نبال إبراهيم – الوطن
انطلقت مساء أمس «السبت» تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس فعاليات مهرجان القلعة والوادي 2021، الذي تقيمه محافظة حمص ووزارتا السياحة والثقافة في منطقة وادي النضارة بريف حمص الغربي تحت عنوان «احتفالية النصر».
وبمشاركة شعبية حاشدة وحضور وزير السياحة محمد رامي مرتيني ومحافظ حمص بسام بارسيك انطلقت فعاليات المهرجان بحفل جماهيري كبير احتضنته قلعة الحصن وأحيته أوركسترا مديرية الثقافة بحمص، والذي أعلن من خلاله الانطلاق الرسمي للمهرجان الذي سيستمر ثلاثة أسابيع.
وأكد وزير السياحة محمد رامي مرتيني في تصريح خاص لـ«الوطن» أن مهرجان القلعة والوادي أصبح تقليداً سنوياً ويعتبر من المعارض والمهرجانات التي لها أهمية خاصة على المستوى المحلي وحتى الإقليمي والدولي في فترة ما قبل الحرب، لافتاً إلى استعادة هذا النشاط المهرجاني بعد تحرير معظم الأراضي من الإرهابيين.
وأشار إلى أن هذا المهرجان يكتسب في هذا العام بالذات أهمية خاصة لكونه يترافق مع استحقاقات تاريخية كبيرة ومهمة جداً «انتخاب السيد الرئيس والقسم الدستوري»، ولأن هذه الفترة تشهد ذروة السياحة الداخلية وأكبر تظاهرة لعودة أبنائنا المغتربين من مختلف أنحاء العالم الذين جاؤوا لزيارة أهلهم وبلدهم ويساهمون أيضاً بجزء من مردود الاقتصاد الوطني بقدومهم، مشيراً إلى ما تشهده محافظة حمص من آثار ومختلف الحقب التاريخية والمنظر الجميل والطبيعة الجغرافية المتميزة وتنوع المنشآت السياحية والمنتج السياحي المتنوع.
وأكد مرتيني عودة النشاط السياحي وخاصة بقطاع السياحة الداخلية والشعبية، كاشفاً أن عام 2021 يعد من أقوى الأعوام السابقة سياحياً فيما يتعلق بالسياحة الداخلية والشعبية وتم تحقيق أرقام أفضل مما كانت عليه قبل الحرب.
ولفت إلى توقف مهرجان القلعة والوادي العام الماضي نتيجة لجائحة كورونا، وكان قد تم عقد نسخة من المهرجان في عام 2019، لكن النسخة الجديدة في هذا العام لها خصوصية لأن فيها جانباً تنموياً ودعماً للمشاريع الصغيرة ودعماً لمنتجات المهن التراثية واليدوية، معتبراً أن المهرجان هو رسالة سلام ومحبة للعالم أجمع.
وبيّن مرتيني أن مناطق الوادي والحصن والمشتاية ومرمريتا وضهر القصير ومشتى الحلو وغيرها تحوي مغتربين كثيرين مما قبل الحرب من أبناء الوطن ولم ينقطع تواصلهم عن الوطن حتى في أصعب ظروف الحرب، بحيث كانوا يزورون وطنهم في كل عام بأعداد تزيد وتنقص حسب الأوضاع التي كانت سائدة حينها، لكن هذا العام يشهد أرقام استثنائية لأبنائنا المغتربين الذين يساهمون بهذا المهرجان ونجاحه.
وكشف مرتيني عن وجود خريطة للمهرجانات في هذا العام، موضحاً أنه حالياً يوجد معرض للزهور بدمشق وأنه ستكون هناك مهرجانات ومعارض قريبة في صيدنايا وبلودان وصلنفة وكسب وفي اللاذقية وطرطوس.
بدوره أكد محافظ حمص بسام بارسيك لـ«الوطن» أنه تمّ اختيار انطلاقة المهرجان لهذا العام بالتزامن مع احتفالات السوريين بانتخاب السيد الرئيس بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية ويأتي تأكيداً على أن سورية بلد السلام والمحبة والخير ستبقى جميلة بفنها وقوية بأبنائها بالرغم من جميع المحن التي تمر بها وستبقى موطن الحضارة والإبداع بعد أن قاومت وانتصرت على أدوات الشر والإرهاب بفضل تضحيات أبطال الجيش العربي السوري حماة الماضي والحاضر والمستقبل.
وأشار بارسيك إلى أن مهرجان القلعة والوادي يعتبر من أهم المهرجانات في سورية، مشيراً إلى أن محافظة حمص تسعى إلى توفير عوامل النجاح له ليكون شاملاً متنوعاً في مجالات الثقافة والفنون والترفيه وعاملاً مهماً لجذب السياحة لاسيما أن المنطقة متميزة بطبيعتها الخلابة وأهميتها التاريخية والأثرية، كما أن أهلها كانوا مثالاً لتجسيد السياحة كثقافة وأسلوب حياة.
وبيّن المحافظ أن المهرجان سيشهد فعاليات مميزة وجديدة لهذا العام، فإلى جانب احتفالية النصر التي تم فيها إعلان افتتاح المهرجان مساء أمس على وقع معزوفات موسيقية، هنالك مهرجان للطيران الشراعي وسباق للسيارات، بالإضافة إلى ملتقى للنحت والتصوير والشعر ومعرض التراث الريفي وحفلات فنية وماراثون وبطولة القلعة والوادي لكرة القدم السورية، لافتاً إلى أن فعاليات المهرجان ستشمل جميع المواقع السياحية والثقافية في منطقة وادي النضارة وسيستمر حتى السادس من شهر آب القادم.
وتوجه المحافظ بالشكر والتقدير للفعاليات الاقتصادية والاجتماعية وأهالي منطقة وادي النضارة الذين قدموا الدعم المادي واللوجستي لإقامة المهرجان وتغطية كافة التكاليف والنفقات المادية، وإلى جميع العاملين والكوادر والجهات والمؤسسات العامة والخدمية التي ساهمت في التحضير للمهرجان والوصول به إلى هذه الصورة الرائعة.
وأكد المحافظ تسيير حافلات بشكل مجاني لنقل المواطنين الراغبين بحضور حفل افتتاح المهرجان والمشاركة في فعاليات المهرجان ذهاباً وإياباً كل خميس وجمعة وسبت طوال أيام المهرجان، مبيناً أن الحافلات تنطلق من 4 مواقع هي ( ساحة المحافظة ومديرية الثقافة ودوار السيد الرئيس والملعب البلدي).
من جهته أكد رئيس غرفة سياحة المنطقة الوسطى محمد خضور لـ«الوطن» أن مشاركة المنشآت السياحية بمنطقة الوادي تعتبر جزءاً أساسياً بالمهرجان، لافتاً إلى أن الغرفة شاركت بلجنة إعداد المهرجان والترتيبات اللوجستية له وقدمت من خلال المنشآت السياحية إقامات وإطعاماً بالتساوي لكل أعضاء اللجنة والمشاركين بالمهرجان من فرق فنية وفرق داعمة بشكل مجاني وعلى نفقة المنشآت السياحية طوال أيام المهرجان.
وأشار خضور إلى أن المشاركة هذا العام هي الأقوى من أي عام آخر خاصة أنه كان هناك انقطاع للمهرجان خلال العام الماضي بسبب جائحة كورونا، كاشفاً أن المنشآت السياحية بمنطقة الوادي ستقدم للمواطنين حسومات تتعدى 20 بالمئة خلال أيام المهرجان.
من جانبه أكد مدير السياحة في حمص أحمد عكاش لـ«الوطن» أنه وبمشاركة كبيرة من الحشود الشعبية والفعاليات الدينية والثقافية والفنية والرسمية تم إعلان انطلاق فعاليات مهرجان القلعة والوادي بهذا الحفل الجماهيري الذي أحيته فرقة أوركسترا مديرية الثقافة والذي كان رائعاً وقد لاقى إعجاب الجمهور، لافتاً إلى أن المهرجان سيستمر لمدة 3 أسابيع في عطل نهاية كل أسبوع وسيكون حفل الاختتام في مدرج الزويتينة.
وبيّن عكاش أن المهرجان سيتضمن العديد من الأنشطة والفعاليات السياحية والثقافية والرياضية والفنية والأدبية، وستتنوع الفعاليات ما بين معرض للكتب ومعرض للزهور ومعروضات للمهن التراثية ومنتجات المرأة الريفية بمشاركة أكثر من 80 عارضاً، إضافة إلى ملتقى للشعراء والأفلام وسباق للسيارات (الدرايفت) باعتباره الأول من نوعه في المنطقة ومهرجان للطيران الشراعي وعروض مسرحية وسباق للدراجات الهوائية.
وأشار عكاش إلى أن نسبة إشغال الفنادق في منطقة وادي النضارة حالياً تزيد على 80 بالمئة نتيجة للمهرجان والعيد، لافتاً إلى الحسومات المغرية التي تقدمها المنشآت السياحية بالوادي طوال أيام المهرجان.