كشف رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس لـ«الوطن» خلال المؤتمر الأول للاستثمار في قطاع الكهرباء والطاقات المتجددة أنه تم الانتهاء من إجراءات الخط الائتماني الإيراني الجديد وقريباً جداً ستبدأ شحنات النفط بالوصول إلى سورية.
ورداً على سؤال «الوطن» وخلال إدلائه بتصريح صحفي على هامش المؤتمر المنعقد تحت شعار (الاستثمار في الطاقات المتجددة والكهرباء محركة التنمية المستدامة في سورية)، أكد عرنوس أن خطوة العمل في الطاقة المتجددة بدأت، وأن هناك مشاريع يجري تنفيذها وبعضها تم وضعه في الاستثمار وفي هذا الصيف ستدخل مجموعات أخرى في الإنتاج، كاشفاً أنه تم التوصل إلى اتفاق مع مجموعة من الشركات وهناك شركات أخرى في طور التفاوض والتعاقد معها.
ولفت عرنوس إلى أن انعقاد المؤتمر الأول للاستثمار في الطاقات المتجددة جاء بتوجيه من الرئيس بشار الأسد وذلك لأهمية الكهرباء لكونها رافعة لكل مناحي الحياة الاقتصادية سواء في الصناعة أم الزراعة، مشيراً إلى أن قانون الاستثمار رقم 18 الصادر في العام الماضي يمنح ميزات تفضيلية لكل المستثمرين أكبرها لمجال الاستثمار في الطاقات المتجددة.
وتابع رئيس الحكومة: من الواضح اليوم أن وزارة الكهرباء حددت الإستراتيجية والاحتياج والطريق حول كيفية التعاطي مع هذا الموضوع سواء من ناحية الإنتاج والبيع من المستثمر، أم من خلال الإنتاج والشراء من الوزارة التي تقوم بالتوزيع بعد ذلك، لافتاً إلى أن مجموعة التشريعات التي صدرت في مجال الكهرباء تتيح للوزارة الأخذ بكل هذه الأشكال من الاستثمار، معرباً عن أمله بأن يخرج المؤتمر بتوصيات تخدم الاستثمار في هذا القطاع وأن تكون هناك شركات اتخذت قرارها بالاستثمار في السوق السورية لأنها سوق واعدة وبحاجة إلى كل القطاعات.
وأكد عرنوس أنه تم منح صندوق دعم الطاقات المتجددة 10 مليارات ليرة سلفة مؤقتة والصندوق له تمويل مستمر تضاف إليه نسبة من كل ليتر محروقات يباع في المحطات، ومن المتوقع نهاية هذا العام أن تكون استثماراته بين الـ20 والـ30 مليار ليرة، مشيراً إلى أن وزارة الكهرباء انتهت من وضع التعليمات التنفيذية للصندوق وقريباً سيباشر منح القروض.
بدوره بين وزير الكهرباء غسان الزامل أنه بعد تفعيل الخط الائتماني الإيراني سيتم حل جزء أساسي من مشكلة التوريدات النفطية، وبالتالي سينعكس ذلك على زيادة في المشتقات النفطية وعلى الفيول المورد إلى وزارة الكهرباء، متوقعاً أن يكون وضع الكهرباء أحسن في الفترة القادمة.
وفي تصريح لـ«الوطن» أشار الزامل إلى أن هناك مشاريع كبيرة في الطاقات المتجددة، بعضها تم الإعلان عنه وبعضها بصدد الإعلان.
وخلال رده على مداخلات بعض المشاركين في المؤتمر أوضح الزامل أن الطاقات المتجددة هي رديفة للطاقات الأحفورية ومن المعروف عالمياً أنه لا يمكن أن تكون بديلاً عنها، كاشفاً عن مشاريع لإنشاء محطات تعمل على الغاز والفيول.
وفي كلمة له في افتتاح المؤتمر، بين الزامل أن الوزارة تعمل على تشجيع ودعم الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة عبر السياسات والتشريعات لإطلاق مشاريع توليد من القطاع الخاص أو العام أو بالتشارك بينهما، مشيراً إلى أن قطاع الكهرباء كان في صدارة أهداف المجموعات الإرهابية خلال سنوات الحرب على سورية، لكونه الداعم الإستراتيجي والعصب الرئيس والمحرك القوي لكل نشاط اقتصادي أو صناعي أو طبي أو خدمي أو تربوي.
وشدد وزير الكهرباء على أن الحكومة السورية قدمت ولا تزال تقدم كل الدعم اللازم والممكن لدعم قطاع الطاقة المتجددة ضمن الإمكانات المتاحة والمتوافرة، مؤكداً أنه تمت إعادة بناء جزء مهم من منظومة الكهرباء ما مكن من إعادة التغذية الكهربائية إلى معظم المناطق المحررة على الرغم من الحصار الاقتصادي الجائر ووجود الإرهابيين المؤقت في عدد من المساحات التي تتمركز فيها حقول النفط والغاز.
من جهته أكد السفير الصيني في سورية فنغ بياو أن بلاده تهتم منذ بداية الأحداث في سورية بالمشاركة في إعادة الإعمار اقتصادياً وخاصة في مجال الكهرباء، معرباً عن جاهزية بلاده للمشاركة في كل المشاريع التعاونية في قطاع الكهرباء في سورية مستقبلاً، خصوصاً أن الصين متميزة في مجال الطاقة المتجددة، مضيفاً لـ«الوطن» إنه سوف يتم البحث بآليات التعاون في هذا المجال مستقبلاً.
معاون وزير الكهرباء لشؤون تنظيم القطاع سنجار طعمة أوضح أن هدف المؤتمر هو دخول القطاع الخاص أو المشترك وحل بعض التحديات التي تواجه قطاع الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أنه يتم العمل على تحويل بعض التحديات إلى فرص مثل تحسين الفاقد الكهربائي الذي سيتسبب بزيادة كميات الكهرباء وتحسن الخدمات.
وفي تصريح لـ«الوطن» بين طعمة أن الحكومة منذ عام 2019 وضعت خطة إستراتيجية للطاقة المتجددة حتى عام 2030، وفي كل عام تتم إعادة قراءة للأرقام ليتم تصحيحها حسب المسار.
وأعاد مدير عام المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء فواز الظاهر في تصريح لـ«الوطن» تحسن الكهرباء إلى اعتدال درجات الحرارة الذي أدى إلى انخفاض الاستهلاك وبالتالي أصبحت كميات التوليد المتاحة قادرة على تحسين الواقع الكهربائي وتخفيض ساعات التقنين، لافتاً إلى أن كميات التوليد هي ذاتها لم تتغير.
وبين عضو مجلس إدارة شركة «ماك مادين» هاني أبو عويضة والراعي الماسي للمؤتمر أنه سيتم خلال المؤتمر إطلاق مشروعين؛ الأول هو 100 ميغا في المدينة الصناعية في حسياء، والثاني لايزال مجرة فكرة وهو يتعلق بموضوع النقل داخل دمشق، مشيراً إلى أن المشروعين يعملان على الطاقة الشمسية.
وزير الطاقة اللبناني لـ«الوطن»: أنا في سورية للبحث في تفاصيل عقود نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر سورية
كشف وزير الطاقة اللبناني وليد فياض الذي شارك في المؤتمر الأول للاستثمار في قطاع الكهرباء والطاقات المتجددة، أنه سيلتقي خلال زيارته إلى دمشق وزير النفط بسام طعمة للاتفاق على الصياغة النهائية لاتفاقية نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر سورية، مشيراً إلى أن البنك الدولي قرر ومعه الإدارة الأميركية كونها المعنية بقانون قيصر أن يتم تمويل عقد توريد الغاز أولاً ثم العقد الآخر وهو نقل وتوريد الكهرباء من الأردن عبر سورية إلى لبنان، بعد انتهاء لقاءات الفرق الفنية السورية اللبنانية.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش المؤتمر، بين فياض أن كميات خط نقل الكهرباء هي 300 ميغاواط وأن فائدة لبنان منها بحدود 250 ميغاواط في حين أن نسبة الفائدة لسورية بسيطة، وشدد على وجوب تشغيل الخط العربي بأقصى طاقاته لأن التعاون بين الدول الشقيقة هو عماد النهوض الاقتصادي بينها، مشيراً إلى أن مدة عقد ونقل الغاز هي عشر سنوات ويتم تجديدها كل خمس سنوات.
الوطن