وسام الجردي
عمد العديد من أهالي دمشق مؤخراً، على ابتكار خطط تقشفية، لتقليل نفقاتهم وحصر الاستهلاك بالضروري فقط، تماشياً مع ارتفاع تكاليف المعيشة المتواصل وتضخم الأسعار ومحدودية الدخل، فألغوا أطعمة كثيرة من قوائمهم وغيروا أسلوب حياتهم.
اللحوم
وأكد عدد من أهالي دمشق لـ”الاقتصادي”، أن ارتفاع الأسعار أثر بشكل كبير على الحياة المعيشية، فاضطروا إلى إلغاء اللحوم والأجبان والمعلبات من قوائم الأطعمة، والاعتماد على البقوليات كعنصر أساسي في الوجبات الرئيسية كالعدس والحمص والفول، مع تقنين شرائها لتناسب مع دخلهم لتفادي رفع سعرها المستمر، بينما اتجه البعض لاستبدال الرز بالبرغل.
وأيضاً، تعتمد بعض الأسر في الطهي حالياً على الخضار الموسمية كالسلق والسبانخ، بينما راح البعض الآخر للتقليل من البطاطا والبندورة لما تشهدانه من ارتفاعات سعرية.
ووفقاً لبعض أرباب الأسر، فإن معدل الإنفاق على الغذاء لا يتناسب مع دخل الفرد، إذ يتجاوز الإنفاق على شراء المواد الغذائية لعائلة صغيرة 200 ألف ليرة، فيما دخل الموظف في القطاع العام 55,000 ليرة تقريباً، موضحين أن الهدف من الحلول الوقائية هو استمرار توفر الغذاء الكافي لعدد أفراد الأسرة، بغض النظر عما يوجد على المائدة.
دوغما
أما البعض الآخر من الأهالي الذين التقاهم “الاقتصادي”، قاموا بخفض الأطعمة والفواكه المرسلة مع أطفالهم إلى المدرسة بمقدار النصف لتقليل الهدر، إضافة إلى التقليل من شراء الشوكولا والشيبس، وكثيرين منهم باتوا يشترون حفاضات الأطفال بالكيلو بدل العلب المغلفة، كون كميتها أكبر وسعرها أرخص.
واتجه عدد كبير من الأهالي لشراء المنظفات دوغما (فرط) وبحسب حاجتهم فقط رغم عدم جودتها، إلا أن سعرها أرخص بعدة مرات من المنظفات ذات الأصناف المعروفة والمسجلة بسجلات تجارية وصناعية.
وبدأ البعض بشراء الزيت بنوعيه زيت القلي، والسمنة، وحتى الكاتشاب ورب البندورة ومواد أخرى دوغما، بما يتناسب مع قدرتهم على الانفاق اليومي.
السجائر والقهوة
وتوجه الكثير من المدخنين إلى الإقلاع عنه، أو شراء أنواع رخيصة غير معروفة، أو تقليل عدد السجائر المدخنة يومياً، وينعكس تقليل التدخين على كمية القهوة المستهلكة وفقاً لبعض من التقاهم “الاقتصادي”، بعد الارتفاعات السعرية التي طالتها، حيث يتوجه البعض حالياً لشراء أنوع قهوة رديئة وغير معروفة لأنها أرخص.
وفي قطاع النقل، تخلّى كثيرون عن سيارات الأجرة (التكسي) في تنقلاتهم واستبدلوها بالسرافيس أو باصات النقل الداخلي أو المشي على الأقدام، وبعض أصحاب السيارات أوقفوا سياراتهم ولجأوا إلى وسائط النقل اللأخرى.
والتقشف طال الألبسة أيضاً، فكثيرون لم يعد باستطاعتهم شراء ملابس جديدة، وكان الحل بتبادل الملابس بين الأقارب والأصدقاء، أو ترميم الألبسة القديمة.
وسجلت تكاليف المعيشة (من الحاجات الأساسية) في دمشق رقماً قياسياً جديداً خلال الربع الأخير من العام الماضي، حيث بلغت بشكل وسطي 385 ألف ليرة سورية شهرياً، وذلك للأسرة المكونة من 5 أشخاص، وفقاً لتقرير أعدته صحيفة محلية.
ويشهد سعر صرف الدولار مقابل الليرة في السوق الموازية تذبذباً منذ بداية العام الماضي 2019، حتى وصل ذروته حالياً متجاوزاً 1,000 ليرة للدولار الواحد بحسب صفحات التواصل الاجتماعي التي تعرض أسعار العملات في السوق الموازية