أكد المديالعام للصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة كيريل دميترييف في حديث خاص لـRT أن روسيا وستواصل تعزيز المشاريع الاستثمارية مع السعودية وزيادة حجم التبادل التجاري مع والمملكة.
لكم كامل نص مقابلة RT مع كيريل دميترييف على هامش منتدى الاستثمار بالرياض:
– كان منتدى الاستشمار في الرياض ناجحا جدا، حيث شارك فيه أكثر من ستة آلاف شخص. ومستوى المشاركين كان لافتا للنظر، حيث كان من بينهم رؤساء صناديق، ورؤساء أقاليم من سائر المنطقة. وكان النقاش مثيرا حقا حول المسائل الأساسية والقفزات التقنية وغيرها. كما أُبرم الكثير من الصفقات، تصل قيمتها وفقا لمنظمي هذا المنتدى إلى أكثر من خمسة عشر مليار دولار. إضافة إلى ذلك تمكنا من تحقيق تقدم في مشروعنا مع المملكة العربية السعودية حول الاستثمار السعودي في روسيا، حيث وصلت هذه الاستثمارات كما تعلمون إلى ثلاثة مليار الدولار. وسنواصل تعزيز المشاريع الاستثمارية مع السعودية وزيادة حجم التبادل التجاري بين روسيا والمملكة العربية السعودية.
هل يمكنكم أن تخبرونا عن وجهة نظركم في مسألة: هل أعطت زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى السعودية دفعة لتحسين العلاقات الروسية السعودية؟
– بلا شك إن زيارة الرئيس فلاديمير بوتين، كانت زيارة تاريخية حقا، والجميع أشار إلى ذلك، وقد تمت بنجاح كبير. ووسائل الإعلام الرئيسة تتحدث عن الدور المتنامي لروسيا في الشرق الأوسط، حيث تلعب روسيا دورا إيجابيا ولا تقف إلى جانب طرف ضد طرف آخر، وذلك ما يكسب هذا الدور احتراما كبيرا في المنطقة. وبالتالي كانت الزيارة ناجحة للغاية فقد سمحت بتعزيز الموقف الجيوسياسي لروسيا وأعطت زخما لتنفيذ المشاريع الروسية السعودية. فلم يكن من قبيل الصدفة أن شارك الرئيس الروسي وولي العهد السعودي في الجلسة الأولى لمجلس التعاون الاقتصادي الروسي السعودي، الذي يتضمن عشرين ممثلا عن دوائر العمل الرئيسة من كل جانب. ومهمة هذا المجلس توسيع التعاون الاقتصادي القائم على صفقات النفط بين روسيا والعربية السعودية ودول مجموعة “أوبك” والتي ساعدت في إعادة التوازن إلى أسواق النفط، والقائم كذلك على الإنجازات الاستثمارية بين بلدينا، وعلى الاحترام والتفاهم المتبادل لبرنامج الإصلاحات 2030 الذي تنفذه المملكة. ونحن نعتبر هذا البرنامج برنامجا فعالا ونشطا، حيث يحاول ولي العهد من خلاله أن يجعل من المملكة دولة أكثر فعالية ونموا وتطورا يمكن لأصحاب الشركات أن يطوروا عملهم فيها.
لقد تحدثتم عن اهتمام المستثمرين الروس في الطرح العام الأولي لأسهم شركة “أرامكو”، فهل يمكنكم أن تحدثونا بتفصيل أكثر عن ذلك ومن من المستثمرين الروس يشارك في هذا المشروع؟
– بالفعل هناك العديد من الصناديق الاستثمارية والبنوك الاستثمارية بما في ذلك صناديق الاستثمار الروسية تبدي اهتماما كبيرا بشركة “أرامكو”، كما يبدي شركاؤنا الصينيون كذلك اهتمامهم بها. وبالتالي ينتظر الجميع تفاصيل محددة سيتم الكشف عنها قريبا، ومن الممكن أن تصبح بذلك المشاركة في أسهم الشركة متاحة، ولكن ذلك سيكون بالطبع معتمدا على تلك التفاصيل التي سيقدمها الشريك السعودي حول مؤشرات الحصص وغيرها من مؤشرات الطرح العام الأولي.
إضافة إلى المشاريع التي تحدثتم عنها والصفقات التي أُبرمت، ما هي الآفاق المستقبلية للتعاون؟ وإلى ماذا تسعى روسيا مع الشركاء السعوديين في مجال التعاون والاستثمار؟
– نعتبر أن قطاع الزراعة سيكون واحدا من القطاعات المستقبلية، فسابقا كان استيراد القمح الروسي محظورا في المملكة، أما اليوم فقد تم رفع هذا الحظر، وبالتالي سنقوم مع أكبر المنتجين والمستثمرين السعوديين بالاستثمار بفاعلية في قطاع الزراعة. فأمام هذه القطاع آفاق واعدة، لأنه يفسح المجال لتصدير المنتجات الروسية ليس إلى المملكة العربية السعودية فحسب، بل وكذلك عبر المملكة إلى سائر المنطقة. كما أنه يمكن الاستثمار في قطاع إنشاء البنى التحتية، وهذا مهم للغاية كون أن روسيا والعربية السعودية تتطوران من بُناهما التحتية. وكذلك الأمر في قطاع التقنيات، حيث نرى أن التقنيات تغيير في كثير من الصناعات. ويقوم الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة بالاستثمار في الذكاء الصناعي في روسيا. كما أن العربية السعودية ستستثمر أيضا في الذكاء الصناعي. وبالتالي هذا قطاع مهم جدا. كما أننا نرى أن صندوقنا الاستثماري الروسي السعودي المشترك يقوم بالاستثمار في كل هذه القطاعات، ولدينا كل الأدوات اللازمة لرفع مستوى الاستثمار المتبادل وكذلك حجم التبادل التجاري المشترك.
يعتبر البعض أنه بعد الهجوم على شركة “أرامكو” أصبحت هذه الشركة مورّداً غير موثوق. فما هو رأيكم في ذلك؟
– لا. نحن واثقون من أن “أرامكو” مورّد موثوق جداً. وما تحدثتَ عنه كان تفسيرا خاطئا لما حدث، وقد علقت على ذلك وزارة الطاقة. وكما نرى فإن “أرامكو” هي من أضخم شركات النفط، وقد تمكنت من التعافي بسرعة بعد هذه الهجمات، وبالتالي تُعتبر شركة فاعلة وموثوقة جدا تعمل بنجاح في كافة الأسواق العالمية.
والسؤال الأخير، كيف تقيّمون دور صندوقكم في تعزيز التعاون على الساحة الدولية؟
– بلا شك أن صندوقنا وصندوق الاستثمارات العامة السعودي وكذلك الصناديق السيادية في المنطقة، جميعها تلعب دورا بناءً في إقامة الدبلوماسية الاقتصادية في العلاقات بين بلداننا. فخلال الجلسة العامة لهذا المنتدى قلت إن الصناديق السيادية تحمل مسؤولية كبيرة في الاستثمار من أجل تنمية اقتصاداتنا والاستثمار في الشراكة بين بلداننا. وبالتالي فإن الشراكة بين صندوقنا وصندوق الاستثمارات العامة السعودي لعبت دورا رئيسا في إقامة الاستثمارات المشتركة وتنفيذ المشاريع الاقتصادية. وسنستمر في لعب هذا الدور الفعال في المستقبل أيضا.