الدكتور سعد بساطة .
مع أني لا أؤيد الكثير من آرائه الا ان هذه المقالة موفق بها:
كتب عمرو سالم:
قانون قيصر!
عام 2003 كنت أعيش مع عائلتي في الولايات المتّحدة، وكنت أريد أن أرسل مخطّط بيت كنا نريد شراءه من سياتل إلى دمشق، فاعتذرت شركة DHL و FEDEX وغيرها عن إرساله إلى سوريّة بحجّة العقوبات …
وأرسلت بطاقات معايدة إلى أصدقائي ممّن كانوا وزراء، فحصل نفس الأمر!
العقوبات ليست جديدة!
لا يجوز الاستخفاف بقانون قيصر ولا يجوز الرعب منه وتحميله أكثر ممّا يحمل …
ولا يجب أن ينسى أحدٌ أن العقوبات على سوريّة موجودة منذ ثمانينيّات القرن الماضي فقد كانت كلّ التكنولوجية ممنوعة على سوريّة بعقوبات. ومحطّات توليد الكهرباء ممنوعة وقطع تبديل الطيّارات ممنوعة. كلّ هذا كان قبل 2011!!!
وبعد 2011 أصدرت الحكومات الأمريكيّة المتعاقبة مجموعةٌ من العقوبات الجائرة …
وللحقيقية نستطيع القول أنّ أغلب ما هو موجود في قانون قيصر كان موجوداً ومطبّقاً في تلك العقوبات المختلفة قبل هذا القانون …
ولذلك فإنّ القانون لا يضيف إلّا شيئاً قليلاً على ما كان مطبّقاً علينا …
ولا بدّ من القول، بأنّ كلّ سوريٍّ سعى أو فرح بهذا القانون أو بالعقوبات التي سبقته هو خائن خيانةٌ عظمى لأنّ جميع هذه العقوبات موجّهة للشّعب السّوري بلا تمييز ولا استثناء وتمسّ معيشته ودفأه وحياته وغذاءه وتعليمه وتطوّره!
وأهمّ ما يجب إدراكه من قبل الوزارات المختلفة أن إيجاد طرقٍ تلتفّ على العقوبات هو فرضٌ على كلّ إنسان مسؤول…
وإنّ خنق العمل في سوريّة مهما كان هدفه نبيلاً، فهو في الحقيقة يزيد من تلك العقوبات ومن أثرها …
تستطيع الولايات المتّحدة ملاحقة وفرض عقوباتٍ على عشرة أو مئة رجل أعمال كبير كما فعلت وتفعل. لكن، إذا فتحت الوزارات الاقتصاديّة باب العمل وسهّلت عمل جميع الصّناعيّين والتجّار والمزارعين بغضّ النظر عن حجمهم، فإنّ الولايات المتّحدة وكلّ العالم سيعجز عن ملاحقة وتتبّع عشرات آلاف رجال الأعمال الصغار والمتوسطين والكبار …
وبدلاً من فرض مؤونة مقدارها 40% مثلاً، بحجّة كشف التاجر الوهمي من الحقيقي، يجب أن نشجّع ونسمح للشّخص الذي يملك حتّى ألف دولار أن يقوم بالتصدير والاستيراد والعمل في سوريّة …
من كان يذكر القرار القديم الّذي فرضته حكومة الكسم والذي بمنع بيع الهاتف الأرضي ومنع فراغ السيّارات، وكيف أنّ النّاس أصبحوا يتزوجون زواجاً وهميّاً لكي يفرغوا السيّارات، يعلم تماماً أنّ الشّعب السوري والّذي يعمل بالتّجارة وأدار أكبر تجارة عالميّةٍ في التّاريخ أيّام الفينيقيين، هذا الشّعب اكتسب مهارات العمل الحرّ في جيناته ولا يستطيع إيقافه أحد في العالم!
فلنشرك صناعيّينا وتجّارنا كباراً وصغاراً في فتح السدّ الّذي وضعته تلك العقوبات …
قيصر هو مصوّر سوريّ خائن أسمي القانون باسمه!
لكنّ بلدنا دولة صغيرة جغرافيّاً، كانت دولة عظمى في يومٍ من الأيّام ولن تركع هي وعاصمتها الشّام ومكانتها رسمها الله ولن يستطيع تغييرها بشر…
يا أعضاء الفريق الاقتصادي، لا تطبّقوا العقوبات ولا تساعدوها وافتحوا الأبواب!
لا تساعدوا العقوبات!
عمرو سالم