سينسيريا-سحر عويضة
في الوقت الذي يتداول فيه كثيرون أخباراً عن القاء الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة لبعض المسؤولين السابقين أو لرجال أعمال، وفي الوقت الذي تنتشر فيه معلومات عن وجود عمليات فساد أدت لاختلاس أو هدر في المال العام تقدر قيمتها بمئات المليارات من الليرات في الوقت نفسه فإن مايهم المواطن يتمثل بجزئيتين:
الجزئية الأولى أن لاتكون تلك الأخبار عبارة عن استعراض أو (بروبغندا ) لمحاربة الفساد والإصلاح الإداري دون أن يكون هناك محاسبة حقيقية ودون أن يكون هناك استرداد لهذه الأموال حيث ينتظر المواطن معرفة الخطوات اللاحقة لإلقاء الحجز وبالتالي إطلاعه على نتائج هذه التحقيقات لطالما أن شيئاً لم يعد مخفياً بخصوص ماهية الأشخاص الذين تم إلقاء الحجز الإحتياطي على أموالهم .
النقطة الثانية وهي أكثر أهمية بالنسبة للمواطن تتمثل في لمس آثار ايجابية كنتيجة لاسترداد الأموال المنهوبة بحيث تنعكس هذه الآثار أولاً على المستوى المتردي لدخل المواطن وبحيث ينتج عن هذه القرارات اختفاء تدريجي لمظاهر الفساد المستشري في العديد من المؤسسات الحكومية وشركاتها .
لاشك أن معركة محاربة الفساد طويلة جدا وهي ذات فصول متلاحقة ولاشك أن مابدأته الجهات المختصة لناحية الكشف عن بعض الفاسدين مسألة أثلجت صدور الكثيرين ولكن حتى نكون واقعيين فإن الأهم يتمثل فيما هو قادم سواء لناحية الاستمرار في هذه المعركة أو لناحية استعادة حق الدولة والشعب في المال العام الذي تم نهبه خلال سنوات سابقة .
باختصار مانريد قوله: أن عملية محاربة الفساد حتى اللحظة لاتعدو عن كونها استعراض وستصبح حقيقية في حال استمرارها وانعكاسها ايجاباً على المواطن دون أن يتم الإعراض عن ذلك .