القطان : دعونا نفعل الاهم ، لنستمر وننتج فيقوى الاقتصاد ومعه الليره السورية .
دمشق – سيرياستيبس :
يتأكد للجميع أنّ الارتفاع الحاصل في الدولار أمام الليرة يخضع في جزء كبير منه إلى ممارسات وضغوط لايبدو المضاربون بعيدون عنها ، سواء داخل سورية أو في دول الجوار ، وتحديداً لبنان.. بعدما تبين أن ثمة ما يجري العمل عليه فعلا بأدوات لبنانية من أجل تجفيف الدولار من سورية وسحبه الى بلد مفلس ، يواجه أسوأ تصنيف ائتماني ، لبنان الذي فجأة صار قادراً على اعطاء فوائد على الدولار تصل الى 8 وحتى 14 % في بعض المصارف .
ويتأكد أيضا أن مواجهة هذا الارتفاع المتسارع في سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية بات يستحوذ على هاجس الكثيرين الذين يؤكدون ويتحسسون خطورة هذا الارتفاع على الاقتصاد و المواطن وكل شي .
بكل تأكيد ستكون هناك قرارات بهدف التعامل مع هذا الارتفاع . نؤكد أنّ هناك قرارات واجراءات ستفاجأ الجميع .
و يبدو واضحاً أن مكافحة التهريب و تعزيز الإنتاج و الاستثمار المحلي تشكل أدوات مهمة لدعم العملة المحلية وتقويتها ومنع تسرب الدولار خارج البلد .
رئيس غرفة تجارة ريف دمشق “وسيم القطان ” أكد في تصريح لسيرياستيبس : ضرور القيام بإجراءات كبيرة وغير مسبوقة لمواجهة ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة عبر حزمة متكاملة من الإجراءات ، أهمها على الإطلاق والأكثر استدامة : تعزيز وتنمية الاستثمار المحلي وزيادة القاعدة الإنتاجية وتشجيع القروض الإستثمارية والإنتاجية مهما صغر حجمها ، من أجل خلق قدرة على التوسع الأفقي في الإنتاج ، وتوليد فرص العمل وبالتالي تحسين دخل الأفراد وتشجيعهم على الأعمال الريادية التي يمكن أن تُهيئ الكثير منهم ليصبحوا رجال اعمال ناجحين ومؤثرين في عملية التنمية والنهوض الاقتصادي .
القطان قال : أن سورية على أعتاب قانون استثمار جديد ” عصري ومتطور ” وأتوقع أن يكون مغرياً للكثير من المستثمرين المحليين والعرب والأجانب ، للدخول الى سورية التي تصنف حاليا كواحدة من البلدان التي ستكون القبلة الأهم لرؤوس الأموال والمستثمرين , وهذا ما بدأنا نلمسه فعلا متوقعا عبر رغبة مستثمرين بإقامة استثمارات كبرى ومشاريع مهمة في سورية التي تشكل حاليا قبلة الاستثمار الأهم .
وقال في رده على سؤال : إنّ على كل رجال الأعمال السوريين التصدي معاً والتحالف في وجه ارتفاع سعر الصرف الذي لايخدم إلا المضاربين .. وحيث يعلم الجميع أنّه سيؤدي الى خسارة الجميع بشكل أو بآخر وخاصة المنتج والمستثمر .
ودعا القطان الى التمييز بين رجل الأعمال الحقيقي الذي يستثمر أمواله في البلد وبين المضاربين و المحتكرين ” وإن أخذ بعضهم صفة رجال الأعمال ” والذين ارتضوا أن يكونوا أدوات ضد عملة بلدهم ؟
مؤكداً على رجال الأعمال السوريين ضرورة التنبه إلى دورهم الوطني في حماية الليرة والاقتصاد ، وبالتالي بذل الجهود في سبيل حماية الليرة عبر محاربة المضاربة بها و توجيهها نحو الاستثمار في مشاريع جيدة للبلد وللمواطن، لأنّ مستقبل البلد في صناعته وزراعته وتجارته القائمة على العراقة .
القطان ، أكد إيمانه وقناعته كما الكثيرين : أنّ الدولة ستُحسن التعامل مع موضوع ارتفاع الدولار ولكن لابدّ لرجال الأعمال مستثمرين وصناعيين وتجار من امتلاك القدر الكافي من الإيمان بدولتهم , و القدر الكافي أيضاً من الشجاعة للاستثمار في مشاريع إنتاجية تنعكس على الاقتصاد الوطني إيجابا عبر توفير فرص العمل وتوفير السلع وتوسيع التصدير ، وكل هذا سيساعد في تحسين دورة الاقتصاد وسيرفع من مستوى معيشة الناس .
القطان شاطر الرأي رئيس غرقة صناعة حلب ورئيس اتحاد غرف الصناعة فارس الشهابي بأن سعر الصرف سيعاود الرجوع .
و قال : دولتنا قوية ولا أحد يعتقد أنّه يمكن الاستسلام لارتفاع سعر الصرف وكلنا يذكر كيف استطاعت السيطرة عليه و ترويضه في أحلك الظروف ، ورغم ارتفاعاته خلال ٨ سنوات من حرب عسكرية و اقتصادية تم افشال كل خطط رفعه ، وهذه المرة أيضاً لن تسمح له الدولة بخروج الأمور عن سيطرتها مهما كلف الأمر .
القطان توقع : أن يتم اتخاذ اجراءات سريعة و مهمة وقوية لمواجهة ارتفاع سعر الدولار .. مشيراً إلى أنّه رغم ضرورة اتخاذ خطوات سريعة على الأرض لردع المحتكرين والمضاربين ووقف تهريب الأموال وغيرها من الاجراءات التي يرى أنها يجب أن تكون قوية ورادعة , فإنّ العامل الأهم في تحسين وتقوية الليرة السورية ودعمها يكمن في الانتاج والتصدير , ما يؤكد أن انطلاق العجلة الانتاجية بشكل قوي سيكون العامل الحاسم والأهم في تحسن الليرة .
تأتي دعوة رئيس غرفة تجارة ريف دمشق الى تكثيف الاستثمار وتوجيه رؤوس الأموال نحو القطاعات الانتاجية في الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة عن أموال كبيرة موجودة في المصارف السورية جاهزة للاقراض وحيث هناك رغبة وتوجه لاقراضها في المشاريع الانتاجية والتي تتمتع بقيمة مضافة ويمكن أن تحدث تغييرا في توفر السلع في السوق المحلية و التصدير وبما ينعكس ايجابا على معيشة الناس ودخولهم .
وبالمحصلة لن يقوى الاقتصاد ولن تستعيد الليرة مكانتها الا بنشر الانتاج و توجيه الأموال نحو القطاعات الانتاجية ذات القيمة المضافة العالية ، وما أكثر فرصها في سورية .