مع الاستمرار بارتفاع أسعار لوازم البناء، يجد الشباب السوريون أنفسهم أمام الحاجة لمعجزة تمكنهم من تأمين منزل لبناء حياتهم الزوجية، أو حتى الاستقلال في منزل خاص لوحدهم.
كلف بناء المنزل ازدادت كثيراً هذه الأيام حسب ما أوضحه “سامر كبا” وهو متعهد بناء وإكساء في بلدة “فيروزة” بريف “حمص” الغربي في حديثه مع سناك سوري، لافتاً إلى أن كلفة بناء شقة صغيرة على العضم بمساحة 60 مترمربع تبلغ 7 مليون و 800 ألف ليرة سورية.
وعن التفاصيل قال:« أن كل 1 متر مربع يكلف بحدود 110000 ليرة سورية، و المتر المكعب من الباطون يحتاج 6 أكياس إسمنت وسعر الكيس عند الدولة 9500 (وهات لتحصل الكمية اللازمة) أما سعر (الحر) يتراوح ما بين 11500_12500 ليرة حسب النوعية، أما سعر البحص هو 17000 ليرة والنحاتة البيضا 19000 والرمل 18500 وطبعاً هذا الكلام لكل متر مكعب من هذه المواد، والحديد مرتبط بالدولار وسعر الطن يصل حوالي 3 مليون ليرة سورية والمتر بحاجة إلى 14 كغ منه، أما أجرة صب المتر الواحد (مكعب) 17000 ليرة وأجرة صب العمود 10 آلاف ليرة، والسحابات (العضاضات فوق الأبواب والشبابيك) أجرتها 3500 ليرة».
الكلفة الأكبر هي في إكساء المطبخ والحمامات، حسب “كبا” وترتفع حسب نوعية الألمنيوم أو السيراميك والأدوات الصحية المرغوب تركيبها، «لكن حين نتحدث عن إكساء جيد نسبته 60%، فإن الكلفة الإجمالية للمنزل بمساحة 60 متر مربع تصل إلى مايقارب 15 مليون ليرة سورية.
لا يختلف الحال في طرطوس
من “طرطوس” يحدد معلم الخشب أو ما يعرف شعبياً بنجار البيتون “فايز شداد”، سعر المتر في ورشة البناء التي يستلمها حديثاً بمبلغ 90 ألف ليرة للمتر المربع انطلاقاً من الأساسات وصولاً للسطح، وبمبلغ 110 آلاف ليرة مع تقطيع البناء وتحديد هيكلية الشقة السكنية، لينهي دوره هنا ويترك الأعمال الإكسائية لمختصين آخرين.
الأسعار اختلفت كثيراً منذ منتصف العام 2020 وكلفة البناء أصبحت أكبر أيضاً حتى أن الكثيرين لم يعودوا قادرين على تأمين منزل خاص فيلجأون للإيجار حسب “شداد” وهو ما أدى لتأثر عمله أيضاً موضحاً أن كلفة بناء المتر المربع الواحد تبلغ 90 ألف ليرة سورية حالياً في المنطقة التي يعمل بها بريف “بانياس”، مضيفاً أن بعض الشباب مغامر يسحب قرضاً أو يستلف من أخيه أو يساعده والده وهكذا.
وعن أسعار المواد والإحضارات أكد أنها مرتفعة جداً فسعر طن الحديد عيار 12 ملم حوالي /3/ مليون ليرة وسعر طن الإسمنت الحر حوالي /200000/ ليرة سورية وغالبية المقبلين على البناء يعتمدون على السوق السوداء نتيجة عدم إمكانية ترخيص البناء في الوحدة الإدارية، إضافة إلى أن سعر المتر المكعب من البحص /32000/ ليرة وسعر المتر المكعب من الرمل حوالي /18000/ ليرة سورية و المتر المكعب من الرمل الأبيض حوالي /35000/ .
ويضيف: «كل جورة أساس لها قفص حديد يحتاج إلى 3 قضبان حديد عيار 12 ملم، وتحتاج إلى متر مكعب من البيتون الجاهز المكون من 40 تنكة بحص وعشرين تنكة رمل وست أكياس أسمنت، دون احتساب أجرة المعلم بحوالي /10000/ ليرة للمتر المكعب من الإسمنت وأجرة عمال الصب بحوالي /7000/ ليرة للمتر المكعب من الاسمنت لكل عامل، ومن ثم يتم تجهيز ما يسمى الرقبة لكل جورة أساس لتسويتها على منسوب واحد وصولاً إلى الشنجات، حيث تحتاج كل رقبة إلى قضيب ونص عيار 12 ملم وجميعهم يحتاجون حوالي مترين مكعبين من الإسمنت المجبول. وهنا يأتي دور الشنجات التي تحتاج لحوالي 300 كيلوغرام حديد عيار 12 وحوالي 70 كيلوغرام حديد عيار 6 ملم مع بعض أسياخ التربيط، وتحتاج ما بين 5- 6 متر مكعب من البيتون الجاهز، مع أجرة /7000/ ليرة لكل متر للعمال و/2500/ ليرة للمتر الطولي كأجرة لمعلم الخشب».
وتابع: «أما بالنسبة للعمود فكل عامود يحتاج إلى قضيبين حديد عيار 12 ملم و 3.5 قضيب حديد عيار 6 ملم، أي إجمالي العشرة أعمدة تحتاج لحوالي /20/ قضيب حديد عيار 12 ملم وحوالي 40 قضيب حديد عيار 6 ملم و/ 3.5/ متر مكعب من البيتون الجاهز، وتكون أجور العمال /8000/ للمتر بكونه عمود فوق الأرض، بينما أجوري كمعلم خشب ثابتة هنا /10000/ ليرة للمتر المكعب من البيتون الجاهز. وفيما يخص السطح فهو يحتاج إلى /100/ قضيب حديد عيار 12 ملم و /250/ كيلوغرام من حديد عيار 6 ملم و /105/ أكياس أسمنت وإلى /16/ متر مكعب من البحص و /8/ متر مكعب من الرمل وحوالي /700/ حجر هوردي، وهنا لا نحتاج إلى عمال صب، وإنما إلى جبالة ميكانيكية أجرتها للسطح كامل حوالي /135/ الف ليرة، وأجرة المعلم مع عماله حوالي /350/ الف ليرة سورية».
وبمتابعة تفاصيل الأعمال الإنشائية مع المعلم “إبراهيم ميا” قال: «الشقة مساحة /100/ تحتاج إلى /900/ حجر بناء أو كما تعرف شعبياً بالخفان الاسمنتي وهي قياس /15/ سنتيمتر، وهنا تحتاج هذه الأحجار ل /9/ أكياس إسمنت لاتمام بنائها ولحوالي /3/ متر مكعب من رمل بناء نوع “بودرة” سعر كل متر منها /40/ الف ليرة، وأجرتي كمعلم بناء هنا على المتر مربع بحوالي /1000/ ليرة وأذكر أن بداية عملي كان سعر المتر حوالي /25/ ليرة سورية منذ حوالي /20/ عام. وبالنسبة لسقيفة الحمام والتواليت فأجرة كل منها حوالي /25/ ألف ليرة، وتحتاج إلى حوالي /80/ كيلوغرام حديد عيار 12 ملم».
بينما تقطيع المساحة من الداخل فهو يحتاج بحسب “ميا” «إلى /900/ حجر بناء قياس /12/ سنتيمتر و/9/ أكياس أسمنت ويكفيها ما تبقى من بودرة البناء للأحجار الخارجية، وفيما يخص العتبات فوق فراغات النوافذ فهي تحتاج إلى /20/ كيلوغرام حديد عيار /12/ ملم».
معلم التوريق أو كما يسمى شعبياً تلييس الجدران الداخلية والخارجية والأسقف “رضوان بركات”، قال إن «توريق شقة مساحتها /100/ متر مربع تحتاج إلى /3/ متر من الرمل الأبيض النوعية الممتازة وحوالي /55/ كيس إسمنت، وأجور المعلم /1000/ ليرة للمتر المربع في الجدران وضعفها للأسقف».
وبالنسبة للإكساء في المنتفعات فهي بحسب حديث معلم البلاط “سامر سليمان” تختلف تكلفتها بحسب إمكانيات كل شخص فمنهم من يشتري البلاطة الواحدة بسعر 1200 نوع شحص، ومنهم من يشتريها بسعر 5000 ليرة للرخام، ولكن الشيء الثابت هنا أن حاجة أرضيات الشقة مساحتها /100/ متربع لحوالي /1000/ بلاطة و /15/ كيس إسمنت و /4/ متر مكعب ردميات تحت البلاط، سعر كل متر مكعب حوالي /30/ ألف ليرة، وحاجة الجدران لحوالي /100/ متر مربع من السيراميك يختلف سعرها كما البلاط، بينما أجور المعلم هنا ما بين /1000/ و /1500/ ليرة لكل متر مربع بحسب النوعية المستخدمة وطريقة الاستخدام.
السويداء أيضاً
ومن “السويداء” يقول “مروان الصفدي” معلم بناء أنه لايمكن لك أن تخاطر بمشروع بناء منزل الزوجية دون خبرة حسابية تغنيك عن الصدمة، وإلغاء المشروع في حال كنت موظف معدم الحال، ويضيف: «بنيت مؤخراً غرفتين ومنافعها لشاب على سطح بيت أهله بكلفة بناء مع الطينة حسبها بكلفة سبعة مليون ونصف للمنزل على العضم».
وعن التفاصيل يوضح: «تسع أعمدة بمسطح ٤٨ متر مربع مع السقف والطينة فقط أي أن تكلفة المتر المسلح جاهز ١٤٥ ألف ليرة مع أجور المعلم».
“الصفدي” نفذ هذا المشروع وأكبر منه في سنوات ماضية لزوجين موظفين اعتمدا على قرض مليوني ليرة من المصرف العقاري واستطاعا إنجاز المشروع بضغط مالي، لكن ليس كما هو الحال اليوم، الذي يحتاجان فيه لذات البناء أضعاف المبلغ ذاته.
إقرأ أيضاً : بوليتيكو: 900 جندي أمريكي باقون في سوريا إلى جانب “قسد”
أما من وجهة نظر “أسامة درويش” معلم البناء في مدينة “السويداء” فإن كلفة بناء غرفتين وصالة تتجاوز عشرة مليون ليرة فكلفة المتر ١٢٥ ألف دون أجور صب أو عمال والفكرة قابلة لإضافات في الأجور فقد تحتاج إلى رافعة لترفع المواد تضيف ٥٠ ليرة على كل قطعة و٥ آلاف لرفع متر الرمل أو الحصى أجور لعاملين على أقل تقدير.
“درويش” يخبرنا أنه أخرج أجور اليد العاملة من الحساب، لأنها قابلة للزيادة مثل أجرة العامل في اليوم التي لا تقل عن ٧ آلاف وأجرة معلم البيتون التي تبدأ من ١٢ ألف مع العلم طبعا بأزمة المياه التي ستكلف صاحب المشروع لصهريج ماء بشكل شبه يومي لايقل سعره عن عشرة آلاف ليرة طبعا إن وجد للسقاية وأجرة عامل.
عن طريقة حساب المتر يخبرنا أن نقلة الرمل اليوم لاتقل عن ٣ مليون وأقل بقليل الحصى وطن الإسمنت من المؤسسة بلغ ١٧٥ ألف وفي السوق يتراوح بين ٢٥٠ الى ٢٨٠ تضاف للأجور أو بدونها، بفارق كبير عن أسعار بداية العام مما رفع كلف البناء.
لكن المصاريف لم تتوقف عند حدود الحصول على جدران وسقف فقبل النهاية لابد من تجهيز الكهرباء حيث تمرير التيب وتجهيز علب المفاتيح بتكلفة حسبها لنا “مرعي حبيب” فني الكهرباء وقال: «السواد يعني مد التيب الذي نشتريه بالوزن ونحتاج للغرفتين والصالة حوالي عشرة كيلو إلى جانب علب المفاتيح هنا دوخة الحسابات في كلفة حفر البلوك ومد وتثبيت التيب ويكفي أن نعرف أن سعر النقطة الواحدة لايقل عن ٢٢٠٠ ليرة وهذا البناء يحتاج إلى قرابة ٦٠ نقطة كذلك إلى عدة بكرات من الأسلاك حيث ثمن المتر الواحد ١٧٠٠ ليرة أي أن كلف تمديد الكهرباء ومد الإضاءة البديلة لن تقل عن نصف مليون بالحدود الدنيا وطبعا الكلف قابلة للزيادة».
حديث المختصين يوصف المسافة التي تفصل بين حلم الشباب بمنزل الزوجية والاستقلال، وهي مسافة لا يمكن للراتب الحالي أن يردمها ولا بأي شكل من الأشكال.
سناك