دمشق-سانا
توفير احتياجات القطاع الزراعي من الأسمدة من بين التحديات التي تواجه وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي والمزارعين بالوقت نفسه لعدم قدرة القطاع العام على إنتاج الكميات اللازمة من هذه المادة بسبب تعرض أغلب معامل إنتاج الأسمدة للتخريب من جراء الإرهاب وصعوبة استيرادها نتيجة الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية.
أكثر من 60 بالمئة من احتياجات السوق والقطاع الزراعي من الأسمدة البسيطة التقليدية مثل السوبر فوسفات يتم إنتاجها محلياً لكن المشكلة تكمن في عدم تأمين الكميات الكافية من السماد الآزوتي وفق هادي الابراهيم صاحب معمل لإنتاج الأسمدة في مدينة عدرا الصناعية.
الابراهيم أوضح في لقاء مع مندوبة سانا أن بعض الأسمدة لا تنتج في سورية مثل سلفات البوتاسيوم لهذا نضطر لاستيرادها عبر تقديم إجازات استيراد لمصلحة وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية مشيراً إلى أن الاستيراد يشكل عبئاً كبيراً على الدولة والمنتج المحلي والمزارع بالوقت نفسه كونه يمر عبر حلقات كثيرة ويواجه الكثير من المشاكل والصعوبات والتأخير بسبب الإجراءات القسرية التي تسهم بدورها بارتفاع كبير في التكاليف التي لا يمكن أن يتحملها الفلاح.
وبحسب الابراهيم تتم تغطية السوق المحلي من السوبر فوسفات عبر وكلاء يتوزعون في المحافظات لكن التوريد إلى القطاع العام يتم عبر مؤسسة التجارة الخارجية من خلال مناقصات والمعمل الذي تقع عليه المناقصة يقوم بتوريد الكميات المطلوبة للمؤسسة وهي تسلمها بدورها إلى المصرف الزراعي لتوزيعها على الفلاحين بسعر أقل من أسعار السوق.
الابراهيم أشار إلى أن بعض المؤسسات الحكومية تعاقدت العام الماضي مع مستوردين لاستيراد كميات من سماد اليوريا لكن الحصار والإجراءات القسرية الجائرة حالت دون دخولها سورية مبيناً أنه في طور إنشاء معمل لإنتاج الأسمدة العضوية الكيميائية غير التقليدية بهدف التوقف عن استيرادها وتوفير القطع الأجنبي للدولة.
مدير الأراضي والمياه في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور جلال غزالة كشف أن الاحتياج الفعلي لمحاصيل القمح والقطن والشوندر السكري والتبغ في الظروف الاستثنائية من مادة اليوريا يبلغ 300 ألف طن ومن السوبر فوسفات 200 ألف طن مبيناً أن المتوافر في المصرف الزراعي من سماد اليوريا حالياً يبلغ 29 ألفاً و500 طن ومن السوبر فوسفات 38 ألف طن مؤكداً أنه سيتم تأمين كامل الاحتياج للدونم الواحد من سماد السوبر فوسفات لمحصولي القمح والشوندر السكري و25 بالمئة من الاحتياج للدونم الواحد من السماد الآزوتي خلال فترة الزراعة.
وقال غزالة إن “الدفعة الثانية من السماد الآزوتي ستوزع حسب الأرصدة المتوافرة في مستودعات المصرف الزراعي التعاوني أو عبر الاستيراد علماً أنه سيتم تقييم واقع السماد الآزوتي مطلع العام القادم وسيوزع حسب الخطة الزراعية على دفعات بينما يتم استجرار كامل الكميات من السوبر فوسفات من القطاع الخاص”.