السويداء ـ سانا .
نجح برنامج (مشروعي) للمشروعات متناهية الصغر الممول من الأمانة السورية للتنمية باستهداف معظم قرى محافظة السويداء من خلال 126 صندوقاً تنموياً استفاد منها حتى الآن أكثر من 23 ألف شخص بسلف تعليمية وتشغيلية وفق القائمين عليه.
أفكار ومشروعات كثيرة دعمتها صناديق مشروعي بسلف مالية صغيرة لانطلاقها أو تطويرها كما يوضح منسق برنامج مشروعي في الأمانة السورية للتنمية بالسويداء سعيد كحل لمراسل سانا مبيناً أن هذه المشروعات أسهمت بتأمين فرص عمل للقائمين عليها وتلبية احتياجات فعلية بمناطقها من خلال توفير منتجات وخدمات متنوعة تؤمن الاكتفاء الذاتي والاستقرار للمستفيدين.
ويلفت مدير مكتب التنمية المحلية بالمحافظة عماد عز الدين إلى الأثر الإيجابي للسلف المقدمة من برنامج مشروعي لدى المجتمع المحلي ما أسهم بتنشيط وتوسيع العمل التنموي والإنتاج المحلي المتماشي وطبيعة البيئة الريفية ومقوماتها مؤمناً الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لأسر وقرى كثيرة بالمحافظة.
قرى عديدة حققت قفزة تنموية بعد نجاح تجربة المشروعات متناهية الصغر فيها كقرية شنيرة بعد وصول عدد المستفيدين فيها منذ تأسيس صندوق مشروعي قبل نحو 7 سنوات إلى نحو 248 بين سلف تعليمية وتشغيلية كما يوضح محاسب صندوق مشروعي فيها تحسين الحجار مبيناً أن المشروعات تراوحت بين زراعية للخضار وتربية ثروة حيوانية ويدوية منزلية وأخرى حرفية كالحدادة والحلاقة ومشروعات متممة كتصنيع الحليب ومشتقاته فضلاً عن دعم أو فتح محال تجارية صغيرة للسمانة والمخللات والألبسة وغيرها.
ويوضح الحجار أن المشروعات وفرت فرص عمل موسمية لكثير من الشبان وعززت حالة استقرار الناس بأرضهم منطلقين من حالة الجدية في العمل والاهتمام بمشروعاتهم التي حققت مردودا جيداً واكتفاء مع تسويق الفائض وتضاعف عدد الثروة الحيوانية بالقرية ولا سيما الأبقار وهو ما سمح للمربين ببيع عدد من قطعانهم وشراء آليات زراعية كجرارات وحصادات ساعدت في تطور نشاطهم وتحسين أوضاعهم.
ورد الشوفي إحدى نساء القرية التي نجحت مع زوجها بتأسيس مشروع تربية أبقار بينت أنها حقق مردودية عالية بعد أن استفادت من سلفة صندوق مشروعي عام 2012 لشراء رأس واحد ليتضاعف عدد القطيع لديهما إلى 13 رأساً حالياً ضمن مزرعة نظامية ليمكنهما إنتاج المشروع من شراء أغنام تضاعف عددها إلى 35 رأساً فضلاً عن شراء سيارة وقطعة أرض وتوسيع مسكنهم وتحسين وضعهم المعيشي.
ولفتت صابرينا الشوفي إلى تأسيسها مشروعاً لتصنيع مشتقات الحليب بمنزلها بالاستفادة من سلفة صغيرة من صندوق مشروعي حيث تمكنت مع زوجها من تطوير العمل وتحقيق عائد جيد ليصبح لديهما بقرة حلوب ومحل لبيع ما ينتجانه من ألبان وأجبان وسمون ومواد غذائية أخرى.
تجارب كثيرة نجحت في عدة قرى مع ظهور مشروعات صغيرة جرى دعمها بصيغة تشاركية بين عدة أشخاص كما هو الحال مع مشروع معصرة لإنتاج دبس العنب والتفاح وخله في قرية مفعلة كما يشير الشاب يامن غانم الذي تقدم مع أربعة من رفاقه بفكرة المشروع ولاقت دعماً واستحساناً كونه يسهم بتصريف بعض إنتاج المزارعين لينطلق العمل به قبل نحو عامين مع تحقيق نتيجة جيدة وتوفير فرصتي عمل موسمية لشابين آخرين مع السعي لتطوير العمل والاتجاه نحو التعليب وإيجاد منافذ تسويق.
وأثمرت تجربة تشاركية أخرى بإنشاء مسمكة في قرية أبو زريق هي الأولى من نوعها بالمحافظة كما يلفت صاحب الفكرة أسعد أبو مغضب مبيناً أن المشروع ما زال في بداياته وبحاجة لبعض المستلزمات مع دخوله مرحلة البيع بشكل محدود.
ويشير المهندس عمر سعيد من قرية الحريسة إلى استفادته من سلفة مشروعي لدعم مشروعه حول الزراعة العضوية للنباتات الطبية والخضار والأشجار الحراجية والمثمرة الذي لم يكتمل بعد بصيغته النهائية حيث استثمر حالياً نحو أربعة دونمات من أصل 15 دونماً ينوي التوسع بها مع بدئه بإنتاج زعتر المائدة ورب البندورة وبيع أوراق النباتات الطبية المجففة.
غسان خيو