من يتحكم بالدولار ؟!

من يتحكم بالدولار ؟!
الدكتور رياض شحيد  .
لم يعد الدولار كما كان قبل عشر سنوات عملةً موازيةً لليرة السورية ، بإمكان كل مواطن أن يتعامل بها عند الحاجة. لأن في الظروف الحالية أغلب الناس السوريين لا يملكون الدولار ولا يملكون فائضاً بالليرة السورية ( نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر تزيد عن 80 % و أغلب السوريين لا يتعاملون لا مع شركات الصرافة ولا مع البنوك ) هذا شيء واضح ومفهوم لكل السوريين وغير السوريين.
لقد تحول الدولار في السنوات الأخيرة إلى وسيلة للربح والإثراء السريع ولكن فقط لحفنة صغيرة من الناس السوريين وهم: المهربون و تجار المواد المهربة وتجار الجملة المستوردون بشكل خاص بالإضافة إلى أغنياء الحرب. هؤلاء هم الذين يتحكمون بسعر صرف الدولار ويعملون على رفع سعره بين كل فترة وأخرى على حساب القدرة الشرائية للمواطن السوري .
إن ارتفاع سعر صرف الدولار إلى 615 ليرة سورية مع فارق أكثر من 170 ليرة عن سعر البنك المركزي هو فرصة ذهبية لزيادة أرباح الرأسماليين الطفيليين الذين هم سبب كل المشاكل في سوريا من الأول للأخير.
هناك أرقام مرعبة عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي والديموغرافي في سوريا ( أغلب الناس تعرفها) . هذه الأرقام ستزداد رعبا وستصبح أكثر كارثية إذا استمر الرأسماليون الطفليون يقودون الاقتصاد الوطني وينكلون بلقمة عيش المواطن….ستزداد بشكل كبير الرغبة عند الشباب بمن فيهم المهندسين والأطباء والفنيين في الهجرة من الوطن كما ستضعف الرغبة في العودة إلى الوطن.
ملاحظة : ليس صحيحا القول أن ارتفاع سعر الدولار في سوريا ناتج عن الحصار وعن ارتفاع سعر الدولار عالميا .