عملاً لمنع تكرار أزمة فائض الحمضيات التي كبدت الفلاحين خسائر كبيرة الموسم الماضي، تعمل الحكومة على وضع خطوات استباقية تحدد آليات تسويق المحصول إضافة لتسويق الزيتون وفق إجراءات تدعم المزارعين بشكل عام.
وبهذا الخصوص، ترأس رئيس الحكومة حسين عرنوس يوم الخميس الماضي، اجتماعاً في محافظة اللاذقية بحضور وزراء الزراعة محمد حسان قطنا والأشغال العامة والإسكان سهيل عبد اللطيف، والإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، والتجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم، ومحافظي اللاذقية عامر هلال وطرطوس عبد الحليم خليل، ومديري الجهات المعنية من كلتا المحافظتين، إضافة لحضور ممثلين عن الفلاحين وأصحاب المعاصر ومراكز الفرز والتوضيب وفعاليات زراعية وصناعية.
خطط حكومية
خلال الاجتماع، أكد رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة تعمل وفق توجيهات السيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد لمتابعة المحاصيل الموسمية وآليات تسويقها ومنها محصولا الحمضيات والزيتون، مشيراً إلى اتخاذ إجراءات مهمة بين مجمل الوزارات بهذا الخصوص بما ينعكس إيجاباً على الفلاحين والقطاع الزراعي بآن واحد.
وأكد عرنوس لـ«الوطن»، أن الحكومة منذ أكثر من شهر قامت بدراسة خيارات عدة لدعم محصولي الحمضيات والزيتون بخطة متناسقة، منوهاً بأهمية الشراكة مع القطاع الخاص فيما يخص التسويق الذي يهم الإنتاج الرئيسي في محافظتي اللاذقية وطرطوس.
وأشار عرنوس إلى أهمية مساهمة القطاع الخاص سواء من المصدرين أو تجار سوق الهال وكل المعنيين في مراكز التوضيب والتصنيف والفرز واتحاد الفلاحين في العملية التسويقية، معتبراً أن الاجتماع من أنجح اللقاءات التي تمت بهذا المجال لما فيها من طروحات ووجهات نظر مهمة تبيّن دور كل جهة بعد أن أوضحت الحكومة الإجراءات التي ستقدمها لدعم المحصولين سواء بتأمين المحروقات أو الإعفاءات وغيرها من المطالب التي تم الأخذ بها من الاجتماعات السابقة.
ولفت رئيس الحكومة إلى العمل على تحسين المنتج من الحمضيات والزيتون وشرائه من الفلاح وإيصاله لكل المحافظات السورية وفتح باب التصدير مع التركيز على النوعية والجودة، والوصول إلى منتج محلي صحي بمواصفات عالمية قادر على دخول الأسواق الخارجية.
وقال عرنوس: إن الموسم الحالي لمحصول الحمضيات أكثر تنظيماً من الموسم السابق، لافتاً إلى دور المؤسسة السورية للتجارة في عملية تسويق الحمضيات، وتأكيده أن وزارة التجارة والداخلية وحماية المستهلك أمام فرصة كبيرة لتحسين الإمكانيات سواء عبر التخزين أم إيصال المنتج إلى كل الأراضي السورية.
وفيما يخص الواقع الكهرومائي في محافظة اللاذقية، قال عرنوس: إن الحكومة تعمل وفق توجيهات السيد الرئيس لتحسين الواقع المائي بإقامة مشاريع داعمة للقطاع، مع بذل الجهود الكبيرة بشتى الوسائل الممكنة للوصول إلى واقع كهربائي أفضل رغم كل الظروف التي نمر بها في ظل الحصار والعقوبات.
استنفار وزاري
في إطار العمل التشاركي لضمان نجاح تسويق الحمضيات والزيتون، بيّنت الوزارات المعنية دور كل منها في المرحلة المقبلة وفقاً لخطة عمل منظمة فيما بينها.
وأكد وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف لـ«الوطن»، العمل الوزاري بتشارك فريق تكاملي معني بتنفيذ خطة التسويق، مشيراً إلى ضرورة حسن التنفيذ ومتابعة كل المراحل بشكل يومي لتطوير الخطة والمعالجة السليمة لأي طارئ قد يحدث.
وأشار مخلوف إلى أهمية المتابعة اليومية من لجان محلية تتضمن الجهات المعنية كافة من اتحاد الفلاحين والزراعة والسورية للتجارة والمكاتب التنفيذية وتقديمها تقريراً أسبوعياً ليكون على طاولة الحكومة، وهي جادة بضمان حسن التنفيذ ليتم التأكيد أن تسويق محصولنا بخير، وعند وجود أي ثغرة أو عائق ستتم معالجته مع الجهة المعنية بشكل مباشر.
أسطول نقل
وزير الأشغال العامة والإسكان سهيل عبد اللطيف بيّن لـ«الوطن»، أن دور وزارته هو تأمين آليات لنقل الحمضيات من محافظتي طرطوس واللاذقية إلى بقية المحافظات بشكل مجاني، بما يخدم عملية التسويق ويخفف أعباء النقل بشكل عام.
وأشار عبد اللطيف إلى أهمية التنسيق مع الجهات المعنية بوضع خطة شاملة تتضمن برنامجاً زمنياً وتوزيعاً جغرافياً وتأمين الآليات اللازمة للتسويق المحلي، منوهاً بأن الموسم الماضي تم وضع 80 سيارة لخدمة العملية التسويقية للحمضيات.
الحل الأمثل
في ختام الاجتماع أكد وزير الزراعة حسان قطنا أهمية تضافر وتوحيد جميع الجهود من الجهات المعنية لتنفيذ خطة التسويق وتجاوز كل المعوقات والصعوبات سواء تأمين المياه أم المحروقات والكهرباء، مشيراً إلى العمل والتنسيق المتواصل بين وزارة الزراعة وباقي الوزارات ومنها الاقتصاد والتجارة الداخلية والإدارة المحلية والصناعة وإعداد خطة عمل تنفيذية متكاملة لدعم تصدير محصولي الحمضيات والزيتون إلى الأسواق المحلية والخارجية.
وبيّن قطنا أن تقديرات إنتاج الحمضيات هذا الموسم تبلغ حوالي 640 ألف طن منها 450 ألف طن حاجة الاستهلاك المحلي و150 ألف طن متاحة للتصدير، وذكر أن تقدير إنتاج الزيتون «جيد جداً» بحوالي 820 ألف طن و125 ألف طن زيت منها 80 ألف طن حاجة الاستهلاك المحلي و45 ألف طن متاحة للتصدير.
في رده على سؤال لـ«الوطن» حول توفير الأسمدة، قال قطنا إن برنامج وزارة الزراعة للإدارة المتكاملة لتخفيض استخدام الأسمدة المستوردة واستبدالها بالأسمدة المحلية سواء كانت أسمدة عضوية أم أسمدة حيوية أو سماد فيرمي كومبوست وغيرها.
السياحة تنتعش
وكانت قد بدأت زيارة الوفد الحكومي لمحافظة اللاذقية يوم الخميس الماضي، بوضع رئيس الحكومة حسين عرنوس حجر الأساس لمشروع إشادة مجمع سياحي في موقع جول جمال على شاطئ مدينة اللاذقية.
والمشروع الذي تنفذه شركة سينارا انت الروسية يقدر بحوالي 150 مليار ليرة سورية من تصنيف ٤ نجوم، ويتألف من قسمين يمتدان على مساحة تصل إلى 70 دونماً، منها شاليهات ومسابح وملاعب أطفال وملعب كرة شاطئية وملعب ميني كولف، إضافة إلى خدمات ترفيهية ونقطة معالجة فيزيائية رقمية ومواقف سيارات وباصات.
وأكد عرنوس لـ«الوطن»، أهمية المشروع السياحي التنموي الذي يؤمن 1300 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وينعكس مباشرة على دخل أبناء المحافظة بشكل عام.
وقال عرنوس إنه مع اقتراب انتهاء الحرب الظالمة التي شنت على سورية، سينتعش قطاع السياحة بشكل كبير، مؤكداً أنه لا أحد يستطيع تجاوز موقع سورية المتميز في السياحة، منوهاً بدور الأصدقاء الروس بعزم وإصرار للمشاركة بإعادة الإعمار.
عن المشاريع السياحية المقبلة، كشف وزير السياحة محمد رامي مرتيني لـ«الوطن»، عن مشروع استثماري جديد في موقع البصة (بعد إغلاق مكب النفايات) ليتحول المكان قريباً إلى مشروع نوعي مخصص للسياحة الشعبية وبمساهمة مع القطاع الخاص.
ودعا مرتيني القطاع الخاص للاستثمار في قطاع السياحة الشعبية، مبيناً أنه استثمار رابح لا غنى عنه ويؤمن فرص عمل ومداخيل للوحدات الإدارية والخزينة العامة، قائلاً: نحن شركاء مع المستثمرين ومعنيون بالسياحة الشعبية بشكل تام.
بدوره، أكد ممثل السفارة الروسية في دمشق سامي يونس لـ«الوطن»، أن السفارة وبالتنسيق مع الحكومة السورية ووزارة السياحة، تتابع المشاريع الروسية في سورية بكل اهتمام، مشيراً إلى أن النتائج تظهر بمشاريع جيدة تعد من أكبر المشاريع في الشرق الأوسط وهذه البداية لما هو قادم في بلد نتمنى له المزيد من التقدم والازدهار.
الوطن