سيرياستيبس :
دمشق – ريم ربيع
كظاهرة هي الأضخم سنوياً في دمشق لسنا بحاجة انتظار ختام فعاليات معرض دمشق الدولي بدورته الـ61 لندرك أنه حقق أول وأهم أهدافه بجذب العالم إلى سورية، على اعتباره القاعدة الأساس لإعادة الروابط الاقتصادية مع الدول العربية والأجنبية التي يبدو أنها تثبت خطاها عاماً بعد عام، وتشجع بعضها على المشاركة سنوياً، فالكثير من المشاركات الدولية إما كانت غير موجودة أو أنها مثلت دبلوماسياً فقط في العام المنصرم، وعادت في هذه الدورة بتمثيل تجاري واقتصادي هام.
الواضح من خلال جولتنا في الجناح الدولي لهذا العام رغبة المشاركين باقتناص الفرصة لمشاركة سورية في إعادة الإعمار رغم التهديدات الأميركية التي لم يبدُ على أي من العارضين الاكتراث بها، خاصة وأن للصناعة السورية تاريخاً هاماً في الأسواق الأجنبية، فضلاً عن رغبة معظم من التقيناهم بالاستفادة من السوق السورية وعرض منتجاتهم فيها، ما يضع مسؤولي الاقتصاد والتجارة أمام تساؤل حول مصير قرار منع الاستيراد ومدى إمكانية السماح بالمنافسة في السوق السورية في ظل الحاجة أيضاً لمستلزمات المرحلة المقبلة في إعادة الإعمار.
مصالح مشتركة
لم تكتفِ فنزويلا هذا العام بالمشاركة الدبلوماسية كما العام الماضي، بل اعتبرت الملحق التجاري بسفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية بدمشق أن تعزيز التعاون والانفتاح على كل مجالات التبادل التجاري بات ضرورياً في وجه العقوبات والصعوبات ذاتها التي يواجهها البلدان، إذ يفترض الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية كما السياسية بينهما، موضحةً أن المشاركة في المعرض تتضمن تمثيلاً لإحدى الولايات الفنزويلية وشركات معترف عليها على المستوى الدولي، والهدف منها التعريف بالخطة التصديرية التي تعمل عليها الحكومة الفنزويلية وجذب الاستثمارات إليها، إضافة للسعي للشراكة مع شركات القطاعين العام والخاص في سورية، وجاء اختيار معرض دمشق الدولي باعتباره مركز التقاء رجال الأعمال الذين يمكن أن يمهدوا الطريق لاستقطاب المستثمرين إلى سورية، وإيجاد تلاقٍ بين الطرفين، وإتمام أي صفقة تجارية لأي نوع من المنتجات.
شريك دائم
وتضمنت المشاركة الصينية تمثيلاً عبر جناح واسع ومميز للمدينة الصينية بعدرا، حيث بدا لافتاً الإقبال السوري على الجانب التقني المتعلق بالإلكترونيات والأجهزة الذكية في الجناح، وفي لقاء مع م.ضياء عناية المدير التنفيذي للمدينة الصينية في المنطقة الحرة في عدرا بيّن أن الجناح يضم تمثيلاً لـ46 شركة في مجالات مختلفة، أهمها الكهرباء والإلكترونيات وما يتعلق بإنتاج الطاقة، إضافة لشركات خارج الصين “في مصر مثلاً” ترغب بالمشاركة بالاستثمار في سورية، موضحاً أن الجناح يمثل المدينة الصينية بعدرا التي تمتد على مساحة 7200م2 ضامة أكثر من 100 مكتب وصالة عرض تهتم بدراسة الواقع الاستثماري والفرص في سورية للمساهمة في إعادة الإعمار، وترسيخ وجود دائم للصين في سورية عبر إنشاء معامل وخطوط إنتاج جديدة أو استيراد مواد تلزم المرحلة المقبلة، مؤكداً أن المدينة التي تم العمل على تحضيرها لما يقارب عامين ستشهد افتتاحاً مميزاً بعد انتهاء فعاليات معرض دمشق الدولي. ولفت عناية إلى الاهتمام الصيني بالاستثمار في مجالات الكهرباء والنفط والبنى التحتية بدعم كبير من السفارة الصينية، مؤكداً أن الطاقة تشكل جاذباً هاماًً للشركات الصينية الراغبة بدخول السوق السورية في الكهرباء وتبحث عن الحلول البديلة والنظيفة، إلى جانب وجود شركات مهتمة بإعادة البنى التحتية في سورية، كما أشار عناية إلى دراسة بالتعاون مع نقابة الصيادلة لتبني مشروع بناء معمل دوائي متكامل لتغطية حاجة القطر، حيث يتم حالياً التحضير للمشروع بعد توقيع مذكرات التفاهم، معتبراً أن المناخ الاقتصادي والاستثماري في سورية يحتاج بعد التعديلات التي تحاول وزارة الاقتصاد والقطاعات المسؤولة استدراكها حالياً.
إقبال جدّي
لا يمكن إغفال الجدية الواضحة في المشاركة البلغارية هذا العام بعد أن مثلت دبلوماسياً فقط الدورة السابقة، حيث بيّن عضو اتحاد الغرف البلغاري السوري وممثل لمعرض بلغاريا الدولي في سورية د.هيثم صقور أن الجناح تطور وأصبح أفضل بسبب استعداد الشركات البلغارية وحماستها لشراكة سورية بعد أن شهدت تطوراً سياحياً وزراعياً واقتصادياً، مضيفاً أن المشاركة تضم تمثيلاً لشركات عدة في مجالات بناء الجسور والطرق وتصنيع المعامل “كونسروة، ألبان، أجبان” ومعمل قطع السيارات، إلى جانب الإقبال على المنتجات السورية ذات السمعة المميزة في الأوساط التجارية، إذ أفسحت بلغاريا أسواقها لكافة البضائع السورية من خلال شركات القطاع الخاص، لافتاً إلى المشاركة المميزة والمنوعة في معرض المنتجات السورية في بلغاريا لأول مرة منذ22 عاماً.
اهتمام
من جانب آخر اكتفت الهند بالتمثيل الدبلوماسي بعد أن شاركت 16 شركة العام الماضي، أما التمثيل الروسي فيأتي عن طريق 16 شركة في مجالات الزراعة والحديد والمعادن والغذائيات والصناعات الخفيفة ومنتجات صناعة النفط والغاز والسكك الحديدية والطاقة، مبدين اهتمامهم بالمشاركة في إعادة الإعمار والدخول إلى السوق السورية تدريجياً، حيث أكد ممثل الجناح أن العام المقبل سيشهد الجناح دعماً من وزارة الصناعة والتجارة الروسية بحيث يكون التمثيل أكثر تنوعاً في جناح أكثر اتساعاً.