دمشق-سانا
تحتاج زراعة النباتات العطرية والطبية في سورية إلى اهتمام بعمليات التصنيع والتوضيب والتسويق حسب المعنيين بهذا المجال لتتحول إلى مشروع رابح مع توافر عوامل مساعدة منها انتشار بعضها بشكل طبيعي في مناطق مختلفة وعدم حاجتها إلى كميات كبيرة من الأسمدة والمبيدات وبالتالي انخفاض تكاليف انتاجها مقابل وجود فرص تصديرية مشجعة.
مدير الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة عبد المعين قضماني بين لـ سانا أن زراعة النباتات الطبية والعطرية في سورية من الزراعات المربحة والبديلة لانخفاض تكاليف إنتاجها وارتفاع أسعارها التسويقية في السوق المحلية أو التصديرية وهي بالتالي صيدلية طبيعية وثروة وطنية تدعم الاقتصاد الوطني من خلال وصولها إلى أكثر من 30 بلدا.
وذكر قضماني أن سورية من أقدم الدول التي سوقت النباتات العطرية لأغراض الطب الشعبي وتضم أصنافا مختلفة لكن نسب زراعتها متفاوتة بين منطقة وأخرى حيث يأتي محصول الكمون في صدارتها على مساحة مزروعة للموسم السابق 51646 هكتارا وإنتاج 41325 طنا مشيرا إلى أن موسم الكمون من المواسم التي يعتمد عليها الفلاحون اقتصاديا لكونه يزرع بعلا ولا يحتاج إلى ري أو سماد.
وأضاف قضماني أن من بين الأنواع الرئيسة أيضا اليانسون والكزبرة وحبة البركة وهناك أنواع أخرى ثانوية الشمرة والزعتر والوردة الشامية مؤكدا دعم الوزارة لهذه الأصناف من خلال التوسع بالمساحات المزروعة والتواصل مع الجهات المعنية لبيان حجم الإنتاج للدخول في عمليات التصنيع والتغليف والتعبئة وتصدير الفائض منها وتقديم التسهيلات للتوسع في هذه الزراعات مستقبلا لتشمل ضمن خطة الموسم المقبل 2020 -2021 زراعة الزعفران.
وكشف قضماني أنه ستتم اضافة ثلاث محافظات ضمن الخطة المستقبلية لزراعة النباتات الطبية والعطرية للموسم المقبل 2020 -2021 وهي “درعا والسويداء والقنيطرة” وذلك بناء على طلب من الفلاحين.
ويقبل الفلاحون على زراعة النباتات العطرية والطبية لأسباب عدة منها كما أشار مدير الإنتاج النباتي أن زراعتها غير مجهدة للتربة واحتياجاتها الإنتاجية مقبولة مقارنة مع غيرها من أنواع الزراعة ومتطلباتها المائية منخفضة وتكاد تكون بعلية ومدة تخزينها طويلة ولا تحتاج إلى نفقات عالية وهي صديقة للبيئة لا تتطلب كميات كبيرة من الأسمدة والمبيدات ويمكن التحكم بسعرها عند العرض والطلب إضافة لسهولة استخدامها في الصناعات الطبية والعطرية والغذائية.
ولفت قضماني إلى أن ادخال هذه الزراعات ضمن الدورات الزراعية المتبعة جاء بهدف أغناء التربة بالعناصر الغذائية من جهة ومكافحة الحشرات والآفات من جهة أخرى كما أن التوسع بزراعتها يؤدي الى تشغيل عدد أكبر من اليد العاملة.
وحسب قضماني تجاوزت وزارة الزراعة خطتها الإنتاجية للموسم الحالي حيث كان من المقرر زراعة 79225 هكتارا فيما بلغت المساحة المزروعة حتى تاريخه 79722 هكتارا وما زالت الزراعة مستمرة.
وفي الختام رأى مدير الانتاج النباتي أن تطوير واقع النباتات الطبية والعطرية يحتاج إلى اهتمام أكبر من ناحية التسويق بشكل أساسي وعمليات التوضيب والتصنيع ونشر الوعي بأهميتها الاقتصادية لجعلها منافسة ضمن محور البدائل الزراعية.
بشرى برهوم -غصوب عبود