نقل الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال أطيب التحيات والأمنيات من رئيس الجمهورية الرئيس بشار الأسد راعي المؤتمر للفلاحين بنجاح المؤتمر العام الثالث عشر للفلاحين.
وأكد الهلال خلال افتتاح أعمال المؤتمر الذي عقد في منتجع صحارى في دمشق أن قطاع الفلاحين يحظى باهتمام رئيس الجمهورية وذلك من خلال رعايته لهذا المؤتمر التي يجب أن تكون حافزاً لتكثيف الجهود بما يعزز صمود وطننا.
وأشار الأمين العام المساعد إلى تزامن انعقاد المؤتمر مع ذكرى ثورة الثامن من آذار التي شكلت قاعدة إستراتيجية لبناء سورية الحديثة، وقد أثبتت الثورة نجاحها من خلال هذا الكم الهائل من الاستهداف لدول العدوان على وطننا المستمر في مواجهة كل المخططات وبناء مستقبل شعبنا عكس ما يريده ويتمناه الأعداء.
ونوه الهلال بأهمية القطاع الزراعي لأنه يشكل الضامن لتحقيق أمننا الغذائي الذي يشكل الجزء المهم من أمننا المجتمعي، في وقت نواجه حرباً غذائية تجويعية غير مسبوقة، يتصدى لها الفلاحون الذين يعتبرون جنوداً للوطن إلى جانب باقي قطاعات الشعب ويشكلون معاً كلاً متكاملاً ومتفاعلاً لا يمكن فصل جزء عن جزء من أركانه.
وبين الأمين العام المساعد أن هذه الحرب التي تتعرض لها سورية متعددة الأوجه حيث التقت فيها دول العدوان، وتبين أن سورية صخرة فريدة في المواجهة ولا يمكن أن ينال منها نوع واحد من العدوان والحروب كباقي الدول.
وأضاف الهلال: إن جوهر ما يحدث الآن في العالم هو إعلان نهاية القطب الأوحد، وكان لسورية دور مهم لأنها وضعت المسمار الأول في نعش القطب الواحد بصمودها في وقت كان العالم يعجز عن ذلك، وكانت فاعلة في بناء محور الاستقلال العالمي، ووصف ما تقوم به روسيا اليوم بالدفاع عن استقلال العالم وأنها تقوم بتصحيح التاريخ في مواجهتها لمخططات دول العدوان.
وتمنى للمؤتمر اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الفلاحين والوطن.
وزير الزراعة والإصلاح الزراعي محمد حسان قطنا أكد في كلمته أمام المؤتمر ما حققه الفلاح السوري من نقلة نوعية من خلال مبدأ الأرض لمن يعمل بها، ودوره الحضاري والإنساني والإنتاجي الذي تجسد عبر عقود لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، وأضاف إن القطاع الزراعي أثبت أنه قطاع قادر على مواجهة التحديات لتوفير الغذاء، ومع رفع شعار الأمل بالعمل والأمل، بالزراعة تواصلت جهود الفلاحين والفنيين لمواجهة الظروف المناخية والحصار الذي رافقها، وهذا ما يؤكد دور اتحاد الفلاحين كأحد أعمدة الصمود لتوفير الغذاء وحماية الأمن الغذائي بما حقق من تكامل بين مصالح الفلاحين والمواطنين والدولة، ومن خلال ٥٨٠٠ جمعية فلاحية وملايين الفلاحين أصبحت المنظمة الفلاحية قوة فاعلة لتحقيق الإنتاج الزراعي والإسهام الفعال في إيجاد الحلول للمشاكل التي يعانيها الفلاح.
وبين الوزير أن وزارة الزراعة تعمل على وضع الإستراتيجية والبرامج لهذا القطاع وقال: حققنا التشاركية بين عمل الوزارة وعمل المنظمة الفلاحية، مشيداً بأهمية المؤتمرات الفلاحية لأنها تساهم في تحرير الأرض والإنسان من كل أشكال التبعية،لأننا في وقت نحتاج فيه إلى تعاضد كل الجهود لمواجهة الحصار والوصول إلى النصر الكامل لشعبنا.
رئيس الاتحاد العام للفلاحين أحمد صالح الإبراهيم قال: لقد حظي الفلاحون في سورية خلال العقود الخمسة الماضية بكل الدعم، بدأ من توفير مستلزمات الإنتاج إلى إقامة السدود ومشاريع الري الحكومية والمكننة الزراعية والبحوث العلمية الزراعية، فزاد الإنتاج في وحدة المساحة، وتولت الدولة كل المحاصيل الزراعية وفي مقدمتها المحاصيل الإستراتيجية، فتحولنا من الندرة إلى الوفرة، فبعد أن كنا نستورد القمح بتنا نملك مخزوناً إستراتيجياً يكفينا لسنوات واستمر الحال بتحسن أحوال الفلاحين في عهد التطوير والتحديث الذي أرسى نهضته السيد الرئيس بشار الأسد، وكانت الكثير من القوانين والمراسيم التي دعمت الفلاح وازدهرت الزراعة بشقيها النباتي والحيواني.
وأضاف إبراهيم إنه بعد كل ما تحقق في بلادنا جاءت الحرب الكونية لتدمر بنية الدولة السورية التي تعتمد بمعظمها على الزراعة، لكننا بقينا كفلاحين صامدين نتحدى الحرب والإرهاب، فزرعنا كل شبر من أرضنا ورويناها بعرقنا ودماء أبنائنا، واستطعنا أن نوفر احتياجات السوق المحلية من جميع الخضر والفواكه والمحاصيل على الرغم من قلة مستلزمات الإنتاج، حيث سعى الإرهاب لتدمير البنية التحتية ومراكز البحوث وأقنية الري والمعدات الزراعية وسرقت القمح والقطن، ومحاولة نزع الفلاح من أرضه، فكانت مراسيم تخفيف الأعباء عن الفلاحين بإسقاط الفوائد على القروض الزراعية وتقسيطها لعدة مرات، مما ساعد الفلاحين على النهوض من جديد.
وأضاف رئيس الاتحاد العام إن الفلاحين يعيشون اليوم ظروفاً صعبة جداً بسبب سوء المناخ الذي اجتاح بلادنا خلال العامين الماضيين، إضافة إلى النقص الكبير في مستلزمات الإنتاج وخاصة الأسمدة والأعلاف، مما ضاعف مسؤوليتنا للتقليل من أثر هذه الظروف بالتعاون مع الحكومة، والعمل على إقامة تعاونيات إنتاجية بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية التي ما زالت في بداياتها، والتي نعمل على توفير الدعم لهذه التعاونيات وتعميمها على كل المحافظات، كما تم التعاقد مع منظمة أكساد لتوفير الغراس والنباتات العطرية، وهناك تعاون دائم مع جميع الجهات الحكومية وخاصة وزارة الزراعة لأنها الشريك المباشر لنا في العملية الزراعية، ونعمل مع الجهات الأخرى في مجال إنتاج السماد العضوي كبديل أساس ومهم عن السماد الكيماوي، مما سيؤدي إلى توفير مليارات الليرات على الفلاحين والاقتصاد الوطني.
الوطن