يرى صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي يعاني، هذا العام، أسوأ ركود له منذ الكساد العظيم، حيث تتعرض الأسواق الناشئة والدول ذات الدخل المنخفض في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا لمخاطر عالية.
وبحسب وكالة “بلومبيرغ”، قالت المديرة العامة للصندوق، كريستالينا جيورجيفا، في خطاب يوم الخميس، إن نصف الدول الأعضاء البالغ عددها 189 دولة تسعى للحصول على المساعدة. وافق المجلس التنفيذي على مضاعفة الوصول إلى تمويل الطوارئ لمواجهة الطلب المتوقع بنحو 100 مليار دولار.
وأضافت كريستالينا أن التوقعات الأساسية للصندوق تشير إلى انتعاش جزئي في الاقتصاد العالمي في عام 2021 إذا تلاشى الوباء في النصف الثاني من هذا العام، ما يسمح برفع تدريجي لإجراءات الإغلاق. وشددت على أن عدم اليقين بشأن مدة الفيروس يعني أن الأمور قد تكون أسوأ.
أدى الوباء الذي انتشر من مدينة ووهان الصينية إلى كل ركن من أركان العالم تقريبًا إلى إغلاق الأعمال وخسارة ملايين الوظائف. وأبرزت كريستالينا الأضرار التي لحقت بصناعات التجزئة والضيافة والنقل والسياحة وتأثيرها على أصحاب الأعمال الحرة والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.
وقالت كريستالينا، إن صندوق النقد الدولي يقدر أن الحكومات في جميع أنحاء العالم اتخذت إجراءات مالية تصل إلى 8 تريليون دولار. وشددت على ضرورة مواصلة تدابير الاحتواء الأساسية ودعم النظم الصحية وحماية المتضررين والشركات.
اندلع الكساد العظيم قبل 90 عامًا واستمر لعدة سنوات، حيث انكمشت الاقتصادات وتراجع نشاط التجارة، وانهارت أسواق الأسهم آنذاك، لذا يعد واحد من أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية على مر التاريخ.
وفي الشهر الماضي، قال محلل أسواق المال المخضرم، ستيفن إيزاكس، إن الأسواق المالية العالمية تواجه أسوأ أزماتها منذ عام 1929، حينما اندلع “الكساد العظيم” وتسبب في خسائر حادة للاقتصاد العالمي، وذلك تزامنًا مع تخفيض كبار الاقتصاديين لتوقعاتهم وترجيحهم ركودا عالميا.