صاحبة الجلالة _  أحمد العمار:

ثمة رساميل لا يستهان بها مملوكة لنساء، أو تدار من قبل رجال لكن عائديتها لنساء أيضا، في الحالتين يتحرك ما يمكن أن نسميه برأس المال (الناعم) في أسواق محددة، وضمن ضوابط غالبا ما يطغى فيها الاجتماعي على الاقتصادي، وهو إن أفلت من تبعات الأزمة، فإن اضطهاد الرجال- الذي لا يقل عن كيد النساء- له بالمرصاد، فمظلة الرجل تبقى تظلل اقتصاد الزوجة والأخت والابنة، اللواتي بتن يرفعن صوتا، كما كرتا أحمر، انتبهوا أيها السادة: لسنا أقل منكم، ومشاريعنا تصادق على نجاحاتنا..

سيدات الأعمال يشكلن رقما مهما من بيت التجار (غرف التجارة)، فهناك نحو 25 بالمئة من أعضاء غرفة تجارة دمشق من السيدات، ونحو 200 سيدة منتسبة رسميا للجنة سيدات الأعمال في الغرفة، التي تقول رئيستها صونيا خانجي إن أغلب هؤلاء يملكن مشاريع ناجحة ومهمة، يصنف معظمها ضمن المشاريع المتوسطة والصغيرة، ويغطي طيفا واسعا من القطاعات الإنتاجية والخدمية والترفيهية.

إذا تساوت ظروف وبيئة العمل بين رجال وسيدات الأعمال، فلمن تكون الغلبة، ومن يحالفه النجاح أكثر؟ سؤال تفاجئنا خانجي بالإجابة القطعية عليه: بالطبع لسيدات الأعمال، وفي تبرير الإجابة أيضا: نحن أكثر تدبيرا، وأعلم بالاقتصاد المنزلي، وخوفنا وضعفنا يجعلانا أكثر محافظة وتحوطا، كما أن المرأة غالبا ما تدير منشأتها بطريقة مشابهة لتلك التي تدير بها مطبخها..

بإجابة ممزوجة بالثقة، تقدر رئيسة اللجنة حصة النساء من إجمالي رساميل قطاع الأعمال في البلاد بـ 35 بالمئة، وهي تتوزع على ثلاث قنوات..منشآت مملوكة ومدارة من نساء، وأخرى مملوكة لنساء ويديرها رجال، وثالثة تسهم في جزء منها، ولكنها تبدي حسرة، كما صمتا طويلا، قبل الإجابة على سؤال يتعلق بخسائر المنشآت النسائية جراء الأزمة رافعة سقف التقديرات إلى الحد الذي أكدت فيه تضرر حوالى 80 بالمئة من هذه المنشآت، فالخسارة مزدوجة.. ضياع رأس المال نتيجة فقدان المنشأة، وعدم القدرة على إعادة البناء والإنتاج من جديد..

وبالرغم من التنافس شبه الحاد بين الصناعيين ذكورا وإناثا، إلا أن رئيسة لجنة السيدات الصناعيات في غرفة صناعة دمشق وريفها مروى الإيتوني، تقر بأن كلا الطرفين يواجهان في الغالب المشكلات والصعوبات ذاتها، فالتغيير الدائم وغير المدروس للمناطق والتجمعات الصناعية يضاعف حجم التحديات، التي يواجهها المشروع الاستثماري، لأن هذا التغيير، يستدعي اختلافا في أجور وأسعار العقارات، وفي تكاليف العمالة وتدريبها، ونقل الآلات وصيانتها، وغير ذلك من هذه التحديات..

وترى الإيتوني بأن الصناعة هي عصب ومحرك التطور والنماء في البلاد، وبدونها لن يستطيع الأفراد شراء البيوت التي تطرحها المشاريع السكنية للبيع أو الاكتتاب، كما لن يستطيعوا إقتناءالسيارات أو الإدخار أو الحصول على فرص العمل، وبالتالي فإن تقوية الصناعة، هي قوة ونماء للأفراد وللمجتمع وللاقتصاد ككل.

وفي الوقت الذي لا توجد فيه إحصاءات ومؤشرات دقيقة عن حجم الأموال المملوكة لسيدات سوريات، فإن ثمة تقارير دورية يصدرها عديد الجهات العالمية المختصة حول العالم، كتقرير (أغنى 100 امرأة عربية)، و(أغنى نساء العرب)، حيث تخلو عادة مثل هذه القوائم الصادرة عن جهات مثل “فوربس” و”إيربيان بزنس” من أية شخصيات نسائية سورية في عالم المال والأعمال.

وأصدرت مجلة “فوربس”- الشرق الأوسط، العام الفائت، قائمة بأغنى 10 سيدات أعمال حول العالم، في آخر تحديث لقوائمها الخاصة بأغنياء العالم، ويصل إجمالي ثروات السيدات العشر إلى 242.9 مليار دولار. وأوضحت المجلة أنه من بين 2208 مليارديرات من الجنسين، هناك 256 سيدة مليارديرة، فيما زادت معدلات ثروات النساء بنسبة 20% قياسا مع عام سابق.