كشف مدير المؤسسة العامة للأعلاف عبد الكريم شباط في تصريح لـ«الوطن» أن المؤسسة رفعت مقترحاً تم عرضه على اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء حددت من خلاله أسعار محصول الذرة الصفراء المستلمة من المزارعين، متوقعاً أن يتم إقراره والإعلان عن الأسعار من اللجنة يوم غد.
وقال: ما نسعى إليه دائماً هو إعطاء المزارع سعراً مجزياً إذ إن المؤسسة حسبت كل التكاليف المدفوعة واقترحت أسعاراً مجزية جداً، مؤكداً أنه وبمجرد موافقة اللجنة الاقتصادية على الأسعار المقترحة من المؤسسة لاستلام المحصول سيتم البدء باستلامه من المزارعين بداية الأسبوع القادم.
وقال: الأهم بالنسبة لنا هو تأمين حاجة الثروة الحيوانية من هذه المحصول المنتج محلياً سواء عن طريق المؤسسة أم عن طريق شراء المربي للمحصول من المزارع مباشرة، مبيناً أن مادة الذرة الصفراء المنتجة محلياً لا تهرب ولا تصدر إلى الخارج.
وأشار إلى وجود توجهات حكومية بدعم هذا المحصول وتسهيل استلامه من المزارعين وتسهيل تجفيفه إضافة إلى مساعدة المزارع وتأمين حاجة مربي الدواجن من هذه المادة.
وعن التسهيلات المقدمة لتشجيع المزارع على تسليم المحصول للمؤسسة أكد شباط أن المؤسسة ستدفع سعراً مجزياً للمزارعين وستضع بالقرب من كل منطقة مزروعة بالمادة مركزاً لاستلام المادة وستتساهل بموضوع استلام المادة سواء أكانت دوغما أم مشولة، مضيفاً: الأهم بالنسبة لنا أن تكون نسبة الرطوبة للمحصول 14 بالمئة لأنه في حال كانت الرطوبة أكثر من 14 بالمئة فإن المادة لا يمكن تخزينها.
شباط أكد توفر مجففات تابعة للقطاع الخاص مضيفاً: نسعى كذلك لاستئجار مجففات، موضحاً أنه خلال جولة الفنيين على مناطق زراعة المحصول تبين أن المحصول يتجفف على الطرقات وبحسب الفنيين فان درجة رطوبة المحصول تصل إلى 13 بالمئة دون استخدام المجففات وهذا أمر إيجابي.
وأوضح بأنه لا يمكن منع التجار من شراء مادة الذرة الصفراء من المزارعين مباشرة وقال: ليس لدينا أي مشكلة في حال اشترى المربي المادة من المزارع وليس التاجر لكننا سنقدم كل التسهيلات من أجل شراء أكبر كمية من المحصول، مضيفاً: في حال قام التجار برفع السعر أكثر من السعر المحدد من المؤسسة فان هذا الأمر لا نستطيع منعه.
وبين أن كميات الإنتاج للموسم الحالي كبيرة جداً وتزيد على الموسم الماضي ومن المتوقع أن يتجاوز إنتاج الذرة الرطبة للموسم الحالي 400 ألف طن والذرة الجافة 300 ألف طن، مشيراً إلى أن إنتاج الدونم الواحد ازداد عن العام الماضي وطول النبتة في بعض المناطق تجاوز المترين ونصف المتر، مؤكداً أن فاتورة استيراد المادة ستنخفض بعد هذا الإنتاج الوفير وبدأت بالانخفاض فعلياً.
وأشار إلى أن هناك مجموعاً خضرياً لبقايا المحصول وهو كبير جداً ويتجاوز الكمية المنتجة وستستفيد منه باقي أنواع الثروة الحيوانية مثل الأغنام والماعز والجواميس وهذا الأمر سيوفر قطعاً أجنبياً كبيراً جداً لاستيراد هذه المادة لذا يجب تشجيع المزارع على زراعته.
وختم بالقول إنه من المتوقع أن يضاعف المزارعين الكميات المزروعة من محصول الذرة الصفراء الموسم القادم لأن زراعته ستأتي بعائد مجزٍ جداً للمزارع، موضحاً بان محصول الذرة الصفراء المنتج محلياً للموسم الحالي أفضل من الذرة المستوردة ويجب تقديم كل التسهيلات لمزارعي هذا المحصول باعتباره أصبح يضاهي في هذا التوقيت بالذات محصول القمح من ناحية الأهمية وتوفير القطع الأجنبي
بدوره بين رئيس مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين محمد الخليف لـ«الوطن» أن النسبة الأكبر من زراعة محصول الذرة الصفراء في الرقة وحماة، لافتاً إلى أن أبرز الصعوبات التي يعاني منها مزارعو المحصول اليوم هي عدم تأمين البذار بالشكل الكافي إضافة إلى أن الأسعار التي يتم تحديدها لا تتناسب مع التكاليف وأقل من التكاليف وصعوبة تأمين السقاية اللازمة للمحصول.
ولفت إلى وجوب تأمين كل مستلزمات زراعة هذا المحصول من بذار وسقاية ورفع الأسعار من أجل تشجيع المزارع مستقبلاً على الاستمرار بالزراعة، مشيراً إلى وجود توجه حكومي للتوسع بزراعة هذا المحصول الذي بات يعتبر اليوم من المحاصيل الاستراتيجية لكن هناك عدم رغبة للتوسع بزراعتها من المزارعين بسبب عدم تناسب الأسعار مع التكاليف على وجه الخصوص.
وكان الفنيون في المؤسسة العامة للأعلاف قد قاموا مع اقتراب استلام محصول الذرة الصفراء للموسم الحالي من المزارعين بجولة ميدانية في ريف حلب في منطقتي دير حافر ومنبج للقاء الفلاحين ومناقشة تسويق محصول الذرة الصفراء لموسم 2022 وتسليمه للمؤسسة.
حيث أكد ممثلو المؤسسة استعدادها لاستلام محصول الذرة الصفراء للموسم الحالي وفق التعليمات واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتسهيل الاستلام وتذليل كل الصعوبات والعقبات.