الإنعكاسات الإقتصادية الأخطر لكورونا .

بقلم : أحمد رفعت يوسف  ، مدير اذاعة دمشق .
الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية لفيروس كورونا أصعب وأخطر بكثير من تأثيراته الصحية.
اقتصاديات ومجتمعات دول كبرى مهددة بالانهيار وأكثر من ذلك.
الخطر في الأمر أن الأمور تخرج عن السيطرة وما هو مخفي أكثر مما هو معروف حتى الآن بكثير.
تبين أن أخطر بؤر الفيروس ليست في الصين ولا إيران وإنما في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بكاملها.
في يوم واحد (الأمس) ظهرت ثلاثة مؤشرات الأولى إعلان حالة الطوارئ في الولايات المتحدة الأمريكية وعزل ستة ولايات والإعلان عن أن ولاية أوهايو التي يبلغ عدد سكانها 13 مليون نسمة فيها أكثر من مئة ألف إصابة وهذا ما يفوق عدد المصابين في عموم الصين.
المؤشر الثاني من إعلان منظمة الصحة العالمية بأن أوروبا باتت موبوءة وبؤرة لتفشي الفيروس.
المؤشر الثالث إعلان مستشارة المانيا بأن سبعين بالمئة من السكان قد يصابون بالفيروس وإعلان رئيس حكومة بريطانيا بأن يستعد البريطانيون لفقدان أحبة لهم وكان لافتاً إصابة رئيس وزراء كندا وزوجته بالفيروس بعد زيارتهم لبريطانيا وهذا يؤشر إلى احتمال إصابة أعضاء الحكومة البريطانية وربما ملكة بريطانيا.
اللافت في الأمر هو فشل النظام الصحي الأمريكي والأوروبي والذي أظهر قصوراً وعجزاً عن مواجهة تفشي الفيروس بعكس الصين وإيران التي نجحت في عزله والحد من انتشاره.
الخطر الأكبر في حال طالت فترة تفشي الفيروس مما قد يؤدي إلى انهيارات غير مسبوقة في الاقتصاد العالمي عموماً والأوروبي والأمريكي خصوصاً مع أخطار اجتماعية وبشرية غير مسبوقة وخاصة في موضوع تأمين الغذاء حيث فرغت المحلات في المدن الأوروبية وهذا الإجراء يجعل الأوروبيين والأمريكيين يواجهون كوارث اجتماعية خطيرة خاصة وأن المجتمعات ألأوروبية وبعد سنوات طويلة من مجتمع الرخاء والرفاهية تكونت لديهم عادات وأنماط اجتماعية وحياتية غير مؤهلة لمواجهة مثل هذه الأزمات وخاصة في موضوع تأمين وتخزين الغئاء.
الدول التي ستكون الأقل تضرراً هي الدول التي تستطيع تأمين غذائها من انتاجها والأقل انخراطاً في الاقتصاد الراسمالي العالمي ومن اللافت أن هذين الشرطين أكثر ما ينطبقان على سورية إضافة إلى أن الحصار المفروض على سورية والتنقل من وإلى سورية وخاصة في التنقل الجوي حصن سورية بشكل طبيعي من وصول الفيروس إليها حتى الآن وحتى لو وصل فسوف نكون من أقل الدول تضرراً منه.