بقلم صالح زكور – سلسلة مقالات اقتصادية
ولد مارسيل بك في ١٤ تموز عام ١٩١٤ م في مدينة «تورينو» الإيطالية، وفي الثامنة عشرة من عمره عمل في بيع المشاعل الكهربائية في أسواق باريس ، وبعد تخرجه من الجامعة عمل كمدير انتاج في شركة لبيع الأدوات المكتيبة ولكن لم يستمر فيه ، فعاد للجامعة ليكمل تعليمه ، ففي عام ١٩٣٩ حصل على شهادة في القانون وذلك في بداية الحرب العالمية الثانية فعمل في شركة فرنسية لبيع الأقلام ولكن الحرب أوقفت عمله في الشركة والتحق بالجيش ، انتهت الحرب وسط دمار هائل للقارة الاوربية وفرص عمل معدومة ووضع اقتصادي سيء جداً ، فأقدم مارسيل عام ١٩٤٤ على شراء مصنع قديم وشبه مدمر في ضواحي باريس ، وبدأ عمله التجاري فيه لتصنيع أجزاء الات الكتابة وتصنيع عبوات إعادة تعبئةالحبر للأقلام الجافة التي كانت باهظة الثمن وغير مضمونة ؛ مما دفع مارسيل للتفكير باختراع قلم يكتب به ثم يتم رميه ، واستطاع عام ١٩٤٨ من اختراع قلمه ، عرضه على العديد من شركات الاقلام العالمية ومن ضمنها شركة ووترمان الامريكية واكبر شركة بالعالم في ذلك الوقت ، لقد عرض عليها ان يقدم لهم اختراعه الجديد لقاء نسبة من المبيعات ( ولكن كما درجت العادة الشركات الكبرى تنظر لاصحاب الافكار التي تخالف افكارهم بنوع من التعالي والتكبر ، فكيف لشركة هي الاولى في العالم لصناعة الاقلام وارباحها الاكبر كيف تقبل بفكرة ستقلب اعمالهم ١٨٠ درجة وتتحول الشركة من تصنيع القلم الذي يحتاج لكبسولات حبر الى قلم جاف يستعمل لفترة ثم يرمى ، طبعاً ليست صدفة أن من رفضوا فكرته ، هو من سيستحوذ ويمتلك شركة ووترمان بعد عشر سنوات ) ، لقد استطاع مارسيل عام ١٩٥٠ ان يطلق العلامة التجارية بيك كرستال كقلم جاف رخيص الثمن وفي عام ١٩٥٣ قام بتأسيس شركة بيك لتصنيع وتوزيع أقلام الحبرالجاف ، وخلال ثلاث سنوات وصلت مبيعاته الى ربع مليون قلم يومياً واستحوذ على العديد من الاسواق ومن ضمنها اسواق الولايات المتحدة الامريكية ، ثم انتقل في عام ١٩٧٣ الى صناعة الولاعات ( القداحات ) ومعتمداً على مبدأ تطوير المنتج عالي الاستهلاك من منتج غالي وبحاجة الى اعادة ملىء الغاز وتبديل الحجر الى ولاعة جديدة بسعر منخفض وترمى بعد الاستخدام ، حقق نجاحاً كبيراً وغزا اسواق العالم بولاعته ( كليك بك ) ، ثم دخل منافساً قوياً لسوق شفرات الحلاقة وبنفس الاستراتيجية ، استعمال ثم رمي وباقل الاسعار ( شفرات بك ) واستطاع منافسة عملاق الشركات في حينه شركة جيليت ، كان مهوساً برياضة القوارب الشراعية ، توفي مارسيل بيك في ٣٠-٥-١٩٩٤م عن عمر ٧٩ عاماً تاركاً لابنه برونو بيك شركة تقدر بعشرة مليارات من الدولارات وفي عام ٢٠١٨م تقاعد برونو ليخلفه ابنه جونزاليف …..
لقد كان لدى مارسيل فكرة ( منتج رخيص واستخدام لمرة واحدة ) حارب وضحى لاجلها وانتصر اخيراً ، في حين ان الشركات الكبرى لم تراعي تغيرات واحتياجات السوق والقوة الشرائية بعد الحرب العالمية الثانية وتمترست خلف افكارها القديمة فتقلصت او انتهت ، واليوم انتشرت المنتجات التي تستخدم لمرة واحدة وبطريقة سهلة جدا واصبحت هذه المنتجات تشكل اكثر من ٩٠٪ من الكميات المصنعة ؟؟؟؟؟
شاهد أيضاً
الموافقة على إدراج بعض الأنشطة الزراعية ضمن أحكام قانون الاستثمار
استعرض المجلس الأعلى للاستثمار خلال اجتماعه اليوم برئاسة المهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء واقع …