قياس
أجهزة القياس لدينا محدودة الكفاءة ونشر مضمونها على العامة بحاجة إلى الكثير من الحذر و تقييمها لا يحتاج سوى دقائق ليتردد الصدى على مواقع التواصل الاجتماعي ، ولأن أجهزة القياس تنتمي لقطاع حكومي فإن من مصلحة الأفراد الذين يقومون بعرضها أن يسلطوا الضوء على الجانب المشرق دون النظر إلى الآثار السلبية المترتبة على التقييم ورجع الصدى لم نسمع انتقادات تطول عمل الحكومة أو أدائها بالقدر الذي نشاهده هذه الأيام لأسباب تتعلق في مجموعات الضغط المرتبطة بأشخاص معروفين أصبحوا اليوم من ركائز توجيه الرأي العام وبث الأفكار المراد ترويجها .
كانت الخطط الخمسية منارة تسير على هداها الحكومات السابقة ،لكن تطبيقها كان محفوفا بمخاطر الإدارات الفاسدة التي عملت على إفشالها من خلال إيصال المؤسسات العامة إلى طريق مسدود ليكون بعضها عبئا حقيقيا على الدولة ليتم طرح بعضها على الاستثمار وتذهب أهداف تلك الخطط أدراج الرياح .
كان من الأجدى لو وضعت خطط تنمية وتحديث القطاعات الاقتصادية والاجتماعية بما يراعي تداخل المسؤوليات في الإشراف على القطاعات بين عدد من الوزارات ،التي تصب خدماتها مجتمعة في مصلحة قضية واحدة ،وضرورة وضع أولويات تنموية واضحة قابلة للتطبيق ومن ثم يتم التركيز على إنجازها بصورة فعالة ومن ثم توحيد الرؤية بين القطاعات المختلفة والوزارات المعنية حيال الأولويات الواجب اتباعها وصولا إلى تنمية حقيقية .
كان أصحاب القرار يقرأون أرقام أجهزة القياس حسب أهوائهم ولذلك كنا نسمع عن ازدياد في عدد السائحين وإخفاء ماكان يصرف على الفعاليات السياحية الوهمية من دون الاعتراف بتأثـّر ذلك القطاع بأزمة السياحة في العالم بشكل عام والتي كانت تعصف بدول كثيرة ،ولم نجد من يبررأسباب تكدس المخازين في عدد من شركات القطاع العام الصناعي وبيعها بأبخس الأثمان وكيف تأثـّر تصدير السلع السورية .
وأخيرا كان لسوق الأوراق المالية السورية أثره السلبي على الصناعـة وشهدت السياحة السورية تراجعـاً في النمو ،وكذلك قطاع البناء والتشييد تأثر بعـمليتي العـرض والطلب وزاد عـدد الباحثين عن عـمل ،وأنشئت مكاتب التشغيل ذات محدودية الأثر على آلاف الخريجين الذين يقفون في كل عام خلف طوابير الانتظار،وتراوح الاقتصاد المحلي مابين الإنكماش والتضخم …وأوصلتنا سنوات الحرب إلى ما نحن عليه .
إسماعيل عبد الحي
esmaeelabdulh@gmail.com