البيروقراطية وابنها المدلل ( فساد )
( سلسلة مقالات اقتصادية ) ( ٣ ) .
صالح زكور خبير المبيعات والتسويق ، حلب .
البيروقراطية انطلقت مع الثورة الصناعية الاوربية في القرن الثامن عشر ، بدأت بعالم الاقتصاد الفرنسي فنسينت دو غورني ، هي كلمة من جذر لغوي فرنسي مشتق من كلمتين ، نصفه الاول (Bureau) وتعني المكتب، ونصفه الآخر مشتق من كلمة (Kratos) وتعني السلطة، فالبيروقراطيـة هي “سلطة المكتب”، اساسها هي القواعد والإجراءات واللوائح التي يسير عليها الجميـع في كافة الظـروف ، وفي اواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ، توسّع في شرح مظـاهره عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر الذي ادرك تأثير البيروقراطية على المجتمع ،فمن رحم البيروقراطية وهي سلطة المكاتب والتنظيم الإداري التراتبي ووحدانية وصرامة التعليمات ، ولد الفساد الاداري الذي يتغذى وينموا معتمداً على الالية والرتم البطيء والمعقد ومتاهات لامنتهية التي تفرضها البيروقراطية ، فولد الفساد كسوق لبيع الخدمات العامة و تحول العمل البيروقراطي إلى سلعة من السلع التي تباع في أسواق الرشوة والفساد الإداري ، البيروقراطية والروتين لها تأثير مباشر على كل أنواع الفساد، فالبيروقراطية هى الوجه الآخر للفساد، ايضاً البيروقراطية ادت لارهاق ميزانيات الدول التي تشكل فيها شريحة الرواتب والاجور اكثر من ثلث الميزانية ، نظرا للاعداد الكبيرة للموظفين الغير منتجين والتي يتطلبها اتمام الاعمال بالفكر البيروقراطية التي تعتمد على تعدد الوثائق والتدقيق وتدقيق المدقق وتنوع وتعدد الجهات المعنية في امر ما ، ما يستدعي اعداد ضخمة من الموظفين وهذا ايضا ادى لتدني رواتب الموظفين مما انعكس سلباً من الناحية الاجتماعية ومن جودة العمل المقدم وتدني في سرعة الانجاز ، فالوقت لاقيمة له في الاعمال البيروقراطية ، وتحول الوقت الى سلعة تباع فالوقت الذي يتطلبه انجاز عمل يتوقف على ما يحصل عليه الموظف من اكرامية ، لذلك لمكافحة الفساد لابد من القضاء على البيرقراطية تماما ، وبعلم الإدارة فأن تحقيق التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية، يُفترض أن تكون الاولوية بتطوير جهاز إداري يتسم بالكفاءة والفاعلية وسرعة الانجاز لانطلاق قطار التنمية .