اقتصادنا موقع اقتصادي شامل لرجال الأعمال و المستثمرين العرب
محمد أحمد حاج محمود
كلنا نذكر الاجتماع الذي عقد في فندق شيراتون دمشق و ضم فعاليات اقتصادية و أقطاب المال و التجارة و الصناعة السورية مع البنك المركزي السوري كان هذا الحدث العظيم يوم السبت الموافق 28/ 9/ 2019.
خرج الاجتماع بفرقعات إعلامية إعلانية عن عشرات ملايين (أو مئات ملايين) الدولار التي ستُضَخ من قبل هذه الأسماء الوطنية (هذه التسمية المحببة عندهم)…
لمعرفتي الضمنية بالقائمين على الاقتصاد السوري الخاص و الحكومي فقد قرعت في رأسي أجراس الشك و انتابني نوع من الخوف على عزيزتنا الليرة السورية التي هي وسيلة تعامل 95% و أكثر قليلا من مواطني الجمهورية العربية السورية..
طرحت على نفسي عدة أسئلة لم أجد لها إجابة:
* أحدهم صرّح بأنه سيودع في البنك عشرة مليون دولار (أين كان هذا المبلغ؟ إن كان أصلا في حسابه في البنك التجاري السوري فهو قد ساهم مُسبقا في دعم الليرة! فهل التصريح للاستهلاك الإعلامي!! إن لم يكن في حسابه البنكي فأين هو؟ “تحت أي بلاطة!!”)
* كل بنوك العالم (التعامل الداخلي بين البنك المركزي مع البنوك المحلية) تتعامل وفق مؤشر السايبور “Saibor” (عمليات التمويل اليومي بين البنوك) و الريبو “Repo” (اتفاقية إعادة الشراء للعملات بين البنوك).
هل هذا الشيء معمول به في سوريا؟ (ليس لدي فكرة و لكن لا أعتقد رغم أنه حالة بنكية مالية اقتصادية صحيّة تماما).
* هل يستفيد المواطن من نتائج هذا الاجتماع و الزخم “الوهم” الإعلامي الإعلاني الذي سبقه و رافقه و استمر بشكل أقوى بعده ليومين ثلاث؟ “قناعتي لا يوجد أي فائدة ملموسة على أرض الواقع”.
* هل ما يحدث في سوريا هو ارتفاع لسعر الدولار مقابل الليرة السورية؟ “للأسف الشديد ما يحدث هو انهيار الليرة السورية مقابل سلّة العملات”.
*••*هل تحالف الشر الصهيو أمريكي تركي عرباني عربي له يد في ذلك؟ نعم بنسبة بسيطة وجهة نظري الشخصية (ك مراقب من بعيد و لي من الخبرة والعلاقات و الاطلاع ما يعطيني الحق النفسي أن أعبر عن رأيي و أطرحه).
*••* إذا من المسبب لهذه الحالة الغير صحيّة للعملة الوطنية “ليرتنا هي اقتصاد الفقراء” (سأستعير صوت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي و أقوال: “ليرتنا هي اقتصاد الغلابة هي رغيف العيش بتاعهم”).
التساؤلين الأخيرين لهما عندي رأي و إجابة مفصّلة (إجابة تحليلية استقرائية لآخر خمس سنوات من عمر الليرة السورية) في منشور لاحق بإذن الله.
بعد ذلك الاجتماع الاقتصادي التفاعلي و بعد مجموع الهواجس التي شغلت تفكيري قررت متابعة حركة انهيار الليرة السورية بشكل يومي فكان على النحو التالي:
التاريخ 28/ 9/ 2019 (1 دولار = 633 ليرة)
التاريخ 29/ 9/ 2019 (1 دولار = 640 ليرة)
التاريخ 30/ 9/ 2019 الساعة الواحدة ظهرا (1 دولار = 640 ليرة) الساعة العشرة و النصف ليلا (1 دولار = 640 ليرة).
التاريخ 1/ 10/ 2019 الساعة الواحدة ظهرا (1دولار = 640 ليرة) الساعة الثامنة و النصف مساء (1 دولار = 638 ليرة)
الله يستر من سعر الغد
التاريخ 2/ 10/ 2019 الساعة الواحدة ظهرا (1دولار = 641 ليرة) الساعة العاشرة و الربع مساء (1 دولار = 643 ليرة).
توقعي غدا تذبذب
التاريخ 3/ 10/ 2019 الساعة العاشرة صباحا (1 دولار = 645 ليرة) الساعة الثانية ظهرا
(1دولار = 644 ليرة) الساعة التاسعة و الربع مساء (1دولار =643 ليرة)
التاريخ الجمعة في 4/ 10/ 2019 الساعة الثانية ظهرا (1 دولار = 643) اليوم جمعة الساعة الثامنة و الربع مساء ما زال (1 دولار = 643 ليرة).
التاريخ السبت 5/ 10/ 2019 الساعة الواحدة و النصف ظهرا (1دولار = 645 ليرة) الساعة السادسة و النصف مساء (1 دولار = 648 ليرة) لسه اليوم سبت.
التاريخ 6/ 10/ 2019 ذكرى حرب تشرين المجيدة (عطلة رسمية) أراقب سعر الدولار من الصباح (1 دولار = 748 ليرة) حتى الساعة الرابعة عصرا.. الساعة السادسة مساء (1 دولار= 647 ليرة).
هامش: كانت متابعتي لسعر العملة من خلال * أربعة مواقع عملات معتمدة.
* من خلال ويسترن يونيون (في السعودية الامارات أمريكا و تركيا مع ملاحظة أنّ أسعار التحويل تكون أقل من سعر السوق السوداء قليلا فروقات ربحية يضيفونها على رسوم التحويل المقطوعة و هذه الأسعار لتسليم المستفيد في سوريا بالليرة السورية).
* من خلال تجار يستلمون من المحوّل في (السعودية، الإمارات، تركيا) و يسلّمون في سوريا المستفيد بالليرة وفق الأسعار المذكورة أعلاه بشكل يومي (يأخذون الرسوم من المحوّل و هي نسبة بسيطة جدا). “هذه الطريقة لها إيجابيات و لها سلبيات على الاقتصاد و على الأفراد و لكن من وجهة نظري (و بسبب الحصار الجائر على البنوك و التحويلات إلى و من سوريا) الإيجابيات هي الأكثر”.
بالمحصلة الفساد في سوريا هو الغالب و المسيطر و الأسماء الوطنية من التجار و أصحاب رؤوس الأموال هم السوس الذي ينخر الاقتصاد السوري و هم دود الخلّ و هم البلاء.
