صالح زكور
خبير مبيعات وتسويق .
ماحدث عام ٢٠٠٨ من انهيار للاقتصاد العالمي هو بمثابة بروفه لما هو قادم ، فجميع المؤشرات تدل على انهيار اقتصادي وشيك ، إن الارتفاع الحاد للاسعار عالميا والركود الاقتصادي الغير مسبوق ، سيؤدي لإندثار الشريحة الاكبر من المستهلكين ، والتي تشكل اكثر من ٧٥٪ من القوة الشرائية وتستحوذ منتجاتها على ٨٥٪ من فرص العمل العالمية ، إن انهيار هذه الشريحة سيؤدي لارتفاع حاد في معدلات البطالة نتيجة لإغلاق عشرات الاف المعامل الكبرى والشركات العالمية ، ففي علم المبيعات يقسَّم السوق المستهدف الى مستويات او شرائح ، واكثر شريحة مستهلكة للمنتجات هي الشريحة الوسطى وتقسم هذه الشريحة الى ثلاث مستويات ، الاقوى والاكثر استهلاكاً فيها هو الثلث الادنى والاقل دخلاً ، فهو يتسم بكثرة العدد ( يشكل ٥٠٪ من القوة الشرائية العالمية ) ويستهلك بكامل دخله اليومي ، هو هدف دائم لاغلب الدول الصناعية والشركات العالمية ، ولاتتواني هذه الدول من خوض الحروب للاستحواذ على هذه الاسواق ، فهي تستهدفه باقل جودة للمنتج وبتكلفه منخفضة دعائياً وارباح كبيرة جداً ، هذه الشريحة اليوم تتعرض لخطر كبير نتيجة الارتفاع الحاد للاسعار وبالتالي سيؤدي لانخفاض كبير جداً لقوته الشرائية ، فجميع المؤشرات تتجه لانكماش حاد في الاقتصاد العالمي .
بعض الامثلة لهذا العام والتي تشكل مؤشر للتوقعات : انخفض ناتج التصنيع في الصين هذا العام بنسبة ٤،٨٪، أي إلى أقل معدلاته منذ ١٧ عاماً.وتراجع الاقتصاد الألماني بنسبة ٠،٢٪ في الربع الثاني من العام الجاري، وهو الحال ذاته في بريطانيا.ايضاً البنك الألماني (Deutsche Bank) أعلن في شهر تموز الماضي عن تسريح ١٨ ألف موظف في مختلف فروعه حول العالم.و العديد من السلاسل التجارية الأمريكية الفارهة والعادية منها أغلقت فروعها ، وكذلك شركة السيارات اليابانية العملاقة نيسان استغنت عن ١٢٥٠٠ وظيفة في جميع أنحاء العالم.و شركة فورد أعلنت في يونيو/حزيران أنها ستخفض بمقدار ١٢ ألف عامل في أوروبا قبل نهاية ٢٠٢٠ ، وهناك توجه كبير من قبل البنوك المركزية لشراء الذهب، وهو مؤشر على قلق هذه البنوك من المستقبل، فالأوراق النقدية المطبوعة في السوق أكبر بكثير من القيمة الحقيقية لها، ومع استمرار طباعة العملة، وتكدس البضائع (الإنتاج أكبر من طلب السوق) وارتفاع أسعار الأسهم دون ارتفاع موازٍ في الإنتاج أو البيع وأرباح الشركات، كل هذا يعني أننا مقبلون على فقاعة مالية نووية.
ملاحظة : الموضوع لايخص بلد بعينه ، بل جميع دول العالم ، والغلاء يجتاح ايضاً الدول الغنية والتي تتصف بالاستقرار ، فمؤشر الغلاء لايستثني احد، وهو نتيجة حتمية للحرب الاقتصادية القائمة بين الولايات المتحدة الامريكية والصين ونتيجة لعدم الاستقرار في العديد من دول العالم ، اليوم نحن نعيش مخاض ولادة قوى عالمية جديدة ، ترى هل نحن مقبلين على انهيار اقتصادي عالمي ؟؟؟؟؟
شاهد أيضاً
الموافقة على إدراج بعض الأنشطة الزراعية ضمن أحكام قانون الاستثمار
استعرض المجلس الأعلى للاستثمار خلال اجتماعه اليوم برئاسة المهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء واقع …