سيرياستيبس :قلة من السوريين بشكل عام لايعرفون هذا الرجل الذي تجاوز الثمانين ومازال مواظبا على العمل تتنوع استثماراته بين قطاعات عديدة لكنه تتركز في قطاع المنشآت السياحية و بخاصة سلسلة فنادق الشام المعروفة فمن نافذة مكتبه العتيق في فندق الشام بدمشق كانت تسمع أحياناً أصوات قذائف الهاون و الانفجارات التي تنبئ بالخطر،أصوات جعلت الكثيرين،وفي مقدمتهم رجال الأعمال يشدون الرحال إلى أماكن ينشدون فيها الأمان..
يشعر الدكتور المهندس عثمان العائدي بالحزن على ما يجري في بلده التي أحبها و استثمر فيها ماله وجل عمره لأنها كانت وستبقى قصة عشق ورمز الأمان والسلام.. يصر العائدي على أن تبقى فنادق الشام مفتوحة في كل الأماكن،ويحاول جهده أن لا يخسر أي عامل مصدر رزقه رغم تعطل حركة السياحة..
لم يغير برامجه التي اعتاد عليها منذ عقود :أربعة أيام في دمشق وثلاثة أيام في الأسبوع ما بين باريس وبيروت،وربما أصبح يطيل مكوثه أكثر في دمشق لأنها معشوقته الأبدية،وفيها ابنته الوحيدة:الشركة العربية السورية للمنشآت السياحية التي كبرت وأنجبت فنادق من فئة خمس نجوم في كل أنحاء سورية..
يشير مقربين منه ان الدكتور عثمان العائدي رجل جبار لا تهزه المحن،يقف بصلابة يحمل فوق كتفيه سنواته الثمانين ونيف ويصر على حماية ابنته من السقوط والخسارة.. فقلة يعرفون حقيقة أن الرجل لا يملك إلا حصة قليلة لا تتجاوز خمسة بالمائة من الشركة وليس بمالك لها،قلة يعرفون أن شركة بدأت برأسمال عشرة ملايين ليرة أصبحت تقدر اليوم بعشرات المليارات كقيمة سوقية وعائدات على المساهمين،والدولة أكبرهم بعشرات المليارات!!!
أضاع عثمان العائدي خمسة وثلاثين عاماً من عمره يبني الشركة ليستفيد منها حوالي عشرين ألف مساهم وخاصة الدولة التي تملك 25% من أسهم الشركة ونسب تصل حتى 40% من الشركات الفرعية.
فقصة نجاح فنادق الشام الماثلة حيث أسس العائدي في عام 1977 “الشركة العربية السورية للمنشآت السياحية” المعروفة بـ “الشام للفنادق” وقام من خلالها بقيادة الصناعة السياحية في سورية وأنشأت الشركة عدة فنادق مشهورة في سورية بينها فندق الشام بدمشق وإبيلا الشام وشهبا الشام، وفنادق في اللاذقية وتدمر.
وأهلته دراسته للهندسة الكهرومائية للمساهمة بعدة مشاريع مائية كبيرة في سورية، قبل البدء في مسيرته بالاستثمار السياحي، وبين تلك المشاريع المائية بناء سد الرستن وسد محردة وتنفيذ شبكة الري في سهل الغاب.
كما أسس عثمان العائدي مؤسسة تحمل اسمه في العام 1988، تُعنى بالحفاظ على الحضارة والتراث، وقامت المؤسسة بترميم أعمدة أفاميا وإعادة بناء أسواقها القديمة، كما عملت على إعادة تأهيل مدينة تدمر الأثرية، كما حافظت المؤسسة على عدة معالم تاريخية في مدينة دمشق.
وحصل العائدي في عام 1955 على دكتوراه في العلوم المائية وميكانيك السوائل، من “جامعة السوربون” الفرنسية.. رجل الأعمال السوري الدكتور المهندس عثمان العائدي صاحب للإنجازات الكبيرة في دمشق ، جاءت ولادة أولى الفنادق الدولية في سورية وهي المريديانات الثلاثة بعد مخاض طويل وعسير في أحلك الظروف، ليتم بعدها إحداث الشركة العربية السورية للمنشآت السياحية بموجب قانون خاص أقره مجلس الشعب ثم أصدره بمرسوم عام 1977، وقام العائدي بصناعة سياحية من الناحية الاقتصادية والتنموية.
وساهم العائدي في العديد من المشروعات المائية في سورية..وفي قطاع المشاريع الكهربائية، تم إنشاء محطة محردة الحرارية عام 1977، و12 محطة تحويل كهربائية عام1978. كما انتظم العائدي في القطاع التعليمي كأستاذ محاضر.
وقلده الرئيس الراحل حافظ الأسد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى، وذلك بعد أن كلفه بعمل وطني مهم وإستراتيجي يتعلق بالثروة المائية السورية وسد الفرات وقدره حق قدره.
ومن الأوسمة التي استحقها والصداقات التي كان جديراً بها، وسام جوقة الشرف من الجمهورية الفرنسية برتبة فارس، ووسام جوقة الشرف من رئيس الجمهورية الفرنسية برتبة ضابط، ووسام القديسين (بطرس وبولوس) برتبة ضابط كبير مقدم من أغناطيوس الرابع بطريرك أنطاقية وسائر المشرق، وأرفع وسام ثقافي بلغاري، وسام القديس (سيريل) والقديس (ميتوديوس)،
منقول |