ان الإقتصاد الأكثر قدرة على المنافسة هو الإقتصاد القائم على المعرفة، الذي يرتكز بشكل أساسي على رفع مستوى الكفاءة والفعالية لأي فكرة جديدة. والعمل على النهوض بالمستقبل واستقطاب الأفكار الإبداعية.
من هنا انطلق معرض ساس اكسبو 2022 في تقديم العديد من الإختراعات والإبداعات شملت مشاريع مختلفة للعديد من الجهات التي استضافها المعرض. تنوعت هذه الإبتكارات بين تطوير تكنولوجيا المعلومات واستخدام الطاقة البديلة لتفادي الحرائق وغيرها من الأفكار الأخرى.
جذب المستثمرين
كان لحضور شركة أبو الشامات لخدمة رجال الأعمال ممثلةً بمديرها ياسر أبو الشامات دوراً مهماً في تهيئة المناخ للشركات الخارجية القادمة من إيران والعراق والإمارات الراغبة بالعودة والإستثمار في البلاد. من خلال تقديم التسهيلات اللازمة من قبل الشركة للحصول على التراخيص لإنشاء المشروع الصناعي أو التجاري أو الاستثماري. كما أوضح أبو الشامات أن ما تقوم به الشركة هو بوصفها وكيل معتمد في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك. قادر على إنشاء أرشيف إحترافي للشركات بالتعاون مع الوزارة.
كما كان لحضور الشركة الايرانية فاراويد ممثلة بمديرها مصيرتي نوعاً من التشاركية في تعميم تقنيات تكنولوجيا المعلومات بين البلدين. من خلال توليد أنتينات PTS. لتوصيل شبكات الموبايل في المدن والأبنية وتقوية الإشارة وضمان وصولها لأي منزل سواء في الأقبية أو الطوابق العليا. بما يعادل مسافة 4000 متر مربع. كما أكد مصيرتي أن هذا الانجاز من قبل طلاب الجامعات الايرانية وبأن العمل قائم على فتح وكالة وخط إنتاج لها في سوريا.
توسيع الانتشار
أكدت العديد من الجهات المشاركة ضمن المعرض أهمية الوصول بإنجازاتها لأبعد نقطة جغرافية وعلى رأسها السوق السورية. حيث كان لحضور المعهد العربي لعلوم السلامة بإدارة المهندس كمي العلي ولأول مرة دوراً مهماً في عرض الإمكانيات والمجالات والمنتجات التي يقدمها المعهد. الذي بدوره شكل تعريفاً عن الخبراء والإستشارين ضمنه، القائمين على تحديث كافة المخترعات ضمن المجلة والموقع التابعين للمعهد.
كما نوه العلي الى عدم اللجوء إلى التخصيص ضمن المعهد وفتح المجال لنشر كافة العلوم، من خلال تأهيل وتدريب الجهات الراغبة. إضافة للسعي باتجاه الربط والتشبيك مع دول عدة مثل سوريا، نافياً منح المعهد لأي حقوق ملكية أو براءات إختراع.
تجارب مبدئية
العالم بحاجة لنشر مفاهيم الأمن والسلام والدفع باتجاه كل ما هو جديد، من أبرز النقاط التي تناولها مدير نادي جينيوس ميلاد الداف. من خلال شرحه عن العديد من المشاريع المقدمة بأفكار مميزة، والتي تضمنت حلاً للعديد من المشاكل البيئية والمناخية التي تواجه العالم وأبرزها الحرائق. التي نالت من غابات أستراليا والساحل السوري، بتجسيد فكرة استخدام خزان مياه يعتمد في تسخينه على الطاقة المستدامة (الشمس والرياح). وإحاطته بقفص تلجأ إليه الحيوانات في حال اندلاع الحرائق. ومن ثم تحديد صوت يشبه فصيل الحيوانات ُيبعث به إلى الحوامة للقدوم فوراً وإنقاذ الموقف.
كما شملت مشاريع جينيوس حماية الأجواء باستخدام رادارات خارج الحدود تصدر إنذارات للطيران في حال مهاجمة أي جسم غريب ضمن زمن معين. في حين تضمنت إحدى الأفكار حول حماية الطيور المهاجرة من الإصطدام بالعنفات الهوائية. من خلال تحديد ألوان للعنفات للهروب عنها ليلاً، ووضع حساس ضمن مسافة معينة تؤدي لإيقاف العنفات وضمان مرور الطيور بأمان.
ولأن عملية تدوير النفايات تستهلك من عمر الآلة قدم نادي جينيوس أفكاراً حول فصل النفايات الصلبة قبل دخولها للآلات، للحفاظ على عمرها أكبر وقت ممكن.
حقوق الملكية الفكرية
لا يختلف اثنان على ضرورة ضمان حقوق الفرد في الإبتكار والإبداع الذي يشكل دافعاً للتطوير والتحديث في العمل. إلا أن لتداول هذه الأفكار ونشرها نوعاً من الترويج بدلاً من احتكارها برأي مدير نادي جينيوس ميلاد الداف. الذي أيد مبدأ تقليد الأفكار وتطويرها بالشكل الصحيح، معتمداً هذا الاتجاه كمبدأ العمل بالنسبة له، تحت مسمى الحقوق العامة.
نافياً قبوله لفكرة الحماية للملكية بالرغم من تعرضه لمحاولات التقليد الفاشل لمشاريعه. الذي يحد من قيمة العمل ذاته، وينعكس سلباً على أطراف العملية كافة على حد تعبيره.
إلا أن الكثير يؤكدون على مبدأ الالتزام بحماية الفكرة أو الاختراع. من خلال توجههم لتقديم طلبات لتأمين علاماتهم التجارية أو الصناعية من التزوير. والحصول على براءات اختراع لأي جهد شخصي مبذول في سبيل فكرة ما. هذا ما أكدته المهندسة نسرين عقل رئيس دائرة براءات الاختراع في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك. مبينةً أهمية مشاركتهم بالمعرض في سبيل نشر ثقافة الملكية الفكرية لكونها قليلة في البلاد.
كما أشارت عقل إلى قيامهم بجولات على أقسام الشركات في المعرض وتوزيع دليل المخترع وبروشورات ونسخة عن طلب صياغة طلب البراءة. وتحديد رسوم رمزية بحدود 2000 ليرة سورية لتسجيل الطلب. كاشفة عن وصول طلبات براءات الاختراع لما يقارب 6218 طلب وبأن العدد قابل للزيادة.
وعن أهمية العمل بهذه الطريقة أوضحت عقل ارتفاع نسبة التشابه في أسماء العلامات التجارية، وانخفاضه في البراءات. مؤكدة قيام لجنة علمية بالبحث ضمن قواعد بيانات محلية وعالمية تفادياً لتشابه الاختراعات أو اقتباسها من جهات أخرى، الذي بدوره يؤثر على صاحب الطلب المقدم.
كما أكدت عقل بأن موضوع التقليد أو استخدام الأفكار وتطويرها لايشكل عثرة أمام مالكي براءات الاختراع، الذي يؤكده قلة الشكاوى المقدمة من جهتهم. بينما يختلف الأمر بالنسبة للعلامات التجارية لتأثيرها المباشر على سمعة الشركات في السوق.
تخلل المعرض زيارة للسفير الإيراني الدكتور مهدي سبهاني تعرف من خلالها على فعاليات المعرض وأبرز الابتكارات العلمية والتقنية. إضافة لمحاضرة وزارة الداخلية حول الاستخدامات الأمنية للتقنيات الحديثة، ومعوقات استخدامها في العمل الأمني وإيجابيات هذا الاستخدام وسلبياته وحتميته. يستمر المعرض الذي انطلقت فعالياته في 24 من الشهر الجاري على أرض مدينة المعارض، حتى يوم الأحد 27 من الشهر نفسه.
سنسيريا