الشاب “ياسين”، خريج كلية الهندسة الطبية في جامعة اللاذقية، أكد أن العقل السوري لا يتوقف عن الابتكار خلال الأزمات، ولربما الحاجة التي تعانيها البلاد جراء العقوبات الغربية والحصار الاقتصادي هي من ولدت الاختراع في أكثر من مجال وكان آخرها ما قدمه ياسين عبر “جهاز تنفس” محلي الصنع وبسعر متواضع جدا قياسياً بالأسعار المطروحة عالمياً، مما يسهم في تذليل الصعوبات أو تفادي الكوارث المحتملة عن تطورات وباء “كورونا” في سوريا.
في لقاء مع “سبوتنيك” قال محمد ياسين: هناك عبء كبير وقع على القطاع الصحي في سوريا خلال السنوات الأخيرة، لذا بدأ اختراعه بتقديم جهاز تعقيم كوسيلة رادعة لنقل الفيروس، وقد حصل على موافقة إدارة المستشفى التي يعمل بها وتم توزيع نسختين من الجهاز الأولى أوتوماتيكية والثانية يدوية على الأقسام والأبواب الرئيسية، ليتابع عمله بإخترع جهاز تنفس آلي بمواد متوفرة وبموثوقية عالية ونسبة أعطال شبه معدومة، حيث يتحكم بعدد الدورات التنفسية في الدقيقة من 8 وحتى 50 دورة.
كما يوفرالأوكسجين النقي للمريض من 20 وحتى 100%، ويمكن استخدامه في حال الحاجة من قبل كافة الأعمار، فهو مصمم ليناسب ويحقق حاجات كبار السن والأطفال وهو قابل للنزع والتركيب بشكل سلس ويمكن الإستفادة منه لأكثر من مريض.
وأضاف المهندس المتخصص في صيانة الأجهزة الطبية:
أن المواد المستخدمة في تصنيع الجهاز هي من إنتاج سوري وتكلفة الجهاز الواحد لا تتخطى الـ 100 ألف ليرة (130 دولار وفق السعر الرسمي)، وتم عرض النموذج الأولي بوضعه الحالي على عدد كبير من الأطباء وقد لاقى استحسانهم رغم وجود بعض الرتوش.
ويتكون الجهاز من ثلاثة قطع رئيسية وهو قادر على العمل على مدار الأسبوع في حال تم تزويد المرضى به وهناك جهود لتزويد الجهاز المبتكر بملحق خاص لقراءة وحماية جميع المتغيرات كنقاوة الأوكسجين والضغط والتدفق.
المهندسة مريم فيوض من الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية قالت لوكالة “سبوتنيك” إن مؤسستها تدعم على مدار العام المبادرات العلمية ومشاريع الشباب وآخرها ما قدمه المهندس محمد ياسين وتعمل على تحويل هذه الفئة، من مستهلكة لتكنولوجيا المعلومات إلى منتجة، ويتم الاستفادة من الجهود التي قدمتها الجمعية في كثر من المجالات وخاصة القطاع الصحي.
ويزداد الطلب على أجهزة التنفس الصناعي حول العالم نتيجة الضغوط الصحية ووجود عدد كبير من المصابين بفيروس كورونا ممن لم يتمكنوا من تلقي العلاج ما يجعل إختراعه في سوريا بجهود محلية ورغم الحصار الخانق أمر غاية في الأهمية.