانت فترة نمو للصناعات القائمة وتوسعة صناعات جديدة، مثل الفولاذ والنفط والكهرباء واستخدام الطاقة الكهربائية لإنتاج ضخم، وشملت التطورات التكنولوجية الرئيسية خلال هذه الفترة الهاتف والمصباح الكهربائي والفونوغراف ومحرك الاحتراق الداخلي.
في حين تشير الثورة الصناعية الثالثة أو الثورة الرقمية إلى تقدم التكنولوجيا من الأجهزة الإلكترونية والميكانيكية التناظرية إلى التكنولوجيا الرقمية المتاحة اليوم. بدأت هذه الحقبة خلال الثمانينيات ومازالت مستمرة تشمل التطورات التي حدثت خلال الثورة الصناعية الثالثة الكمبيوتر الشخصي والانترنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
أما الثورة الصناعية الرابعة التي نتحدث عنها اليوم في حديث أربعاءنا فهي تختلف اختلافاً جوهرياً عن الثلاثة السابقة، التي تميزت بشكل رئيسي بالتقدم التكنولوجي، تتمتع هذه التقنيات بإمكانيات كبيرة للاستمرار في توصيل مليارات الأشخاص إلى الويب، وتحسين كفاءة الأعمال والمؤسسات بشكل جذري، والمساعدة في تجديد البيئة الطبيعية من خلال إدارة أفضل للأصول. كان إتقان الثورة الصناعية الرابعة موضوع الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2016 في دافوس، سويسرا.
وفقاً لـ aril segel تحتفظ الثورة الصناعية الرابعة بفرص فريدة لتحسين التواصل البشري وحل النزاعات.
ورغم حداثة هذا المصطلح واعتقاد البعض محلياً على الأقل بأننا مازلنا نجهد لدخول الثورة الصناعية الثالثة إلا أن عملية التجديد والتطوير التي تسعى إليها سوريا ما بعد الأزمة ينبغي أن تتناول مواضيع وفرص ومستجدات الثورة الصناعية الرابعة الجديدة والدخول إليها بقوة.