الأحد 13-10-2019
د. حيان سلمان:
أقصد بالجزيرة السوريّة كلاً من محافظات (دير الزور والحسكة والرقة) وهي قلب سورية، وهذه المنطقة تعدّ من أهم المناطق السوريّة وعلى كل المستويات التاريخية والاقتصادية والجغرافية والأثرية والمجتمعية، والانتماء السوري والعربي فيها فوق أي انتماء آخر، وتبلغ مساحتها /7600/ ألف هكتار تشكل من مساحة سورية البالغة /18518/ هكتار نسبة أكثر من /41%/ من مساحة سورية، وهي مركز الثروة السورية وخزان مواردها الاقتصادية، فمثلاً تبلغ مساحة الأرض القابلة للزراعة في الجزيرة السورية /2586/ هكتار تشكل من إجمالي الأرض القابلة للزراعة في سورية والبالغة /5679/ هكتار نسبة /45.6%/ وهي سلة الغذاء السوري، ومن جهة أخرى يوجد أكثر من /90%/ من النفط وأكثر من /45%/ من الغاز ومن موارد أخرى مثل القطن والشعير والعدس والثروة الحيوانية والمائية…الخ، وقد كانت هذه المنطقة هدفاً لكل الحركات الاستعمارية القديمة والجديدة، ومنها الاستعمار العثماني القديم منذ القرن السادس عشر والاستعمار الفرنسي منذ سنة 1920 والاستعمار العثماني الجديد بالقيادة الأردوغانية وحزب العدالة والتنمية الإخواني والحركات الانفصالية المدعومة غربياً وأمريكياً والقوى الإرهابية من «داعش والنصرة»…الخ، وهذا يفسر إجراءات السرقة والتدمير والحرق (الممنهج) لمواسمها الأساسية من القمح والشعير والعدس والشوندر التي تجاوزت مساحتها الـ/150/ ألف دونم في (القحطانية وتل حميس واليعربية وتل براك والدرباسية وحقول الرميلان والسويدية والشدادي والجبسة والهول واليوسفي وتل أبيض والقامشلي والطبقة وعين العرب وتل تمر ودير الزور والجزرات وجروان وزغير والصور ومحيميدة والصالحية وحقول العمر والتنك والجفرة وكون يكو والتيم والخراطة، وسدود مائية مثل سد الفرات والبعث والطبقة، وأنهار مثل دجلة والفرات والخابور والزركان الصغير والكبير والجغجغ والجراح والثرثار والرد ودورين وخنيس، وعدد من الوديان مثل وادي المرج الأخضر ومعمشور وعدد من البحيرات والقنوات..الخ)، والأهم من كل هذا تهجير سكانها الأصليين وتغيير معالمها الديموغرافية والجغرافية، وحالياً، ومن هذه المنطقة تقرع طبول حرب كبيرة من جراء العدوان التركي عليها، وخاصة أن طول الحدود السورية مع تركيا يبلغ /845/ كيلومتراً، وتشكل نسبة أكبر من /35%/ من مجموع الحدود السورية مع دول الجوار البالغ طولها /2413/ كيلومتراً.
وتؤكد الوقائع الحالية أن (الحلم التركي العثماني الاستعماري) بدأ يراود القيادة التركية الحالية، وهي تسعى لعرقلة عمل لجنة مناقشة الدستور الموافق عليها من المجتمع الأممي والدول الضامنة لمسار أستانا ومنها تركيا، وهذا يعبّر عن النفاق والكذب التركي، ويذكّرنا بما فعلته تركيا في قبرص وشمال العراق، ورغبة الاستعمار التركي في الاستثمار في الإرهاب في الجزيرة السورية، ويؤكد تجاوز (أردوغان) كل المواثيق الموقعة معها ومنها اتفاقية (أضنة) الموقعة سنة 1998 التي تضمن الأمن لتركيا، ولكن تركيا لها أطماع توسعية وبالتنسيق مع التحالف الصهيو-أمريكي ولا تتوقف عند الحدود السورية، بل تمتد لتشمل العراق الشقيق ولاسيما محافظات (الموصل وداهوك وأربيل والسليمانية وكركوك وصلاح الدين…الخ)، ومن ثم عدّ هذه المناطق نقطة انطلاق للسيطرة على المنطقة العربية بأكملها، وهذا حلم عثماني قديم تكلم به الإرهابي (أردوغان) في الكثير من المناسبات، فالموضوع إذاً لايتوقف عند الجزيرة السورية وسورية والعراق، وقد سمعنا تنديداً عربياً ضد هذا العدوان، فهل يتحوّل هذا التنديد إلى واقع عملي!، وتعود جامعة الدول العربية إلى سورية؟!، وتتحقق الصرخة التي أطلقها الشاعر السوري العربي الكبير (بدوي الجبل) عندما قال: ما للسفينة لم ترفع مراسيها ألم تهيئ لها الأقدار ربانا
شقي العواصف والظلماء جارية باسم الجزيرة مجرانا ومرسانا
ضمي الأعاريب من بدو ومن حضر إني لألمح خلف الغيم طوفانا
فهل تتحرك السفينة العربية وسفينة محور المقاومة ومكافحة الإرهاب والدولتان الأساسيتان الضامنتان لمسار أستانا أي (روسيا وإيران) ويتم وضع حد للاحتلال التركي لأراض سورية، والذي يهدد السلم والأمن العالمي، أم الصمت العالمي سيدخلنا في أتون مقدمات حرب عالمية ثالثة؟!.
جريدة تشرين .
شاهد أيضاً
الموافقة على إدراج بعض الأنشطة الزراعية ضمن أحكام قانون الاستثمار
استعرض المجلس الأعلى للاستثمار خلال اجتماعه اليوم برئاسة المهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء واقع …