بقلم صالح زكور – خبير مبيعات وتسوق .
مع مطلع القرن العشرين والى اليوم ، جميع كوارث العالم هي صناعة اللوبي الصهيوني الذي يدير مايسمى الولايات المتحدة الامريكية ، وعندما قال نيكسون مقولته الشهيرة ( يجب أن نلعب اللعبة كما صنعناها ويجب ان يلعبوها كما وضعناها ) ونذكر قول جورج بوش الابن ( من ليس معنا فهو ضدنا ) ، انهم يتعاملون مع العالم كلعبة ويعتبروهم عبيد ، فعندما ايقنت الولايات المتحدة ان نصرها في الحرب العالمية الثانية بات وشيكاً ، قررت ان تقوم بأكبر عملية نصب في التاريخ ، فدعت الى مؤتمر في ١-٧-١٩٤٤م في مدينة بريتون ووذز في ولاية نيوهامشير ، حيث اجتمعت الدول المناهضة للنازية واعلنت اتفاقية بريتون وودز في ٢٢-٧-١٩٤٤م ، لقد اتفقت على إحلال الدولار محل الذهب ، ليصبح البديل الذي يجب على الدول أن تمتلكه لإصدار نقودها المحلية ، ونتيجة لهذا اصبح الذهب لايصلح لتغطية طباعة العملات المحلية ويجب استبداله بالدولار، وحيث أن بنك الاحتياط الفيدرالي الامريكي هو وحده من يملك الحق الحصري لطباعة الدولار ، لذلك قامت الدول بإيداع ذهبها لدى بنك الاحتياط الفيدرالي ( بنك الاحتيال ) مقابل تزويدها بالدولارات ( خدعة : أعطنا ثرواتك الحقيقية ونعطيك نحن اوراقاً نقدية لاتكلفنا سوى ثمن الورق والحبر ) ، واتفقوا ايضا على ان يكون الدولارمدعوماً بغطاء من الذهب بحيث تستطيع الدول استعادة ذهبها من الولايات المتحدة بسعر ٣٥ دولار للاونصة الواحدة ، ونتج عن هذه الاتفاقية مؤسسات دولية مثل ( صندوق النقد الدولي ، والبنك الدولي ، ومنظمة الامم المتحدة ، والاتفاقية العامة للتعرفة الجمركية ” غات ” ) لدعم التوجه العام السياسي والاقتصادي للاتفاقية ، حيث سيطرة الولايات المتحدة على اعمال المؤتمر الذي اعتمد في مقرراته اعتماداً كلياً على خطة هوايت التي تعكس وجهة النظر والمصلحة الامريكية واستبعدت مشروع اللورد كينز الذي يمثل مصلحة بريطانيا ( انتهاء زمن الهيمة البريطانية التي لاتغيب عنها الشمس وتحولها لتابع للولايات المتحدة ) ، لقد انضمت معظم دول العالم الى الاتفاقية باستثناء الاتحاد السوفيتي وبعض الدول التابعة له ( لذلك اليوم اكبر احتياط ذهب لدى روسيا) ،،، وجاء يوم ١٥-٨-١٩٧١م ليصدم العالم فقد اعلن نيكسون من خلال التلفاز مايلي ” لقد أمرت الوزير كونالي مؤقتاً بتعليق قابلية تحويل الدولار الى ذهب او غيره من الاصول ( اي ان الدول التي اودعت الذهب لدى بنك الاحتياط لم يعد باستطاعتها استعادته ابداً ) بإستثناء المبالغ والشروط التي تحدد لصالح الاستقرار النقدي ولأفضل مصلحة للولايات المتحدة الامريكية ، وأُطلق حينها على هذا القرار بصدمة نيكسون ، وكان هذا القرار نتيجة قيام مالكي بنك الاحتياط الامريكي بإصدار كميات ضخمة من الدولار ، فأصبحت ورقات الدولار المنتشرة في العالم غير مغطاة بما يكفي من الذهب للحفاظ على سعر ٣٥ دولار ، وهي المسؤولة ليومنا هذا على الارتفاع الكبير بالاسعار وارتفاع حاد باسعار البترول وانتشار الفقر ، وادى لفقدان الدول لطونات من الذهب ، وبذلك تم ربط مصير العالم الاقتصادي بمؤشر الاقتصاد الامريكي ، وعندما اعلن نيكسون ان الدولار سيُعَوم ويتوجه للمضاربة وسعر صرفه يحدده العرض والطلب مدعياً ان لاخوف فالدولار قوي بسمعة امريكا وقوة اقتصادها !!! لم تستطع اي دولة الاعتراض فاي اهتزاز للاقتصاد الامريكي سيؤدي لكارثة عالمية ، وهكذا تم استعباد الشعوب ، اليوم الدول تتباهى بحجم الدولار لدى بنكها المركزي وتسميه الاحتياط وهو لاقيمة حقيقية له والصندوق الذي يوضع فيه اغلى ثمناً ، ولكن لتستورد انت بحاجة للدولار وتصدر انت بحاجة للدولار ، وهكذا ربط الوهم الامريكي الذي من خلاله تم خداع العالم مصير الدول به ، واليوم نحن نشاهد ظهور التنين الصيني لحرق الدولار عالمياً ،، فهل ينجح ؟؟؟؟
للاسف وببساطة الدولار عبارة عن اوراق تطبعها الماكينات الامريكية ثم تحدد قيمة الورقة فقط بطباعة الرقم الذي تريد مثلاً (١-١٠-٢٠-٥٠-١٠٠) بينما الحقيقة ان جميع الورقات تحمل نفس القيمة والخامة والوهم وبذلك اصبح لدى الامريكي الذهب النادر ذو القيمة الحقيقية ولدى العالم الدولار ذو القيمة الوهمية ، وهكذا تحول الدولار الوهمي من عملة محلية الى عملة دولية واحتياطية للدول وذلك بأكبر عملية نصب في التاريخ !؟ .
شاهد أيضاً
عندما طلب الرئيس عـالم اقتصاد بيد واحدة!
د. سعـد بساطـة صحيفة الوطن روي عـن الرئيس هاري ترومان أنه طلب من مستشاريه عـالم …