سنسيريا – لميس مصطفى
في تصريح خاص لموقع سنسيريا تحدث أمين سر الغرفة التّجارية السورية الإيرانية مصان نحاس عن العلاقات التجارية والاقتصادية بين سورية وإيران. متناولاً مواضيع التبادل التجاري والطاقة البديلة وإعادة الإعمار والاتفاقيات التي جاءت على ضوء زيارة وفد رفيع المستوى .يترأسه محمد باقر قاليباف رئيس مجلس الشورى الإيراني إلى دمشق الأسبوع الفائت.
التبادل التجاري
وبسؤاله عن موضوع التبادل التجاري بين البلدين قال نحاس: ” الآليات الكلاسيكية المعتادة للتبادل هي، إما الشحن البحري من ميناء بندر عباس لميناء طرطوس أو اللاذقية. أو النقل الجوي بالحاويات وهذه الإمكانية محدودة الاستخدام لارتفاع التكاليف من جهة ومحدودية الحجم من جهة أخرى. ولكن حالياً يجري الاتفاق بين سورية والعراق وإيران لفتح نقل بري بين طهران ودمشق عن طريق بغداد، مما يسهل المرور ويخفض تكاليف النقل”.
المصرف المشترك
وركز نحاس على النقطة التي اعتبرها الأهم وهي إنشاء مصرف مشترك سوري إيراني. يمثله من جانبنا المصرف التجاري السوري مع ثلاثة مصارف من الجانب الإيراني. لتشكل مجتمعةً مصرف واحد مشترك غالباً سيكون اسمه المصرف الوطني بحيث يصبح الدفع بالعملة المحلية لكلا البلدين. وهذا بدوره يسهل موضوع النقل والحوالات والتحويل وبالتالي تسهيل وتطوير للعلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين.
الطاقة البديلة
وبما يخص الطاقة البديلة تحدث نحاس عن مساهمات إيرانية خصوصاً في ظل ما تعانيه سورية على صعيد الكهرباء .وهي المشكلة الأكبر حالياً نظراً لتأثيرها بشكل سلبي على قطاع الصناعة والتجارة. مشيراً إلى اتفاقيات بين سورية والصين، والآن مع ايران. حيث سنشهد مساهمات بالمستقبل القريب من خلال تأسيس شركات مشتركة سورية إيرانية.
وقال: “أنا أتابع الموضوع بشكل حثيث ليس فقط بصفتي أمين سر غرفة التجارة السورية الإيرانية بل أيضاً كرجل أعمال. نحاول البحث مع شركات إيرانية لتساهم معنا ونؤسس شركات طاقة بديلة، خصوصاً للمعامل والمصانع السورية مما يخفف العبء على مؤسسة الكهرباء ويرفد بقوة المدن والمناطق السكنية”.
وبيّن نحاس بأن الاتفاقيات ستسهم في تطوير العلاقات الاقتصادية بينا وبين إيران. مشيراً إلى أن العلاقات الاقتصادية لم ترتقي بعد لمستوى العلاقات السياسة بين البلدين. وبأنه من خلال استمرار التعاون بين البلدين سيما بعد زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني قاليباف الأخيرة إلى دمشق حاملاً حزمة قوية من الأمور الاقتصادية. واجتماعه مع الفعاليات الاقتصادية للتأسيس لتعاون اقتصادي واسع الطيف سيترجم في الأيام القادمة.
إعادة الإعمار
أما فيما يتعلق بإعادة الإعمار، فقال نحاس: “لنكن واقعيين فمن المبكر أن نبدأ بإعادة الإعمار. علماً أننا نضعها نصب أعينا والأخوة الإيرانيين هم أولى الناس ليعملوا معنا بإعادة إعمار سورية. ولكن اليوم هناك أولويات وهي الطاقة والبنية التحتية وتأمين المازوت والكهرباء والبنزين والماء. فمن غير المعقول أن نعمل بإعادة الإعمار من دون كهرباء أو محروقات. فالتركيز الآن ينصب على إنجاز بنية تحتية قوية ننتقل منها إلى المرحلة التالية وهي إعادة الإعمار”. وأكد أن إعادة الإعمار هو عنوان المرحلة المقبلة وهو الملاذ الآمن لإعادة الاستثمار لرجال أعمال والمغتربين السوريين.
تسهيلات مطلوبة
وبختام حديثه أكد نحاس بأننا والأشقاء الإيرانيين نتطلع إلى علاقات اقتصادية متينة. فبعض رجال الأعمال السوريين يعانون من بعض المشاكل في التعامل التجاري مع ايران . وكمثال عليها، اليوم تعتبر سورية من أكبر الدول المنتجة لزيت الزيتون ، ومع ذلك مضى سنتين دون أن تستورد ايران زيت الزيتون من سورية. فيما يصدر الزيت السوري إلى قبرص واليونان واسبانيا ، حيث يعاد تصديره إلى إيران من خلال احدى هذه الدول الأجنبية. بالتالي نحتاج إلى تسهيلات من الجانب الإيراني الشقيق لدعم اقتصادنا وكسر الحصار المطبق على سورية. كما أن هناك بعض السلع ذات منشأ إيراني يتم شراؤها من دول وسيطة بسعر أقل حتى 10% من سعرها فيما لو تم استيرادها من إيران مباشرةً.