ريف دمشق-سانا
في الوقت الذي يعكف الفلاحون في قرية حوش الفارة بمنطقة دوما على تجهيز أراضيهم لزراعتها بالمحاصيل الشتوية ولا سيما القمح فإنهم يواصلون قطاف محاصيل الملفوف والزهرة والسبانخ وغيرها من الخضار الشتوية المبكرة إضافة إلى البندورة التي يستمر جنيها حتى منتصف شهر كانون الأول القادم.
ارتباطهم بأرضهم وحبهم للعمل كان الدافع الأساسي لمزارعي القرية التي هجروها لسنوات جراء الاعتداءات الإرهابية لإعادة الحياة لأراضيهم وزراعتها بمختلف أنواع المحاصيل الصيفية والشتوية.
المزارع ابراهيم المكبتل أثناء جنيه لمحصول البندورة ذكر في حديثه لمراسلة سانا أنه تمكن مع أخوته وأسرته من تجهيز أرضه الممتدة على 200 دونم وزراعتها ليبدؤوا بقطف إنتاجهم بعد ثلاث سنوات من العودة للقرية مبيناً أنه خلال عشرين يوما سيقوم بتجهيز ما لا يقل عن مئة دونم لزراعتها بالقمح أيضاً آملاً من مديرية الزراعة في ريف دمشق تأمين الغراس المثمرة والحراجية لهم.
واعتبر المكبتل أن كميات الإنتاج لهذا الموسم جيدة مبيناً أن الدونم الواحد من البندورة ينتج ما يتراوح بين 6 و7 أطنان في الموسم فيما يعطي الدونم الواحد من الملفوف نحو 4 أطنان في الموسم.
أيمن جعارة باشر منذ عشرة أيام قطاف محصول الزهرة ويعمل بالوقت نفسه على فلاحة الأرض لزراعة 15 دونماً بالقمح و10 دونمات للفول والبازلاء موضحاً أن جزءاً من الخضار الشتوية بدأ قطافها مثل السبانخ والسلق والبصل والفجل والكزبرة وغيرها مشدداً على أن الاهتمام بالمزارعين يعتبر أولوية لأن القطاع الزراعي هو أساس الاقتصاد ما يتطلب تأمين مستلزمات الفلاح الزراعية ولا سيما المازوت.
من جهته أشار المزارع محمود محي الدين صعب إلى معاناة الفلاحين في تأمين مادة المازوت التي تعتبر الأساس لتنفيذ كامل الخطة الزراعية مؤكداً أن الاستمرار بالعمل الزراعي ناتج عن تعلق الفلاح بأرضه رغم كل الظروف.
رئيس الجمعية الفلاحية لحوش نصري وحوش الفارة إسماعيل حماد أوضح في تصريح لـ سانا أن إجمالي مساحة حوش الفارة 7000 دونم 85 بالمئة منها أراض مزروعة ويصل عدد المزارعين فيها إلى 600 مزارع تمكنوا رغم معاناتهم في الحصول على مستلزمات الزراعة من توفير سلة غذائية كاملة للسوق المحلية مبيناً أنه يتم تجهيز ما يقارب 1600 دونم مسجلة ومرخصة ضمن الجمعية والوحدة الإرشادية في منطقة الريحان لزراعتها بالقمح والشعير.
وأشار حماد إلى ضرورة تأمين المازوت للمزارعين بشكل أفضل ومنحهم القروض دون فائدة والغراس الحراجية والمثمرة لتعويض الأشجار التي قطعت وخربت من قبل الإرهابيين موضحاً أنه تم التواصل مع جميع الجهات لتأمين الغراس والمازوت لهم.