وقعت سورية والصين أمس على رسالة متبادلة خاصة بمشروع توريد تجهيزات اتصالات وبرمجيات لمصلحة وزارة الاتصالات والتقانة «الشركة السورية للاتصالات» وذلك في مبنى هيئة التخطيط والتعاون الدولي بدمشق.
ووقع الرسالة عن الجانب السوري رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي فادي سلطي الخليل، وعن الجانب الصيني سفير جمهورية الصين الشعبية بدمشق فنغ بياو، بحضور وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب، والمدير العام التنفيذي للشركة السورية للاتصالات سيف الدين الحسن.
الخطيب: الإنجاز هو تتويج لسنوات من العمل
وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب وفي تصريح صحفي قبيل التوقيع على المشروع بين أن قطاع الاتصالات من القطاعات الحيوية والأساسية وعانى كما بقية القطاعات في سورية من جرائم الإرهابيين الذين نفذوا تدميراً ممنهجاً لعدد كبير من المركز والتي أثرت بشكل كبير في التواصل بين شرائح المجتمع السوري.
ولفت الخطيب إلى أن التعاون الذي بدأ من الجانب الصيني لدعم هذا القطاع، يتوج (اليوم) بتوقيع الاتفاقية بين حكومة الصين الشعبية وحكومة الجمهورية العربية السورية بتقديم منحة بقيمة 30 مليون دولار، مشيراً إلى أن عشرة ملايين دولار سوف تمنح خلال هذا العام وعشرين مليون دولار خلال العام القادم.
الوزير الخطيب اعتبر أن هذا الإنجاز هو تتويج لسنوات من العمل، حيث قامت وزارة الاتصالات والتقانة عن طريق الشركة العامة للاتصالات بتأمين المواقع التي سيتم فيها تأسيس هذه التجهيزات، حيث جرى اختيار المحافظات الأكثر تضرراً من الإرهاب وهي: حلب وريفها وحماة وريف دمشق ودير الزور، مبيناً أن هذه المواقع جاهزة لاستقبال هذه التجهيزات وأضاف: «نحن موعودون من السفير الصيني بأن تصل التجهيزات قبل نهاية هذا العام مما سيكون له الأثر الكبير جداً في إعادة المهجرين إلى مناطقهم وإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد في هذه المواقع والمناطق».
وفي تصريح لـ«الوطن» بين وزير الاتصالات والتقانة أن الغاية من هذه المساعدات هو إعادة تأمين المراكز الهاتفية التي تم تدميرها من الإرهابيين وهي فرصة مهمة للشركة السورية للاتصالات لإعادة بناء الشبكة الهاتفية التي دمرت سابقاً، لافتاً إلى أن المرحلة الأولى ستشمل أربع محافظات والمرحلة الثانية ستشمل باقي المحافظات.
الوزير الخطيب بين أن المشروع الحالي مستمر على مدار عامين وبالتأكيد سيكون هناك تعاون آخر في السنوات القادمة.
السفير بياو: قمح وأرز لسورية قريباً
سفير الصين بدوره كشف أن المنحة التي تقدمها الصين والبالغة 30 مليون دولار لتوريد تجهيزات التقنية للاتصالات والتي سبقها قبل نحو شهر تقديم منحة 100 باص صيني، سيتبعها في الأيام القادمة وصول دفعة جديدة من المساعدات الصينية الغذائية التي ستشمل القمح والأرز.
واعتبر السفير بياو أن هذه المساعدات تدل على عمق الصداقة الصينية-السورية والمشاعر الطيبة العميقة التي يكنها الشعب الصيني للشعب السوري وخاصة في هذه المرحلة الصعبة، وقال: «أؤيد تماماً شعار الرئيس بشار الأسد «الأمل بالعمل» وأعتقد أنه بجهودنا المشتركة وبصبرنا وصمودنا مستقبل سورية سيكون أجمل، والصين كبلد صديق ستشارك الشعب السوري في السراء والضراء، وهذا ما وعد به وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال الاجتماع الافتراضي مع نظيره السوري، كما وعد الوزير الصيني بالمشاركة الكاملة بإعادة الإعمار في سورية»، لافتاً إلى أن الصين عملت على تدريب الكوادر السورية وتقديم المنح الدراسية، مبيناً أن الشركات الصينية بدأت بالفعل بالمشاركة في عملية إعادة الإعمار في سورية عبر الإسمنت وقريباً ستبدأ في مجال الطاقة الشمسية.
السفير بياو الذي أشار إلى قرب مغادرته سورية عبّر عن سعادته بأنه أتيحت له فرصة خدمة سورية وشعبها، واعتبر أن سورية هي مسقط رأسه الثاني، مشدداً على أن العلاقات الثنائية شهدت في الآونة الأخيرة تطوراً وتحسناً كبيراً، متمنياً الخير لسورية وشعبها وللرئيس بشار الأسد.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» اعتبر بياو أن هذه المساعدات التي تقدمها الصين لسورية، لا يمكن تجزئتها عن المشاركة الاقتصادية الصينية في هذا البلد، لأن مثل هذه المساعدات هي لتأهيل قطاع الاتصالات والمواقع المتضررة في كل المحافظات السورية، والصين ستشارك سورية في السراء والضراء، وبجهود البلدين المشتركة سيتم تحقيق ما يأمله الشعب السوري.
ستنعكس على عمل المواطنين لاسيما الذين هجرهم الإرهاب
بدوره بين رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي فادي سلطي الخليل وفي تصريح مماثل، أن الصين قدمت مساعدات كبيرة وكثيرة لتبعد الظلم عن الشعب السوري مما عاناه من الحرب الظالمة والإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي طالت جوانب الحياة للمجتمع السوري كافة، وقال: «نعلن عن توقيع الرسالة المتبادلة كمرحلة أولى لتأمين التجهيزات والبرمجيات لوزارة التقانة وهي الجزء الأساسي من المنحة المقدمة من جمهورية الصين الشعبية للجمهورية العربية السورية وهذا المشروع يهدف إلى تقديم خدمات الشبكة لحوالي2.2 مليون نسمة».
ولفت الخليل إلى أن المرحلة الأولى الحالية تقدرت كلفتها بعشرة ملايين دولار، أما المرحلة الثانية فتبلغ تكلفتها نحو عشرين مليون دولار وهو يغطي 148 موقعاً في ثماني محافظات تشمل كلاً من حلب وريف دمشق والقنيطرة ودرعا ودير الزور وحماة وإدلب والرقة.
وبين أن هذه المنحة ستؤمن إعادة مفهوم الاتصالات والتواصل بما ينعكس على عمل المواطنين لاسيما الذين هجرهم الإرهاب، على أمل العودة السريعة لكل السوريين من أجل عودة سورية كما نرغب لكي تعود أفضل مما كانت كما وجه الرئيس بشار الأسد.
وأشار رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي إلى مذكرة التفاهم التي جرى توقيعها مع الجانب الصيني بداية هذا العام لانضمام سورية إلى مبادرة «الحزام والطريق»، وأضاف: «أود أن أتقدم باسم حكومة الجمهورية العربية السورية بالشكر العميق لحكومة جمهورية الصين الشعبية على ما قدمته وما تقدمه من دعم كان له أثر كبير وإيجابي في تعزيز صمود الشعب السوري، والذي شمل المساعدات الإنسانية خلال فترة الحرب الظالمة على سورية والتي لم ولن تنقطع وسيكون لها أثر إيجابي على معيشة المواطنين إضافة لما قدمته الصين من تجهيزات كان آخرها 100 باص قدمت الشهر الفائت، إضافة للمساعدات الطبية والدوائية والتجهيزات الكهربائية والتقنية وغيرها وبجهود جميع المعنيين في الحكومة السورية مع الأصدقاء في جمهورية الصين الشعبية نستطيع دائماً أن نحقق الأفضل على الأقل لكي نستطيع أن نعلن لكل العالم أن سورية باقية بمساعدة أبنائها وأشقائها وأصدقائها لتعود الحياة الطبيعية كما كانت وأفضل».
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» لفت إلى أن المنح التي قدمتها الصين ساعدت السوريين في كثير من المناطق سواء على المستوى الاقتصادي أم المعيشي، مقدماً الشكر لما تقدمه الصين سواء على المستوى السياسي في المحافل الدولية أم على المستوى المعيشي من خلال المساعدات أو على المستوى الاقتصادي من خلال مبادرة «الحزام والطريق» حيث سيكون هناك دور كبير للشركات الصينية في مرحلة إعادة الإعمار.
وكشف الخليل أن جزءاً أساسياً من الشركات الصينية بدأ بالفعل بتقديم مجموعة من مذكرات التفاهم، وهذه المذكرات أيضاً ستكون موضع بحث مع الجهات المعنية والمختصة في الجمهورية العربية السورية.
البنية التحتية جاهزة لاستقبال التجهيزات
من جهته المدير العام التنفيذي للشركة السورية للاتصالات سيف الدين الحسن بين في تصريح لـ«الوطن» أن المؤسسة أعادت تأهيل البنية التحتية الخاصة بشبكة الاتصالات في المناطق التي تعرضت للإرهاب، لتصبح جاهزة لاستقبال التجهيزات وعند وصولها سيتم الإعلان عن توافر البوابات والأماكن الموجودة ضمنها للراغبين في الحصول عليها.
الوطن