الدكتور عامر خربوطلي
مدير عام غرفة تجلرة دمشق .
في هذا الحديث سنتناول مزايا وخصائص هذا النوع من المؤسسات الذي يزداد الحديث عنه عالمياً ومحلياً واثبت فعاليته في إحداث نهضة تنموية كبيرة، ومن هذه المزايا العديدة نذكر:
1. سهولة الإنشاء والتنفيذ: مثل:
– صغر حجم رأس المال المطلوب لإنشاء وتنفيذ المشروع، وكذلك حجم القروض اللازمة والمخاطر المترتبة عليها.
– سهولة تنفيذ المباني وتركيب خطوط الإنتاج وتحضير مستلزمات التشغيل.
2. سهولة الإدارة وبساطة الهيكل التنظيمي: يقوم بإدارة الشركة الصغيرة شخص واحد إجمالاً أو عدد من الأشخاص لذلك تتسم هذه الإدارة بالمرونة وسهولة اتخاذ القرار، ونقص في الروتين واختصار المستندات والورقيات، وسهولة الاتصال والتواصل وقوة العلاقة الشخصية بين أصحاب ومديري المشروع والعاملين.
3. استغلال الطاقة الإنتاجية CAPACITY UTILIZATION: يتم استغلال الطاقة الإنتاجية القصوى نظراً لإمكانية التحكم في عناصر الإنتاج وتوفر مستلزماته وعدم تعقيد العملية الإنتاجية، مما يؤدي إلى رفع الكفاية الإنتاجية وتحقيق أقصى ربح ممكن، وهذا الوضع يحقق سرعة دوران رأس المال العامل نظراً لصغر حجم المخزون السلعي وقصر دورة الإنتاج.
4. الاعتماد على الطلب المحلي وخلق تنمية متوازنة: ينحصر نشاط الشركات الصغيرة غالباً في المنطقة التي تنشأ بها، وتقوم مثل هذه الشركات نتيجة لتوفر خامات معينة غالباً ما تكون زراعية أو تعدينية مثل: معامل صناعة الجبن ومنتجات الألبان والتي تقوم بالقرب من ومزارع تربية الحيوان، ومعاصر الزيتون ومعامل العصائر وتعليب الخضار والفاكهة التي تقام ضمن أو بالقرب من مناطقها الزراعية، حيث إن هذا النوع من المشروعات يساعد في سد حاجات سكان المنطقة في مجال السلع التي ينتجها، ويخلق طلباً على منتجاتها الزراعية ويساعد على تحقيق تنمية متوازنة تحافظ على التوازن السكاني بين الريف والمدينة.
5. سهولة الدخول إلى السوق والخروج منه: انخفاض قيمة رأس المال الثابت بسبب قلة المخزون السلعي من المواد الخام والمنتجات النهائية وسهولة تحويل أصول المشروع الصغير إلى سيولة بالبيع دون تكبد خسائر كبيرة.
6. القدرة على التكيف مع المتغيرات وخاصة ما يتعلق بـ: تركيبة القوى العاملة وسياسات الإنتاج والتسويق والتمويل وسهولة تغيير وتحديث التكنولوجيا المستخدمة، مما يعني القدرة على مواجهة الصعوبات في أوقات الأزمات الاقتصادية وفترات الركود.
7. إدارة التدريب الذاتي:
– المؤسسات الصغيرة هي مراكز تدريب لأصحابها والعاملين بها.
– تلعب دوراً حاسماً في طرح التكنولوجيا الجديدة بفاعلية أكبر وتكلفة أقل.
– تعتبر المصدر الرئيسي للأفكار والاختراعات (ساهمت بـ 60% من الاختراعات الرئيسية في القرن العشرين مثل الطائرات وآلات التصوير، وأجهزة النقل الأوتوماتيكية والمحركات النقالة، والحاسبات الإلكترونية).
– يمكن أن تقدم الأفكار اللازمة لتطوير التشكيلة السلعية التي تنتجها المشروعات الأخرى، مثال: شركة جنرال الكتريك استفادت من أفكار الشركات الصغيرة في تطوير تشكيلتها السلعية من الأفران والبرادات.
8. خلق فرص عمل: كون هذه الشركات تعتمد وسائل إنتاج بسيطة فعادة ما تختار فن إنتاجي كثيف العمل ويؤدي إلى توفير فرص العمل للشباب والكوادر الفنية بكلفة استثمارية منخفضة.
9. قصر فترة الاسترداد PAY-BACK PERIOD: فترة الاسترداد هي عبارة عن الفترة المطلوبة لاسترداد تكاليف استثمار مشروع من واقع تدفقاته النقدية، وهي قصيرة في الشركات الصغيرة نظراً لصغر حجم رأس المال المستثمر وقصر دورة الإنتاج، وبالتالي سرعة التسويق وزيادة دورات البيع.
10. انخفاض نقطة التعادل: نظراً لانخفاض التكاليف الثابتة مقارنةً بالمتغيرة مما يؤدي أن معدل الطاقة الإنتاجية لهذه المؤسسات التي تتعادل فيها الإيرادات والتكاليف تكون منخفضة عن المشاريع الكبيرة التي تبقى مثقلة بأعباء التكاليف الثابتة وتحتاج لحجم مبيعات كبير لتغطية هذه التكاليف.
وإزاء هذه المزايا فإن دعم هذا النوع من المؤسسات يبدو أكثر إلحاحاً في سورية سواءً ضريباً أو تمويلياً أو تسويقياً أو إدارياً للاستفادة من المزايا العديدة التي سبق الإشارة إليها وهذا ما يؤمل أن تقوم به جميع الجهات الداعمة سواءً الحكومية أو الأهلية وقد يتطلب لاحقاً التفكير في إنشاء وزارة خاصة بالمشروعات الصغيرة نظراً لأهميتها.
العيادة الاقتصادية السورية