في تصريح له اليوم أكد المهندس عبد الرحمن قرنفلة الخبير في الثروة الحيوانية أن قطاع الدواجن بعد أن سجل أرقاماً قياسية من حيث حجم الإنتاج مكنت سورية من احتلال المركز الأول عربياً والرابع عالمياً في صادرات بيض الدجاج ووفرت جزءاً مهما من مكونات سلة غذاء المواطن حيث باتت لحوم وبيض الدجاج من الوجبات الشعبية لمعظم الأسر السورية ….
تعددت الصدمات التي تعرض لها قطاع الدواجن منذ بداية الأزمة التي عصفت بالبلاد والتي استهدفت بشكل رئيس قدرة البلاد على بناء أمنها الغذائي.. حيث تعرضت البنى التحتية للقطاع للتدمير من قبل العصابات الإرهابية كما تعرضت مساكن الدجاج للنهب والتخريب وخسر كثير من منتجي الدواجن رؤوس أموالهم وأصبحوا عاجزين عن الانطلاق بدورات إنتاج جديدة ، هذا الواقع ساهم إضافة إلى بعض الصعوبات التي أفرزتها الأزمة بارتفاعات متتالية بأسعار بيع منتجات الدجاج مدفوعة بارتفاعات عالمية ومحلية بقيم مستلزمات الإنتاج في ظل تراجع القدرة الشرائية للمستهلكين وانحسار تدريجي للانتاج…. وأضاف قرنفلة:
نظراً لاعتماد سورية على استيراد أعلاف الدواجن من خارج القطر لعدم توافر مقومات إنتاجها محلياً بشكل اقتصادي وبما يساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية ولاسيما المياه.. فإن الأزمات العالمية التي تتعلق بانسياب أعلاف الدواجن إلى الأسواق وتكاليف نقلها بين الموانئ الدولية ترخي بظلالها على حركة ونشاط قطاع الدواجن المحلي.. إذ شهدت أعلاف الدجاج ارتفاعاً سريعاً بالأسعار خلال الأيام القليلة الماضية حيث قفز سعر طن الذرة الصفراء إلى 2100000 ليرة سورية وارتفع سعر طن كسبة فول الصويا الى 3100000 ليرة سورية مع تراجع واضح في حركة البيع حيث يسود موقف ضبابي أمام تجار الأعلاف حول مستقبل تكاليف أمين واردات جديدة من حبوب الذرة الصفراء وكسبة فول الصويا في ظل إيقاع الأزمة الأوكرانية وما تركته من تأثير على أسواق الأعلاف العالمية.. ومن المرجح لجوء تجار الأعلاف للبحث عن مصادر بعيدة جغرافياً عن سورية لتأمين حاجة القطر من الأعلاف ما يثير مخاوف حول ارتفاع تكاليف النقل البحري بشكل حاد وتأخر التوريدات.
إن الارتفاع المفاجئ بأسعار أعلاف الدجاج وندرتها بالسوق المحلية وضع مربي الدجاج أمام موقف معقد جداً نظراً لعدم قدرتهم على توفير المبالغ اللازمة لتأمين الأعلاف حال توفرها، وتجنباً للخسائر المركبة بدأ بعض مربي الدجاج البياض بعرض قطعانهم للبيع بهدف الاستفادة من لحومها قبل انتهاء عمرها الانتاجي لإنتاج بيض المائدة كما تراجع عدد من مربي الفروج عن قرارتهم البدء بدورات إنتاجية جديدة مع انحسار فصل الشتاء ومطلع الربيع خوفاً من عدم قدرتهم تأمين التمويل الكافي لشراء اللأعلاف أو من فقدانها من الأسواق.
إن الواقع الراهن يتطلب إجراء حكومياً عاجلاً جداً والاجتماع مع موردي الأعلاف ومربي الدواجن لإيجاد مخرج يسهم في إنقاذ عجلة دوران هذا القطاع الحيوي من التوقف المفاجئ.
تشرين