وصف أسعد وردة مدير عام المؤسسة العامة للصناعات الهندسية ، ما حققته الشركات التابعة للمؤسسة من أرباح خلال العام الحالي 2019 بأنه ” معجزة”.
ووضع وردة مؤسسته في مقدمة المؤسسات الصناعية من حيث الأرباح؛ معتبراً أنه وعلى الرغم من أن ما بين 100-80% من مدخلات الإنتاج (المواد الاولية) هي مدخلات مستوردة، “وفي ظل تقلب سعر الصرف..، ووجود شيئ من اللصوصية..، أن تحقيق الربح هو بحد ذاته معجز”.
إحدى عشرة شركة متنوعة الاختصاصات والمنتجات، موزعة في معظم المحافظات، تتبع حالياً للمؤسسة العامة للصناعات الهندسية، التي حددت رؤيتها بأن تكون تنمية الصناعات الهندسية هي قاطرة التنمية الاقتصادية لتلبية الطلب المحلي ودعم نمو الصادرات.
أما رسالتها فتتمثل بالعمل على توفير المناخ الملائم للنمو الاقتصادي من خلال تعزيز التنافسية والتنوع والمعرفة والابتكار في مجال الصناعات الهندسية.
ما تقدم هي عناوين للأهداف الاستراتيجية التي تطمح المؤسسة لتحقيقها، وهي تحسين أداء الشركات التابعة لها، وزيادة معدلات التنفيذ للخطط الإنتاجية وتأمين احتياجات كافة الجهات والمواطنين في مجال الصناعات الهندسية من خلال إقامة مشاريع جديدة تخدم هذا الغرض.
استهلال قادنا لسؤال المهندس أسعد وردة المدير العام للمؤسسة: إلى أي حد استطاعت المؤسسة تحقيق ما حددته من رؤية و رسالة وأهداف، فكان الرد بالنتائج الرقمية..، وتحديداً الخاصة بالأرباح المحققة خلال الـ11 شهراً الماضية من هذا العام الذي يطوي أيامه الأخيرة.
مباشرة ودون مقدمات.. كشف وردة لـ”البعث”، عن تحقيق المؤسسة صافي أرباح أكثر من 8 مليارات خلال 2019 ( بلغ مجموع الأرباح المتوقعة 8053728 ليرة، مقابل مجموع الخسارة المتوقعة البالغ 33.458 مليون ليرة ).
عصي وعجلات..!
وفي مقاربة لافتة لا تخلو من الدلالات لقضية الربحية، أوضح وردة: ما فائدة أن أبيع بـ 100 مليار ليرة..، وأربح فقط ملياراً أو أكون خاسراً..!؟ وردة كان صريحاً، مؤكداً أنهم يعملون على كسر هذه المعادلة والخروج من حلقتها بالرغم من وضع العصي بالعجلات..!!!
لا أقبل..؟
تناوله للربحية والأرباح قادنا للسؤال بشيء من التفصيل حول واقع الشركات من حيث الربح والخسارة..، فأكد وردة أنه كمدير لهذا القطاع وكإدارة، لا يقبل إلا أن يكون أولاً..، وهذا كلام والذي نسمعه للمرة الأولى من مدير..، لا شك أثلج صدورنا، خاصة أن ما كشفه يدعو للتفاؤل بوجود مثل هذا النهج الإداري في قطاعنا الصناعي العام، الطامح للريادة بقطاع هام عبر المنافسة بالعمل والإنتاج والأرباح وليس بأشياء وأمور أخرى…
رهان في محله
ولعل ما سبق لم يكن ادعاء بل إن استعراض الرجل لأرباح الشركات التابعة لمؤسسته، يؤكد أن هناك قراراً للنهوض بقطاع “الهندسية” وتطويره ليكون فعلاً قاطرة النمو لقطاعنا الصناعي العام..، فتحقيق 9 شركات للأرباح بالرغم مما كشفه ورد تلميحاً..، من أصل 11 شركة، يدلل أن شركاتنا العامة باستطاعتها تحقيق الكثير إذا ما أعطيت احتياجها وأدواتها اللازمة لتكون رافعة اقتصادية بكل معنى الكلمة..؛ ما يمكنها من تعظيم مساهمة الصناعة العامة بالناتج المحلى الإجمالي، ويجعلها الفاعل الأول في عملية إعادة الإعمار.
شركات قادرة.. لكن..؟!
وبعرض لأرباح الشركات الـ9 خلال الـ11 شهراً الماضية، نجد أن كلاً من “كبلات دمشق” حققت ربحاً صافياً قدره 3.280 مليار ليرة، و”حديد حماة” 2.750 مليار ليرة، و”كبلات حلب” 844.020 مليون ليرة، و”الإنشاءات المعدنية والصناعات الميكانيكية” 550 مليوناً، و”تصنيع وتوزيع الآليات الزراعية” 469.333 مليوناً، و”بطاريات حلب” 82.500 مليوناً، و”سيرونكس” 66 مليوناً، و” الكبريت” 6.875 ملايين، و”التحويلية” 5 ملايين؛ بينما لم تسجل سوى شركتين خسارة، وهما “أخشاب اللاذقية” 458 مليوناً و”بردى” 33 مليوناً.
وبرأينا أن هاتين الشركتين لو أتيح لهما تأمين متطلباتهما.. لكانتا من أهم الشركات الرابحة في الهندسية، خاصة أن ما يدعى من أسباب موضوعية تحول دون ذلك..، لهي أسباب واهية وإن كان فيها شيئ من الصحة.. إلا أنه مفتعل..!؟
سين الاستراتيجي…!؟
وحول استراتيجية المؤسسة للشركات المتعثرة في العام 2020، نجد أن هناك مناقلة للطروحات التي أعلن عنها في أعوام سابقة، ومنها طرح شركة أخشاب اللاذقية للاستثمار أو التشاركية، بينما نرى في تحويل “الكبريت” لنشاط اقتصادي آخر، مجدياً من الناحية والجدوى الاقتصادية كمشروع إحداث شركة للطاقات المتجددة لتصنيع اللواقط الكهروضوئية والسخانات الشمسية وغيرها..، نجده يستحق ويقتضي من الحكومة السرعة في تحقيق ذلك كون هذه الصناعة تعد في خانة الاستراتيجية وعالية التقنية وهذا ما يجب دعمه؛ وكذلك الأمر بالنسبة لـ”بردى” التي نجزم بأنها فشلت بشكل متعمد ومنذ ما قبل الأزمة ليحل محل منتجاتها الشهيرة والرائدة منتجات العديد من الشركات الخاصة النظيرة..!، كما ونرى أن تطوير وتوسيع منتجات شركة تصنيع وتوزيع الآليات الزراعية عبر إنشاء خط كامل لتصنيع الجرارات الزراعية وملحقات هذه..، من خلال شريك استراتيجي، فيه شي من العرقلة والإبهام حيث لا زلنا نبحث عن الشركاء..، دون أن نسأل لماذا لم نجدهم بعد..!؟؛ وكذلك متابعة التأهيل لشركة البطاريات.. من خلال ما يعلن عنه من صيانة خط البطاريات السائلة..؛ وتنفيذ مشروع خط إنتاج البطاريات المغلقة في شركة بطاريات حلب، وفق الخطط الإسعافية التي تحتاج لمسعف حكومي.. لا خاص لأنه لن يقدم.. لأسباب يعرفها العديد..؛ فهل نستطيع إدارة ماليتنا العامة بحيث تكون في خدمة قطاعنا الصناعي وغيره من العام..؟!..البعث