عبد العزيز محسن .
ثلاث دورات لمعرض دمشق الدولي أقيمت حتى الآن بعد التوقف القسري للمعرض بسبب الحرب الإرهابية على سورية.. ثلاث دورات وكل دورة منها متميزة أكثر من سابقاتها… ثلاث دورات اضيفت إلى رصيد هذا المعرض العريق في مكانه، والرفيع في مكانته وسمعت
ه.. لقد كان واضحاً منذ اُتخذ القرار من أربع سنوات باستئناف إقامة المعرض وكان الإرهاب حينها لا يزال جاثما في غوطة دمشق وعلى بعد عدة كيلومترات عن مدينة المعارض كان واضحا وقتها بأن الحرب على سورية في نهاياتها وبأنه يتم التحضير لمرحلة إعادة الإعمار من خلال المعرض الذي اعتبرته الحكومة السورية إحدى البوابات الأساسية للدول والشركات الصديقة الراغبة
بالمساهمة في حركة الإعمار الاقتصادي وإقامة الاستثمارات في سورية بكافة المجالات.. واليوم ومع استمرار الانجازات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري البطل في تحرير ما تبقى من الأرض السورية المقدسة… وفي هذا التوقيت يتابع معرض دمشق الدولي تأدية رسالته ومهمته القديمة والجديدة.. فهو من جهة يمثل الامتداد الجميل للذاكرة الجميلة لأهالي دمشق والسوريين بشكل عام..والمكان المحبب لديهم لقضاء أجمل الأوقات في رحاب ساحاته وحدائقه والاستمتاع بأجواء وأمسيات صيف الشام وما يتخللها من نشاطات تسويقية واجتماعية وفنية جميلة وجاذب
ة.. ومن جهة أخرى يتابع المعرض رسالته ودوره في الجانب الاقتصادي فتشهد أجنحته حركة نشطة ولقاءات مكثفة وأنشطة اقتصادية متنوعة وتوقيع عقود واتفاقيات للتعاون سواء على المستوى الرسمي بين الدول او بين الشركات فيما بينها أو مع الزوار ورجال الأعمال ما يؤسس لمرحلة جديدة من الحركة والنشاط الاقتصادي والترويجي الذي سينعكس إيجاباً على الحالة الاقتصادية العامة في البلد ويزيد من وتيرة النمو في جميع المجالات.. هذه الحالة معروفة للجميع ولطالما كانت المعارض والملتقيات الاقتصادية في العالم المكان الأنسب والمنتظر للتعرف على الفرص التجارية والاستثمارية والعروض الجديدة للتعرف على الفرص المتاحة لإمكانية إبرام العقود والاتفاقيات.. لقد كان التوجيه واضحاً للجهات العامة بالمشاركة المنظمة والفاعلة من حيث الشكل والمضمون وتقديم ما لديها من عروض وفرص متاحة للاستثمار سواء ضمن اجنحتها او ضمن ملتقيات خاصة على هامش فعاليات المعرض.. وفعلا نشهد استجابة لهذا التوجيه بفعالية ونشاط فاق التوقعات، فمن النادر ان تجد جهة حكومية تشارك (رفع عتب) أو بمشاركة تقليدية بسيطة بل تحتوي اجنحتها على نماذج من انتاجها او خدماتها وبيانات ومعلومات وعروض للفرص المعروضة للاستثمار والتي يمكن ان تجد الزبون او الشريك من خلال المعرض.. وأما على مستوى أعلى نرى الملتقيات التي تُروج للفرص الاستثمارية المتاحة مثل ملتقى الفرص الاستثما
رية المتاحة في مؤسسات وزارة النقل وملتقى المشاريع الاستثمارية المعروضة في هيئة الاستثمار السورية ومشاريع وزارة السياحة ومشاريع التطوير العقاري لدى وزارة الأشغال العامة والإسكان… وغيره….. نعم يحدث هذا اليوم في المعرض وباندفاع وتصميم واضح من الحكومة للاستفادة قدر الإمكان من الفرص التي يوفرها المعرض سواء بالعدد الكبير للزوار أو بحجم المشاركات المحلية والخارجية وكذلك بتواجد وفود رسمية ولرجال الأعمال من عدد من الدول العربية والصديقة وتنظيم ملتقيات متخصصة تجمعهم مع نظرائهم السوريين كملتقى رجال الأعمال السوري الإماراتي والبيلاروسي والعماني.. وغيرها. أما مشاركات القطاع الخاص فأيضا فاقت التوقعات من خلال الحجم ومستوى الاهتمام في ديكورات الأجنحة والمعروضات.. والأهم بمستوى الخدمات والعروض الجديدة التي اختارت أن تعلنها وتطلقها خلال فعاليات المعرض.. ولا بد هنا من التنويه بالدور الهام الذي لعبته الفعاليات والاتحادات الاقتصادية والتعاون والتنسيق مع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجي
ة ومع المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية لتحقيق أعلى قدر ممكن من النجاح لجميع الفعاليات سواء على صعيد تنظيم المشاركات الخاصة أو على صعيد إقامة الملتقيات الاقتصادية ودعوة رجال الأعمال من خارج سورية والتكفل بترتيبات القدوم والمشاركة والإقامة والتكاليف..
في الختام نقول ..معرض يقام على مساحة تتجاوز ال100 الف متر مربع وبمشاركة اكثر من 1700 شركة محلية ومن 38 دولة… إنه تحد ورهان جديد نجحت الحكومة في إنجازه رغم الظروف الصعبة ورغم الحصار الجائر والعقوبات المفروضة على سورية ورغم التهديدات الامريكية بفرض العقوبات على الافراد والشركات الاجنبية التي تنوي إبرام عقود مع سورية من خلال معرض دمشق الدولي.. ولكن ما لمسناه ان حجم المشاركات الدولية ازدادت ولم تأبه بالتهديدات.. وهذا نجاح إضافي للمعرض يصب في خانة كسر الحصار وزيادة وتيرة التعاون مع الدول الصديقة في مرحلة إعادة الإعمار..